
ترامب يناقض البنتاغون بالتشكيك في الحاجة لإرسال قوات لمواجهة إيران
واشنطن - شكك الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس في أن الولايات المتحدة ستكون بحاجة لإرسال المزيد من القوات الأميركية إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران فيما يستعد للقاء مسؤولين من البنتاغون لمناقشة الأمر في وقت لاحق.
وتتناقض تصريحات ترامب مع تأكيد القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان اليوم الخميس أن البنتاغون يبجث إمكانية إرسال قوات إضافية للشرق الأوسط كأحد سبل تعزيز حماية القوات الأميركية هناك في ظل تصاعد التوتر مع إيران.
وقال شاناهان "ما نبحثه هو هل هناك ما يمكن أن نفعله لتعزيز حماية القوات في الشرق الأوسط؟. قد يتضمن الأمر إرسال قوات إضافية".
لكن شاناهان رفض في التصريحات التي أدلى بها للصحفيين خارج مقر وزارة الدفاع التقارير التي أشارت إلى أن أعدادا محددة من القوات قيد البحث في هذه المرحلة. وقال "بمجرد حدوث تغيير، سأقدم لكم إفادة".
وأطلقت الولايات المتحدة إشارات متناقضة حول سبل مواجهة تهديدات إيرانية قال ترامب ذاته إنها جدية وأنها أكبر مما هو متوقع.
وشجع الانقسام في الإدارة الأميركية حول هذه المسألة إيران على التمادي في تهديداتها ورفضها أي تفاوض مع واشنطن.
وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن على نحو مطرد في الأسابيع القليلة الماضية، إذ شدد ترامب العقوبات بهدف حرمان إيران من القدرة على بيع النفط في الأسواق العالمية. وتحذر إدارة الرئيس الجمهوري أيضا من المؤامرات الإيرانية المحتملة ضد أميركا وحلفائها. وتنفي إيران هذه الاتهامات.
وسيأتي أي قرار بإرسال قوات أميركية إضافية في أعقاب خطوة للإسراع بنشر مجموعة حاملة طائرات وقاذفات وصواريخ باتريوت في الشرق الأوسط ردا على ما قالت واشنطن إنها مؤشرات مثيرة للقلق عن استعدادات محتملة لهجوم من إيران.

وتقول الولايات المتحدة إن الخطوات تهدف إلى منع نشوب صراع من خلال ردع أي نشاط خطير تقوم به طهران أو القوات التي تدعمها، لكن إيران تتهم الولايات المتحدة بإتباع سياسة حافة الهاوية.
وذكرت رويترز أمس الأربعاء أن البنتاغون يدرس اقتراحا بإرسال حوالي خمسة آلاف جندي بينما ذكرت وسائل إعلام أخرى أنه قد يتم إرسال ما يصل إلى عشرة آلاف جندي.
وقال شاناهان "استيقظت هذا الصباح وقرأت أننا سنرسل عشرة آلاف جندي إلى الشرق الأوسط، ثم قرأت بعدها أن العدد خمسة آلاف جندي"، مضيفا "لا عشرة آلاف ولا خمسة آلاف".
ويتلقى البنتاغون بانتظام طلبات للحصول على موارد إضافية من القيادات العسكرية الأميركية في جميع أنحاء العالم لكنه يرفضها.
ووصف قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني القوي اليوم الخميس المواجهة بين إيران والولايات المتحدة بأنها "صراع إرادات".
وقال الميجر جنرال محمد باقري رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية "الصدام والمواجهة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحكومة الأميركية الخبيثة هي ساحة لصراع الإرادات".
وكتب ترامب على تويتر يوم الأحد قائلا "إذا أرادت إيران القتال فستكون هذه هي النهاية الرسمية لإيران. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبدا!"، لكنه أشار أيضا إلى استعداده لإجراء محادثات مع طهران.
إلا أن طهران قابلت هذه الدعوة بالقول الخميس إن إيران لن تجري محادثات مع الولايات المتحدة "بأي شكل من الأشكال" طالما لم يتم احترام حقوق الجمهورية الإسلامية.
وقال كيوان خسروي المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي "قلنا بصراحة إن الطريق سيبقى كما هو طالما لم تتغير السلوكيات ولم يتم تأمين حقوق البلاد ولم يتحول المسار من التبجحات إلى الخطوات العملية، لن يكون هناك تفاوض بأي شكل من الأشكال"، وفقا لوكالة ارنا الإيرانية.
وأشار إلى "تزايد زيارات مسؤولي مختلف الدول إلى إيران وبعض هؤلاء المسؤولين يمثل أميركا والبعض منها يعلن عنه لوسائل الإعلام وجزء من الزيارات يبقى سريا أيضا"، بحسب المصدر.
وأضاف أنه "بناء على السياسيات المبدئية للجمهورية الإسلامية فإنه جرى إبلاغهم ومن دون استثناء رسالة قوة ومنطق ومقاومة وصمود الشعب الإيراني".
وكان وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله قام الاثنين بزيارة طهران التي وصلها المدير السياسي بوزارة الخارجية الألمانية ينس بلوتنر الخميس للقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وفي وقت لاحق، قالت مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن "نعرب عن تقديرنا لجهود الألمان للمساهمة في تهدئة الوضع".
وأضافت "كما نثمّن كل الجهود التي يبذلها حلفاؤنا الذين يرغبون في مساعدتنا في خفض التوتر مع إيران"، لكنها لم تؤكد أن الوفود الأجنبية تحمل "رسالة ما" أميركية.
وشددت أمام الصحافة على أنّ واشنطن "منفتحة كثيرا في رسالتنا العامة. نريد فقط الردع ولا نسعى لشنّ حرب على إيران".
وقد لعبت سلطنة عمان دورا حاسما في جمع المفاوضين الإيرانيين والأميركيين لمحادثات تمهيدية أدت في النهاية إلى إبرام اتفاق حول الملف النووي الإيراني 2015 مع القوى الكبرى، لكن ترامب انسحب من الاتفاق في مايو/ايار 2018 وأعاد فرض العقوبات التي تم رفعها في مقابل تراجع إيران عن برنامجها النووي.