نتنياهو يكافئ ترامب بمستوطنة في الجولان باسمه
القدس - أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الأحد، إيجاد موقع لبناء مستوطنة تحمل اسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب كما سبق أن تعهد، مشيرا إلى بدء الحصول على الموافقات الرسمية تمهيدا لمباشرة البناء.
وقال نتانياهو في مستهل اجتماع حكومته الأحد "تعهدت أننا سنبني تجمعا سكنيا سيسمى باسم الرئيس ترامب".
وأضاف "أوّد أن أبلغكم أننا قمنا باختيار موقع بالفعل في مرتفعات الجولان حيث سيتم بناء هذا التجمع الجديد ولقد بدأنا الإجراءات".
وقدم نتانياهو هذا التعهد الشهر الفائت بعدما اعترف ترامب بسيادة إسرائيل على المرتفعات الإستراتيجية. واحتلت إسرائيل الجولان عام 1967 وضمته عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وأعلن الرئيس الأميركي في 21 آذار/مارس اعتراف بلاده بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، وهو قرار يتعارض مع المسار الذي انتهجته واشنطن منذ عقود في هذا المجال.
لكن الأعضاء الدائمين الأربعة الآخرين في مجلس الأمن (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا) أعلنوا أنهم سيواصلون اعتبار الجولان أرضا عربية محتلة من إسرائيل.
وأعلن نتانياهو أنه سيقدم مشروع المستوطنة الجديدة بعد تشكيل ائتلاف حكومي جديد اثر الانتخابات المبكرة التي جرت الشهر الفائت.
ويجري نتانياهو مباحثات مع قادة الأحزاب المتوقع انضمامها للائتلاف الحاكم.
نتانياهو سعى لانتزاع الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل للفوز في الانتخابات بعد أن واجه اتهامات بالفساد
وفي أبريل/نيسان الماضي قال ترامب أمام تجمع الائتلاف اليهودي الجمهوري في لاس فيغاس، إنه اتخذ هذا القرار بعد تلقيه درسا سريعا في التاريخ خلال نقاش مع كبار مستشاريه بشأن السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف ترامب وسط ضحك من الحاضرين في لاس فيغاس "قلت أيها الزملاء أسدوا لي معروفا. حدثوني قليلا عن التاريخ بشكل سريع. تعرفون لدي أمور كثيرة أعمل بشأنها: الصين وكوريا الشمالية".
وطالما سعى نتانياهو لانتزاع اعتراف من هذا القبيل إذ يرى الكثير من المحللين أن إعلان ترامب كان بمثابة هدية لحملة رئيس الوزراء في الانتخابات بعد أن واجه اتهامات بالفساد قبل ان يفوز بها.
وسبق أن أثار ترامب غضبا عربيا وانتقادات دولية بإعلانه في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل التي تحتل المدينة الفلسطينية منذ 1967، في وضع لا يعترف به المجتمع الدولي.
ومنذ ذلك القرار قاطعت السلطة الفلسطينية جهود السلام الأميركية بقيادة جاريد كوشنر صهر ترامب.
وتم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في 14 أيار/مايو 2018.
وتعد المستوطنات واحدة من أشد القضايا التي تعرقل الجهود الرامية لإعادة إطلاق محادثات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية المجمدة منذ عام 2014. وتعتبر معظم الدول المستوطنات التي شيدتها إسرائيل على الأراضي التي احتلتها في حرب 1967 غير قانونية.
وتبنت القمة العربية في بيروت عام 2002، مبادرة سعودية للسلام مع إسرائيل تنص على إقامة علاقات عربية طبيعية معها، مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة رفضت تلك المبادرة.
واتفق القادة العرب في ختام القمة العربية التي عقدت في تونس في مارس الماضي، على تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن ضد القرار الأميركي المتعلق بالجولان، وأعلنوا عزمهم السعي لاستصدار رأي من محكمة العدل الدولية بـ"عدم شرعية وبطلان الاعتراف الأميركي".
ومن المتوقع أن تعلن الإدارة الأميركية عن خطتها للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو ما يعرف بـ"صفقة القرن" المثيرة للجدل والتي يشرف عليها مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، عقب انتهاء شهر رمضان في شهر يونيو/حزيران القادم.