اكتشاف لا يبشر بالخير لمواجهة البكتيريا الخارقة

علماء بريطانيون يعثرون على جين جديد يرتبط بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ما يشير إلى أزمة حقيقية تتسارع في النمو والانتشار.
البكتيريا القاتلة ضمن أخطر عشرة تهديدات صحية في العام 2019
أول اكتشاف للبكتيريا المقاومة كان في عام 2008
مقاومة المضادات الحيوية ليست مجرد تنبؤ خاص بالمستقبل، فهي تحدث الآن بالفعل

لندن - عثر خبراء بريطانيون على جين يرتبط بالبكتيريا العنيدة التي تعد واحدة من أهم الأزمات التي تواجه البشر في العصر الحديث وتمتد المخاوف المرتبطة بها إلى تصور مستقبل قاتل بلا مضادات حيوية.
 واكتشف العلماء هذا الجين في منطقة نائية في الأرخبيل النرويجي، في واحدة من مواقع الأنظمة البيئية التي لم تطأها أقدام البشر من قبل.
ويعتقد العلماء أن هذه الجينات انتقلت بواسطة النشاط البشري وبراز الطيور وغيرها من الحيوانات البرية، من المياه السطحية في دلهي بالهند وصولا إلى الأرخبيل النرويجي. 
وعرفت هذه الجينات لاول مرة عام 2008، في المختبر قبل أن يعثر عليها العلماء في المياه الهندية عام 2010، ومن ثم وجدت في أكثر من 100 بلد.
وقال ديفيد غراهام، وهو مهندس بيئي في جامعة نيوكاسل البريطانية عن اكتشاف الجين الجديد "المناطق القطبية من بين النظم البيئية السابقة البكر على الأرض، ما يوفر منبرا لتوصيف خلفية الأنواع المقاومة في عصر ما قبل المضادات الحيوية، والتي يمكننا من خلالها فهم معدلات تقدم التلوث. ولكن بعد أقل من 3 سنوات من الكشف الأول عن جين في المياه السطحية بالمناطق الحضرية في الهند، نجده على بعد آلاف الأميال في منطقة كان فيها التأثير البشري في حده الأدنى".

وأضاف غراهام وفقا لموقع "روسيا اليوم": "ما فعله البشر من خلال الاستخدام الزائد للمضادات الحيوية على المقاييس العالمية، هو تسريع معدل التطور وخلق عالم جديد من السلالات المقاومة، التي لم تكن موجودة من قبل".
وأوضح الباحث أن جينات المقاومة المكتشفة ترتبط بتسع فئات رئيسة للمضادات الحيوية الشائعة التي تعالج الكثير من الالتهابات.
وأوصت الدراسة بمكافحة النفايات في مياه العالم للحد من انتشار هذا الجين العنيد. 
وتعد أزمة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية مشكلة العصر، وكان أن وضعتها منظمة الصحة العالمية ضمن قائمة أخطر عشرة تهديدات صحية تواجه سكان الأرض في العام 2019،  وكشف تقرير للمنظمة أن مقاومة المضادات الحيوية لم تعد مجرد تنبؤ خاص بالمستقبل، فهي تحدث الآن بالفعل، وعلى نطاق العالم، مهددة القدرة على علاج أنواع عدوى شائعة.
وحذّر التقرير من أنه إذا لم تُتخذ إجراءات منسقة في هذا الصدد سيسير العالم نحو عصر ما بعد المضادات الحيوية الذي يمكن فيه لأنواع عدوى وإصابات بسيطة شائعة، كانت قابلة للعلاج طيلة عقود من الزمان، أن تفتك بالأرواح من جديد.
وذكر أن سبب ذلك راجع إلى أن المضادات الحيوية ستصبح أقل فاعلية في قتل العدوى البكتيرية، فيما يعرف باسم مقاومة المضادات الحيوية، وذلك بسبب زيادة جرعات استخدام المضادات الحيوية أو انخفاضها أو سوء استخدامها.