امتحانات بـ'الكتاب المفتوح' للمرة الأولى في تاريخ التعليم المصري

امتحان يقيس مستوى الفهم وليس الحفظ وهدفه تغيير الثقافة القديمة المعتمدة بالأساس على التسابق من أجل الحصول على أعلى الدرجات عوضا عن الرغبة في التعلم.
تدريب حي في نفس ظروف الامتحان التقليدي ولا نحتسب درجاته في النجاح أو الرسوب

القاهرة - أعلنت القاهرة، السبت، تطبيق نظام الكتاب المفتوح "OpenBook" لأول مرة في تاريخ امتحانات التعليم المصري، وذلك في امتحانات الصف الأول الثانوي التي تستمر حتى 24 يناير/كانون الثاني. 
ووفق بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية، يتيح هذا النظام الذي تطبقه وزارة التربية هذا العام لأول مرة في تاريخها استخدام الكتاب المفتوح.
وأوضح أن الطالب يستطيع دخول الامتحان بالكتاب، مشيرا إلى أن الامتحان يقيس مستوى الفهم وليس الحفظ. 
وقال وزير التعليم طارق شوقي إن "هذه أول مرة في التعليم المصري يكون هناك تدريب مثل هذا بلا درجات وكذلك أول مرة يكون هناك تطبيق لفكرة الكتاب المفتوح". 
وأضاف: "المشكلة الحقيقية هي حالة المخاض التي نشهدها ونحن ننتقل من الثقافة القديمة التي رسخت في أذهان أولادنا أن الامتحان هو سباق نحو اعلى الدرجات وليس التعلم".
وأوضح أن "هذا الامتحان ليس امتحانا بالمعنى الكلاسيكي القديم وهو تدريب حي في نفس ظروف الامتحان التقليدي بينما لا نحتسب درجاته في النجاح أو الرسوب ولا يتم احتسابها في المجموع التراكمي المؤهل للإلتحاق بالتعليم الجامعي". 
ويتجاوز عدد طلاب الثانوية العامة الفاصلة للانتقال للمرحلة الجامعية بمصر 600 ألف طالب، وبحسب إحصائية رسمية صادرة في 2018 يقدر عدد طلاب المدارس نحو 20 مليون. 

التعليم
الإصلاح يبدأ من الروضة والمرحلة الابتدائية

وأعلنت الحكومة المصرية أن 2019 سيكون عام التعليم.
وأشادت عضو لجنة التعليم في البرلمان المصري ماجدة نصر بمبادرة تخصيص عام 2019 للتعليم، وتوقعت أن تشهد المنظمة التعليمية نقلة نوعية في التصنيف العالمي بعد مرور 12 عاما.
وقالت ماجدة في تصريحات صحفية أن نتائج نجاح النظام التعليمي الجديد ستظهر بشكل تدريجي، موضحة أن العامل الرئيسي في نقل التعليم المصري لمكانة أخرى هو الإصلاح الذي يبدأ من مرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية.
وتعكف وزارة التربية والتعليم في مصر على وضع اللمسات الأخيرة للمناهج الجديدة لمراحل التعليم الأساسي في ضوء خطة جديدة لتطوير التعليم.
وبدأ تطبيق الخطة الجديدة في سبتمبر/ايلول 2018 على 22 مليون طالب بمختلف المراحل التعليمية.
وتتكون الخطة من أربعة محاور هي : تطوير نظام التعليم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي، وتعديل نظام المرحلة الثانوية، وفتح المدارس اليابانية، واستحداث مدارس التكنولوجيا التطبيقية للتعليم الفني.
يتعلق الجزء الثاني من الخطة بتطوير نظام الثانوية العامة وهو ما سيطبق على من التحقوا بالصف الأول الثانوي في سبتمبر/ايلول 2018، وسيتسلمون أجهزة لوحية مزودة بالمناهج الدراسية وسيؤدون الامتحانات من خلالها إضافة إلى الكتب الورقية، مع مراعاة عدم الانتقال المفاجئ من المناهج التقليدية إلى المناهج الإلكترونية.
وتعتمد الامتحانات في النظام الجديد على الفكر والتحليل والإبداع لقياس المهارات الفكرية والمعرفية للطالب، وستكون محمية لدى جهة سيادية.
ولن تكون الامتحانات قومية على مستوى الجمهورية بل لكل مدرسة أن تمتحن طلابها في التوقيت الذي يناسبها لمنع الغش والتسريب.
ووضعت المنظومة الجديدة خطة لتدريب معلمي رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية على النظام الجديد، بحيث لا يكون المعلم مجرد ملقن للطلاب، بل موجه ومرشد لطريقة البحث عن المعلومة الصحيحة.
وسيتم تدريب معلمي المرحلة الثانوية على استخدام التكنولوجيا وطبيعة الامتحانات الجديدة والتصحيح من خلالها.