
ارباك يرافق استقالة مفاجئة لأمين عام حزب بوتفليقة
الجزائر - أكد قيادي في حزب جبهة التحرير الوطني الذي يتزعمه الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة اليوم الأربعاء أن الأمين العام للحزب تعرض لوعكة صحية، نافيا خبر استقالته الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية.
وفي العادة لا تنشر وكالة الأنباء الحكومية خبرا بهذا الثقل دون أن تكون متأكدة من صحته خاصة في الظرف الذي يشهد فيه الحزب الحاكم في الجزائر انقسامات داخلية كان من نتائجها إقالة رئيس البرلمان سعيد بوحجة.
وتأتي الاستقالة في توقيت حساس إذ أنه من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد في أبريل/نيسان 2019. ولم يعلن الحزب الحاكم مرشحه الرسمي للرئاسة.
ويضم حزب جبهة التحرير الوطني، الذي قاد حرب الاستقلال ضد فرنسا بين عامي 1954 و1962، شخصيات قوية مخضرمة مثل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة (81 عاما) الذي لم يعلن ما إذا كان سيسعى لفترة رئاسية خامسة.
ولم يظهر بوتفليقة الذي تولى السلطة في عام 1999، إلى العلن سوى مرات قليلة منذ إصابته بجلطة دماغية في عام 2013.
والجزائر حليف قوي للولايات المتحدة في الحرب ضد المتشددين في منطقة الساحل الصحراوي كما أنها إحدى أكبر موردي الغاز إلى أوروبا.
وكان جمال ولد عباس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني هو من دفع الكتل النيابية للحزب ولأحزاب الموالاة لسحب الثقة من بوحجة في خطوة أثارت وقتها جدلا في الساحة الجزائرية.

وولد عباس كان أيضا من أعلن في الفترة الأخيرة أن الرئيس بوتفليقة هو مرشح الحزب الوحيد للانتخابات الرئاسية في 2019.
وأعلنت وكالة الأنباء الجزائرية استنادا إلى مصدر رسمي لم تذكره، استقالة "الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس الأربعاء لأسباب صحية تستلزم عليه قضاء عطلة مرضية مطولة".
وخلف ولد عباس في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016 عمار سعداني الرجل القوي الذي استقال بدوره بشكل مفاجئ لـ"أسباب صحية"، لكن مصادر جزائرية أشارت حينها إلى أن الرئيس بوتفليقة هو من أقاله بعد تجاوز الخطوط الحمراء وطعنه في ذمة رئيس الوزراء الأسبق عبدالعزيز بلخادم والتشكيك في وطنيته.
وبلخادم سياسي تولى في السابق العديد من المناصب الوزارية والأمانة العامة لحزب جبهة التحرير وكان من المقربين من الرئيس الجزائري.
لكن القيادي البارز وعضو المكتب السياسي أحمد بومهدي قال أمام مقر الحزب بالعاصمة إن "الأمين العام (ولد عباس) تعرض هذا الصباح خلال جلسة عمل لوعكة صحية فنقل إلى المستشفى حيث أعطاه الطبيب عطلة مرضية".
ونفى بومهدي "استقالة" ولد عباس، مؤكدا "ننتظر عودته لكن في انتظار ذلك فإن الحزب يسير بشكل عادي بالقياديين الحاضرين" كما نقلت وسائل الإعلام.
وكان ولد عباس المعروف بأنه مقرب منذ زمن بعيد من الرئيس بوتفليقة، أعلن نهاية أكتوبر/تشرين الأول ترشيح الحزب بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات المقررة في 2019، بينما يثير وضعه الصحي الكثير من الجدل في الساحة السياسية.
واضطر ولد عباس المؤيد بقوة لبوتفليقة (81 عاما) الذي يحكم البلاد منذ 1999، إلى تغيير لهجته بعد 24 ساعة من إعلان ترشيح الرئيس بتأكيد أنه "لم يتلق ردا على طلبه" من المعني الأول بالأمر.