الصنوبر يئن في لبنان بسبب المرض
بيروت - يهتم مزارع لبناني بغابة صنوبر يمتلكها في قرية العربانية ربما أكثر من اهتمامه ببيته حيث يزرع المحصول الشهير منذ قرابة 35 عاما.
وعن مميزات الصنوبر اللبناني يقول المزارع يوسف بوأنطون (63 عاما) "صنوبر لبنان كتير مفيد، مش متل الصنوبر اللي بره (الخارج)، يعني الأفغاني والصيني، هون لأن فيه مادة، مادة زيتية بتفيد هاي، مئة في المئة صنوبر لبنان موصوف بها الشي هيدا يعني".
ويستغرق نمو محصول الصنوبر خمسة أشهر تليها أربعة أشهر أخرى لينضج.
وأضاف بوأنطون "بيعربش ع الصنوبرة، بيفرض الكروز، بنحوشهن وبنلمهن وبناخدهن ع البيت لشهر أيار (مايو)، حزيران (يونيو)، بنفقيهن، بيطلع اللب الأسود، بنرجع بنكسرهن أبيض، يعني شغلة مكلفة شوي".
ومع تدمير الدود لما يقرب من 30 في المئة من إنتاج بوأنطون في السنوات الأخيرة لم يعد حصاد الصنوبر عملا مربحا بالنسبة له.
وقال "من سبع سنين ولقدام صار رايح تقريباً تلت صنوبر لبنان من المرض. عم ييجي دود يمكن سمعتوا فيه، عم ييجي دود عم تأكل الشجر وتيبس، وفيه دودة تانية عم تأكل اللب بقلب الصنوبرة، عم بيطلع 30 في المئة مضروب".
وزراعة الصنوبر مصدر دخل لكثير من المزارعين اللبنانيين في منطقتي المتن والشوف إضافة إلى وادي البقاع.
ونظرا لطول موسم الحصاد يعمل بوأنطون في عمل إضافي بقطاع التعمير ليوفر احتياجات أسرته.
ويقدر ما تدره غابته التي تحوي نحو 3500 شجرة صنوبر نحو 20 ألف دولار في الموسم.
وفيما يتعلق بخطورة العمل في جني محصول الصنوبر وتسلق أشجاره قال عامل سوري يدعى ماهر درويش "خطرة كتير وصعبة كتير يعني، ما بيحسن أي أحد يشتغل ها الشغلة، بده واحد يكون عنده قوة قلب وجبار بهيك شغل. أنا من زمان متعود بسوريا، مزارع، بأطلع بأشتغل بالأرض، عندنا أرض وعندنا جب (بئر) وعندنا كل شيء، متعلم أطلع وأنزل وأشتغل من صغر، وكان عمري 12-13 سنة وأنا بأشتغل".
ويحدد مسؤولون في وزارة الزراعة نوعين من الحشرات التي تهدد محصول الصنوبر.
ويوضح مسؤول في وزارة الزراعة أن المرض أضر بنحو 50 في المئة من محصول الصنوبر اللبناني.
وقال شادي مهنا، مدير التنمية الريفية والثروات الطبيعية في وزارة الزراعة اللبنانية "الأرقام هلق (حاليا) ما إنها دقيقة عندنا، لأن فرقت كتير من خمس سنين لليوم، نزلنا بالإنتاج تقريباً 50 في المئة، والوزارة عملت مبادرة عم نشتغل مع منظمة الأغذية والزراعة الفاو وجبنا خبرة من برة لنشوف هيدا المرض، شو ممكن نعالجه".
وهدد هجوم لحشرة مماثلة محصول الصنوبر في لبنان عام 2010 بسبب الشتاء الدافئ على نحو غير المعتاد في البلاد آنذاك. وأتت الحشرة على معظم الأشجار في غابة بمنطقة الشوف لتجردها من الأوراق، وفي كثير من الحالات من الفروع أيضا.
ويقول مسؤولو الوزارة إن الأمراض الأخيرة لا ترتبط بتغير المناخ، لكن مارون عزيز، وهو ممثل جمعية تعاونية زراعية محلية، يعزي تلك الأمراض لأسباب منها تغير المناخ والإهمال وغياب الطيور التي تتغذى على هذه الحشرات.
وأوضح عزيز أن لبنان كان ينتج فيما مضى نحو 500 طن من الصنوبر سنويا، يأتي نحو نصفها تقريبا من قضاء جزين، الذي به نحو 500 هكتار من أشجار الصنوبر ويوصف بالبساط الأخضر.
غير أن إنتاج البلاد تراجع لنحو 250 طنا، ويجري تصدير نحو ثلثي إجمالي الإنتاج لأسواق مثل الخليج وأوروبا بشكل أساسي.