حكومة السراج تطلب تدخل مجلس الأمن مع تضييق الخناق على طرابلس

الجيش الليبي ينشر طائرات حربية لقصف مواقع الحكومة مع تقدمه من جنوب العاصمة.

طرابلس - دعت "حكومة الوفاق الوطني" الليبية الجمعة مجلس الأمن الدولي إلى التحرّك لوقف العملية التي تشنها على طرابلس قوات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر منذ أكثر من أسبوع.
ويأمل الجيش الوطني الليبي في بسط سيطرته على غرب ليبيا في حين يسيطر على شرقها وقسم كبير من جنوبها.
ونشرت قوات الجيش طائرات حربية الجمعة لقصف عدة مواقع للحكومة في طرابلس.
في المقابل تقاوم قوات لحكومة الوفاق مع ميليشيات موالية لها وتؤكد تصميمها على المقاومة شن هجمات مضادة.
وقال محمد طاهر سيالة، وزير الخارجية في حكومة الوفاق، للصحافيين "نريد تدخّلاً سياسياً وليس عسكرياً".
وأضاف "نأمل أن يتمكّن مجلس الأمن الدولي من أن يوقف القوات التي تهاجم العاصمة وأن يقنع الدول التي تدعمها بتغيير موقفها".
وبحسب الوزير الليبي فإنّه يتعيّن على مجلس الأمن الدولي أن يدعو قوات حفتر إلى "الانسحاب إلى المواقع التي كانت فيها قبل الهجوم" على طرابلس.
وأضاف "عندما يحصل ذلك ستتوقف القوات التي تدافع عن العاصمة" عن القتال.
وأكّد سيالة أنّ "هناك انقسامات في صفوف المجتمع الدولي. إنّها واضحة، سواء في مجلس الأمن أو في منظمات إقليمية، مثل الجامعة العربية أو الاتحاد الأفريقي أو الاتحاد الأوروبي".
وعبّر الوزير عن أسفه لواقع أنّه خلال اجتماعين عقدهما خلال الأيام الأخيرة "لم يتمكن مجلس الأمن من الاتّفاق على بيان، ولا حتى على قرار".
وردّاً على سؤال عن دعم بعض الدول للمشير حفتر قال سيالة إنّ "حكومة الوفاق الوطني على اتصال مستمر بالدول التي تدعم المعسكرين"، من دون أن يسمي بلداً بعينه.

حكومة الوفاق الوطني على اتصال مستمر بالدول التي تدعم المعسكرين

وأضاف "يجب على الليبيين الاعتماد على أنفسهم لإيجاد حلّ سياسي للنزاع، وإلاّ فإنّهم سيدفعون أثماناً باهظة على مدى أجيال عديدة".
ودارت الجمعة معارك عنيفة بين قوات حكومة فائز السراج وقوات الجيش في ضاحية طرابلس الجنوبية حيث أسفرت المواجهات عن عشرات القتلى وآلاف النازحين.
وتشنّ قوات الجيش الوطني الليبي، منذ 4 نيسان/أبريل هجوماً للسيطرة على العاصمة الليبية مقرّ حكومة الوفاق.
وكشفت أحدث بيانات للأمم المتحدة أن المعارك الدائرة منذ أسبوع أسفرت عن مقتل 75 شخصا بينهم 17 مدنيا إلى جانب إصابة 323 شخصا ونزوح نحو 13625 عن ديارهم.
وإلى جانب الخسائر الإنسانية، ينذر تجدد الصراع بعرقلة إمدادات النفط وزيادة الهجرة إلى أوروبا عبر البحر المتوسط وإجهاض خطة سلام وضعتها الأمم المتحدة وتشجيع الإسلاميين المتشددين على استغلال الفوضى.
وخرجت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر (75 عاما) من معقلها في شرق البلاد للسيطرة على الجنوب المقفر الغني بالنفط هذا العام قبل أن تزحف صوب طرابلس في مطلع أبريل/نيسان.
ويقاوم حفتر حتى الآن ضغوطا من الأمم المتحدة للقبول بتسوية لتقاسم السلطة في سبيل إحلال الاستقرار ويستخدم نفوذه بوصفه حليفا للغرب في مساعي القضاء على الإسلاميين المتشددين في شمال أفريقيا.