إيران تراهن على وساطات الدوحة ومسقط للخروج من المأزق
مسقط - يجري مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي مباحثات في سلطنة عمان بعد أيام من زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي لطهران.
وتأتي زيارة عراقجي لمسقط ضمن جولة خارجية تشمل الكويت وقطر وتتزامن أيضا مع زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبغداد.
وكشفت التطورات الأخيرة أن طهران تهدد واشنطن في العلن بينما تتحرك للتفاوض سرا مراهنة على وساطة الدوحة ومسقط لفك عزلتها وتهدئة التوتر مع واشنطن التي لوحت بدورها بردّ حاسم على أي تهديد إيراني.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية الرسمية أن وزير الخارجية يوسف بن علوي استقبل اليوم الأحد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية للسلطنة.
وأوضحت أنه "تم خلال اللقاء بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين وتبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والتطورات التي تشهدها المنطقة".
وتشهد منطقة الخليج العربي توترا متصاعدا بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية ما قالت واشنطن إنه تهديد إيراني جدي.
وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران منذ مايو/ايار على اثر إعلان الرئيس الأميركي دنالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات صارمة على طهران.
وقابلت طهران الضغوط الأميركية بأن أعلنت التخلي عن بعض التزاماتها في البرنامج النووي المبرم في 2015 إثر انسحاب واشنطن منه وكذلك اتهام سعودي لها باستهداف منشآت نفطية عبر جماعة الحوثي اليمنية.
وتزايد التوتر مؤخرا بعدما أعلن البنتاغون إرسال حاملة الطائرات أبراهام لنكولن وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط لوجود معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأميركية.
ودعت الرياض لقمتين بنهاية مايو/أيار الجاري لبحث تلك التهديدات بعد وقت قصير من استهداف 4 سفن تجارية بالمياه الإقليمية للإمارات بينهما سفينتان سعوديتان، بخلاف استهداف حوثي لمحطتي ضخ تابعين لأرامكو السعودية.

وأعلنت الخارجية العمانية يوم الجمعة الماضي أنها تنسق مع أطراف أخرى لتهدئة التوتر بين واشنطن وطهران. كما زار بن علوي طهران الأسبوع الماضي حيث بحث مع نظيره الإيراني جواد ظريف، المستجدات الإقليمية.
وسلطنة عمان إحدى دول الخليج التي تجمعها علاقات جيدة مع طهران رغم التوتر الخليجي الإيراني.
وكشف وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم اليوم الأحد عن هدف زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العراق، مؤكدا وقوف بلاده مع طهران ضد العقوبات الأميركية عليها.
وقال الحكيم في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني في بغداد أن "زيارة ظريف تهدف لمتابعة ما تم الاتفاق عليه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين تخص قضايا مهمة وهي حفر شط العرب وبناء المدن الصناعية والربط الحديدي وموضوع سمات الدخول التجار بين البلدين".
وأوضح أن ملف العلاقات بين البلدين محور مهم أيضا في هذه الزيارة، مؤكدا "وقوف العراق مع إيران بأي شكل من الإشكال ونحن ضد العقوبات الأميركية على إيران"، مضيفا "نعتقد أن العقوبات الاقتصادية على إيران ليست مفيدة."
وقال الحكيم إن "الاتصالات مستمرة مع دول المنطقة لإيجاد حل مرضي لجميع الأطراف. العراق سيحضر القمتين العربية والإسلامية".

من جهته قال وزير الخارجية الإيراني "أجرينا مباحثات جيدة جدا بشأن الظروف التي تعيشها المنطقة"، مضيفا "بدأنا العمل بربط سكك حديدية بين العراق وإيران".
وأضاف، "القرارات السابقة التي تم إقرارها بين العراق وإيران اليوم هي في حيز التنفيذ".
وبين ظريف، "إننا بدأنا العمل على كري شط العرب وبقية الأمور التجارية والاقتصادية الأخرى والسكك الحديد أيضا".
وحذر المسؤولون العراقيون من "مخاطر الحرب" خلال استقبال ظريف في بغداد التي تخشى من أن يصبح العراق مسرحا لأي تطور في التوترات بين واشنطن وطهران.
وتأتي زيارة ظريف إلى العراق بعيد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إرسال 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، بعدما أشار البنتاغون إلى "تهديدات وشيكة من قبل إيران".
ونددت طهران على لسان وزير خارجيتها بالقرار الأميركي، معتبرة أنه "تهديد للسلام والأمن العالميين".
وأكد ظريف الأحد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم في بغداد أن بلاده "تتصدى لأي جهود حرب ضد إيران سواء كانت اقتصادية أو عسكرية تريد أن تضحي بالشعب الإيراني"، مؤكدا "سوف نواجهها بقوة وبصمود".
ومساء السبت، ندد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي خلال استقباله ظريف بـ"مخاطر الحرب"، مؤكدا على أهمية "الأمن والاستقرار للمنطقة".
وكان وزير الخارجية العراقي "شجع" الجمعة الماضي الجمهورية الإسلامية على احترام الاتفاق حول برنامجها النووي الذي يهدده الانسحاب الأميركي وتعليق طهران بعض التزاماتها فيه.
من جهته، بحث الرئيس العراقي برهم صالح مع ظريف أيضا "ضرورة منع الحرب والتصعيد"، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
ومن المفترض أن يلتقي ظريف الأحد ممثلين عن كافة القوى السياسية العراقية وبعدها يتوجه إلى كربلاء والنجف جنوب بغداد للقاء قادة دينيين، قبل أن يغادر العراق الاثنين من بغداد.
وأعلن العراق، الذي يشكّل ملتقى استثنائيا للولايات المتحدة وإيران المتعاديتين في ما بينهما، استعداده للتوسط في وقف التصعيد.
وخرج الآلاف الجمعة بتظاهرات في بغداد والبصرة بجنوب البلاد، رافعين شعار "لا للحرب" باللغات العربية والإنكليزية والفارسية، رافضين زج العراق في الصراع بين واشنطن وطهران.