أحفاد الخميني ومسؤولون إيرانيون في طريق المشاية.. إلى كربلاء

بين الزوار الإيرانيين وزير الاتصالات جهرمي  ورئيسي مرشح خامنئي في انتخابات رئاسة الجمهورية ونجل الخميني ياسر وصهر خامنئي وعمدة طهران جنرال الحرس الثوري قالبباف فهل كانت هذه الأسماء من الزائرين وغيرها لمجرد المشاركة أم لدعم الوجود الإيراني في العراق؟!

بغداد- سجلت وسائل إعلام إيرانية مشاركة العديد من الساسة والمسؤولين الإيرانيين في مراسم زيارة الأربعين، التي شهدت تدفق أكثر من 1.800 زائر إيراني إلى العراق خلال أسبوعين، بنسبة انخفاض إلى نحو النصف، نظراً للأزمة المالية التي تشهدها إيران منذ عدة أشهر بعد ان خسرت العملة الإيرانية 70% من قيمتها أمام الدولار.

كانت الأعوام الماضية شهدت مشاركة ما لا يقل عن أربعة ملايين زائر إيراني في إحياء الزيارة الاربعينية. وشكلت السلطات الإيرانية، خلال السنوات الماضية، لجان رسمية لتفويج الزائرين الإيرانيين إلى العراق، وتنسيق عمل الجهات الأمنية والخدمية والطبية على جانبي الحدود مع العراق وداخل مدينتي النجف وكربلاء، للمساعدة في إحياء الزيارة الأربعينية.

نشرت وكالات أنباء ومواقع إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر مشاركة أحفاد زعيم الثورة الإيرانية روح الله الخميني بالسير من مدينة النجف الأشرف إلى مدينة كربلاء المقدسة. وبحسب الصور التي تداولتها المواقع الإيرانية فقد شارك ياسر الخميني، الحفيد الأوسط لآية الله الخميني، إلى جانب زوجته حوراء الصدر، وهي ترتدي العباءة العراقية، بالإضافة إلى اثنين من أطفاله، في المسيرة الراجلة إلى كربلاء، والى جانب ياسر الخميني، فقد أظهرت الصور أحمد الخميني نجل حسن الخميني، الشقيق الأكبر لياسر، وهو يرتدي الدشداشة العراقية إلى جانب عمه ياسر واسرته.

يعتبر أحمد الخميني، الذي يحمل اسم جده أحمد الخميني نجل زعيم الثورة الإيرانية، من نجوم مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، إذ يحظى حسابه الرسمي وحسابات معجبيه بمتابعة مئات الآلاف داخل وخارج إيران، وتلقى مواقفه السياسية والاجتماعية أصداء واسعة بين الشباب الإيراني. نقل أحمد الخميني، في موقعه على انستغرام، حواراً مع أحد الشباب العراقيين المقيمين في دولة قطر حول عدم إتقان الشباب الإيراني اللغة الإنكليزية. وفي مشاركة أخرى نقل نجل حفيد الخميني تساؤلات الزائرين الإيرانيين حول انهيار العملة الإيرانية مقابل سعر العملة العراقية، على الرغم من افتقار المدن العراقية للحد الأدنى من الخدمات والبنى التحتية.

وتصنّف أسرة زعيم الثورة الإيرانية على الجناح الإصلاحي، إذ تربط حسن الخميني، والد أحمد، علاقة وطيدة مع الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي الذي يتزعم التيار الإصلاحي. إلى جانب مشاركة أسرة الخميني في مراسم زيارة الأربعين، فقد رصدت وسائل الإعلام الإيرانية مشاركة مسؤولين بارزين في هذه الشعائر الدينية التي تحظى باحترام ملايين الشيعة حول العالم. من بين هؤلاء غلام علي حداد عادل، صهر ومستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، وهو يصافح شيخا عراقيا يرتدي الدشداشة والكوفية والعقال التقليدي.

يعتبر حداد عادل أحد أبرز وجوه التيار المحافظ، وشغل منصب رئيس البرلمان الإيراني إلى جانب عضوية مجلس صيانة الدستور، وعدد من المسؤوليات الثقافية والجامعية. كما سجّلت وكالات الانباء حضورا ملفتاً لسادن العتبة الرضوية إبراهيم رئيسي، الذي نافس الرئيس الإيراني حسن روحاني في انتخابات الرئاسة التي أجريت العام 2017، وحصل فيها على أكثر من 15 مليون صوت مقابل 22 مليون صوت لروحاني، وأشرف رئيسي على أحد أضخم المواكب التي ترعاها العتبة الرضوية على الطريق الواقع بين مدينتي النجف وكربلاء، والتي قدمت خدمات الطعام والمبيت والاستراحة لآلاف الزائرين من مختلف الجنسيات.

وفي السياق ذاته، رصدت وسائل الاعلام الإيرانية حضور عمدة طهران الجنرال محمد باقر قاليباف، واظهرت الصور قاليباف وهو يقود جهود بلدية طهران التي تقدم خدماتها في مدينة كربلاء بشكل دوري. ويعدّ قاليباف أحد جنرالات الحرس الثوري، وأحد المتنافسين المخضرمين على رئاسة الجمهورية. وتداولت مواقع إيرانية صوراً لعمدة طهران وهو يضع الكوفية على رأسه، في خطوة على ما يبدو أنها جاءت لإبعاد الأنظار عنه، وتسهيل تنقله وعمله.

كذلك سلّطت وكالات الانباء الإيرانية الضوء على مشاركة وزير الاتصالات الشاب محمد اذري جهرمي مع أسرته. وأظهرت الصور جهرمي وهو يتنقل مع زوجته وطفله الرضيع من دون مرافقين، ويتناول الطعام في مواكب العزاء مع بقية الزائرين. ويعتبر جهرمي أصغر وزير في تاريخ إيران (1982)، ويحظى بشعبية واسعة بين الشباب الإيراني، الذي يطالب بمزيد من الحريات على مواقع التواصل الاجتماعي.

لم تقتصر المشاركة الإيرانية في مراسيم الزيارة الأربعينية على الوجوه السياسية فقط، فقد رصدت الصور التي بثتها وكالات الانباء الإيرانية، مشاركة كل من الفنان برويز برستوئي، المخرج والممثل المعروف بدوره المثيل للجدل في فيلم (مارمولك / السحلية)، الذي جسّد فيه دور مجرم يرتدي زي رجال الدين. إلى جانب برستوئي، فقد رصدت مواقع التواصل الاجتماعي صورا نسبت الى الممثلة كتايون رياحي التي لعبت دور زليخا في مسلسل يوزرسيف التاريخي، الذي حظي بمشاهدات عالية في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة.

عن نيو نيوز