لا تحرقوا العراق من أجل.. إيران
بقلم: جمعة عبد الله
الأوضاع في المنطقة تتجه إلى التصعيد والتوتر الخطير، الذي يلوح بشبح الحرب، واشعال المنطقة والعراق خاصة، بنيران الحرب المدمرة والمهلكة، في التصعيد المتشنج الذي يقرب ساعة الصفر. وان المحاولات في زج العراق في محرقة الحرب، باتت هدفاً للمليشيات التي تدين بالولاء المطلق لإيران، وهي تحت وصايا واوامر الحرس الثوري الإيراني. في استغلال وجودها ونفوذها في زج العراق، عنوة دون أرادته ومصلحته الوطنية، ورغم انف الحكومة والبرلمان والمرجعية الدينية، التي توصي بسياسة النأي بالنفس. وعدم زجه في الصراع الدائر بين إيران وامريكا. لأن مشاكل وازمات العراق الكثيرة تكفيه بنزيفها الجاري، ولا يتحمل اثقالاً اخرى خطيرة تهدده بالصميم.
إن ما يعانيه العراق من غول الفساد والفرهدة من أحزاب الإسلام السياسي (الشيعية والسنية). اهلكت العراق وأفرغت خزينة امواله وخيراته، التي تذهب الى جيوب اللصوص والحرامية من هذه الأحزاب الفاسدة، أحزاب علي بابا وألف حرامي. اضافة مما يعانيه العراق من الضعف الأمني. بسبب سيطرة المليشيات التي تدين بالولاء المطلق لإيران، على حساب المصالح الوطنية العراقية، التي سُحقت بالأحذية. وأصبحت هذه المليشيات تتحكم بالوضع الأمني، وفي كل شؤون العراق، الصغيرة والكبيرة، حتى باتت هي الحاكم الفعلي، الذي يرسم مصير ومستقبل العراق. وان وجودها ليس فقط اهانة للدولة العراقية، وانما حولت العراق الى دويلات تابعة الى عصابات الاصنام المزيفة، التي تدعي العصمة والقدسية. مما دفع العراق إلى الفقر والعوز والحياة الشاقة على شفاء الجحيم.
إن هذه المليشيات بات هدفها المعلن توريط العراق بالحرب، بحجة الدفاع عن إيران وولاية الفقيه، وجعله طرفاً في الصراع الدائر، يعني تقود العراق الى الهلاك والمصير المجهول، من خلال إطلاق صواريخ اعلامية صاعقة، بتدمير وهزيمة امريكا من العراق والمنطقة. تتناغم مع تصريحات قادة الحرس الثوري الإيراني، الذي يطلق كل يوم عنتريات فارغة، في تدمير امريكا، وان السفن والبوارج البحرية في الخليج والمنطقة تحت السيطرة الكاملة للجيش الإيراني والحرس الثوري للتدمير. وان مضيق هرمز تحت السيطرة الكاملة لإيران، وأن أمريكا ستلقن درساً قاسياً بالهزيمة الشنعاء، وأنها ستجر اذيال الهزيمة المنكرة. يعني بكل بساطة الحرس الثوري يعجل من قيام ساعة الكارثة المهلكة على إيران. وحتى وزير الخارجية البريطانية. حذر القيادة الإيرانية من الاستخفاف بالتهديدات الأمريكية.
لكن أيضاً نجد العقلاء في القيادة الإيرانية، يحاولون جاهدين ابعاد شبح الحرب والتصعيد الاعلامي الخطير، الذي يصب الزيت على نار اشعال الحرب. لذا نجد القيادة الإيرانية منقسمة بين العقلاء، وصقور الحرب. ففي الجانب الأول يمثله الرئيس الإيراني (حسن روحاني) من انصار الحوار والتفاهم بين إيران وامريكا، لكن الظروف المتشنجة لا تسمح بذلك. وكذلك (حشمت الله فلاحت) رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني. حيث صرح (لن ندخل الحرب تحت اي ظرف من الظروف، ولا يمكن لاي جماعة ان تعلن انها تدخل في الحرب بالوكالة عن إيران). حتى إنه اقترح مكان الحوار بين إيران وامريكا، في العراق او في قطر. كذلك وزير خارجية إيران (محمد جواد ظريف) في مقابلة مع شبكة (سي. ان. ان) حيث قال: (ليس من مصلحة إيران التصعيد، وقلنا بوضوح شديد، اننا لن نكون من يبدأ التصعيد).
لكن التصعيد بطبول الحرب تقرع وتتصاعد من جانب الحرس الثوري الإيراني، ووكلائه في المنطقة والعراق خاصة، بالتهديدات وبتصاعد التوتر المتشنج، الذي يقرب ساعة قيام القيامة وستكون كارثة على إيران. ان الاعمال التخريبية المتشنجة، تغلب على صوت العقل والحكمة، في ابعاد المنطقة من شبح الحرب المدمرة، وان مثل هذه الاعمال الصبيانية، تهدد المنطقة بحريق نيران الحرب. مثل ضرب واستهداف السفن التجارية مقابل ميناء الفجيرة. أو ضرب السفارة الامريكية في بغداد بصاروخ كاتيوشا. يعني استمرار سياسة التصعيد من طرف وكلاء الحرس الثوري الإيراني. وهذا يتطلب من كل المعنيين بشؤون العراق، الحكومة. البرلمان. المرجعية الدينية، ارسال رسالة قوية وحاسمة الى هذه المليشيات، في الكف في دفع العراق الى التورط بنيران الحرب. كطرف من الصراع الدائر. إن إبعاد هذه المليشيات المارقة والوقحة، هو انقاذ العراق من محرقة الحرب والصراع الخطير.