بوتفليقة يعود للجزائر على وقع احتجاجات لا تهدأ

أكثر من رواية تتردد في الفترة الأخيرة تشير إلى أن الرئيس المنتهية ولايته نقل من سويسرا إلى فرنسا أو إلى اسبانيا أو الولايات المتحدة قبل أن تؤكد الرئاسة الجزائرية عودته وسط تعتيم كامل عن وضعه الصحي.

هبوط طائرة يعتقد أنها تقل بوتفليقة في قاعدة بوفاريك العسكرية
ظهور نادر لناصر بوتفليقة شقيق الرئيس في أروقة مستشفى جنيف
استجابة متباينة لنداء الإضراب العام في الجزائر
جزائريون تنقلوا للمستشفى الجامعي بسويسرا بحثا عن الرئيس 'المفقود'
بوتفليقة لم يظهر للعلن منذ فترة طويلة
معارض جزائري تحدث عن رئيس ميّت منذ أشهر

الجزائر/باريس - عاد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الأحد من رحلته الطبية في جنيف، بحسب ما أعلنت الرئاسة، فيما استمر الحراك الاحتجاجي في عدة أنحاء من الجزائر ضد ترشحه لولاية خامسة وآخر فصوله تظاهر آلاف من تلاميذ الثانوية.

وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "عاد رئيس الجمهورية، عبدالعزيز بوتفليقة، ظهيرة اليوم الأحد إلى أرض الوطن بعد زيارة خاصة إلى جنيف (سويسرا) حيث أجرى فحوصات طبية دورية". وحطت الطائرة بعيد الساعة 16:50 بتوقيت غرينيتش في الجزائر، بحسب وسائل إعلام جزائرية.

وبحسب قناة 'دزاير نيوز' الخاصة تم تعزيز الإجراءات الأمنية حول القاعدة العسكرية الجوية ببوفاريك التي تبعد نحو 40 كلم جنوب العاصمة الجزائرية، ما شكل مؤشرا على عودة الرئيس الذي يواجه حركة احتجاج غير مسبوقة منذ انتخابه رئيسا أول مرة في 1999.

وعلت الأحد أصوات منبهات السيارات طوال النهار في وسط العاصمة الجزائر وتجمع نحو ألف تلميذ مرددين شعارات مثل "لا للعهدة الخامسة يا بوتفليقة"، قبل أن يتفرقوا بهدوء عصر اليوم الأحد.

وكان بوتفليقة (82 عاما) الذي يواجه منذ 22 شباط/فبراير حركة احتجاج لا سابق لها منذ انتخابه للمرة الاولى في 1999 والذي اعتلت صحته منذ تعرضه لجلطة دماغية في 2013، اودع مستشفى بجنيف في 24 شباط/فبراير لاجراء "فحوصات طبية دورية".

وبين أنباء عن عودته من سويسرا إلى الجزائر وأخرى تشير إلى نقله من المستشفى الجامعي بجنيف إلى فرنسا ومعلومات أخرى تتحدث عن نقله إلى اسبانيا أو الولايات المتحدة، بات مصير الرئيس الجزائري المنتهية ولايته والذي ترشح لولاية رئاسية خامسة دون أن يقدّم ملف ترشحه بنفسه للجنة الدستورية المختصة، يحيّر الجزائريين.

وتشير آخر التطورات إلى أن الرئيس الذي سافر في الرابع والعشرين فبراير/شباط لجنيف لإجراء فحوصات روتينية ولفترة قصيرة، عادت بالفعل للجزائر، وفق بيان الرئاسة الجزائرية.

لكن أكثر من رواية ومن أكثر من مصدر ترددت في الفترة الأخيرة تشير إلى أن بوتفليقة الذي يرافقه شقيقه ناصر بوتفليقة والذي أظهرت لقطات فيديو تنقلاته داخل أحد أروقة مستشفى جنيف الجامعي، نقل على الأرجح إلى جهة أخرى قد تكون فرنسا أو اسبانيا أو الولايات المتحدة.

وفي المحصلة يبقى مصير ووضع الرئيس الجزائري غامضا محاطا بالسرية التامة حيث لم يصدر عن الرئاسة الجزائرية أي بيان يجيب عن أسئلة طالما حيّرت الجزائريين أهمها حول وضعه الصحّي؟.

وكان المعارض الجزائري رشيد نكاز الذي رفض ملف ترشحه لانتخابات الرئاسة في 18 أبريل/نيسان، قد حاول دخول المستشفى الجامعي بجنيف لكن الشرطة اعتقلته بتهمة انتهاك قانون الإقامة.

كما تنقل عدد من الجزائريين المقيمين في الخارج إلى مستشفى جنيف دون جدوى حيث لم يفلحوا في دخول القسم الخاص أين يرقد بوتفليقة.

وتمتنع إدارة المستشفى التي تخصص أجنحة خاصة لكبار المسؤولين وسبق لبوتفليقة أن تردد عليها، إعطاء أي معلومات عن الوضع الصحي للرئيس الجزائري المنتهية ولايته.

ولم يظهر بوتفليقة للعلن منذ سنوات إلا في مرّات نادرة عبر لقطات فيديو مسجلة أو صور بثتها وسائلا الإعلام الرسمية.

وتوقفت حركة النقل العام في العاصمة الجزائرية وأغلقت غالبية الثانويات في أنحاء البلاد بينما فتحت بعض المحلات والإدارات أبوابها، لتبدو الاستجابة متباينة لنداء الإضراب العام الأحد ضد ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة.

طائرة الرئيس الجزائري في مطار جنيف الدولي
طائرة الرئيس الجزائري في مطار جنيف الدولي

وتوقفت كل القطارات المتجهة نحو الضواحي أو المدن الأخرى انطلاقا من المحطة الرئيسية بوسط الجزائر، كما شهدت خدمات الحافلات والترامواي والمترو شللا بحسب عمال.

وأغلقت أغلب الثانويات أبوابها وخرج الطلاب للتظاهر في العديد من المدن الجزائرية. وفي العاصمة خرج مئات الطلاب من مختلف الثانويات ليتجمعوا في ساحة البريد المركزي بوسط المدينة.

ولم تفتح معظم المحلات التجارية صباح الأحد أبوابها في الشوارع الرئيسية للجزائر. وكان الوضع نفسه في الأحياء الشعبية مثل باب الواد وفي الضاحية الغربية ومثل زرالدة، بحسب شهادات السكان.

وفي المقابل ظلت العديد من المحلات مفتوحة في الأحياء البعيدة عن وسط المدينة بحسب السكان، وكذلك عملت أغلب الإدارات بشكل عادي.

الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة: مسيرة سياسية حافلة بالتحديات
الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة: مسيرة سياسية حافلة بالتحديات

وكان الوضع نفسه في المدن الأخرى ماعدا في بجاية (شمال شرق) التي شهدت إضرابا عاما و"شللا كاملا لكل القطاعات"، كما أكد عاشور إيدير النقابي في التعليم، موضحا أن كل المحلات مغلقة وكذلك المدارس والثانويات والشركات.

أما في وهران (غرب) ثاني أكبر مدن البلاد، فقد فتحت كل المحلات في وسط المدينة أبوابها وكذلك في سوق 'لاباستي' الشعبي، بحسب صحافي يعمل في صحيفة محلية.

وفي قسنطينة (شرق) ثالث أهم المدن في الجزائر أغلق جزء من التجار محلاتهم بينما فضّلت بعض المتاجر فتح أبوابها، بحسب صحافي محلي أوضح أن طلاب الثانويات أيضا يتظاهرون في الشوارع.

وفي عنابة، بأقصى الشرق الجزائري فقد أغلق أهم سوقين في المدينة، الحطّاب والسوق الفرنسي، وكذلك المحلات التجارية والإدارات العامة، بحسب صحافي محلي.

ونقل الموقع الإخباري 'كل شيء عن الجزائر' أن عمال مصانع السكر والزيت في مجموعة 'سيفيتال' الخاصة توقفوا عن العمل وأن الانتاج متوقف.

كما أشار الموقع إلى إضرابات في فروع تابعة لشركة النفط العامة سوناطراك دون توضيح إن كان الّأمر يتعلق بموظفي الإدارات أو بعمال الإنتاج.