واشنطن تفصل بين المحادثات العسكرية والحرب التجارية مع الصين

القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي يجري جولة آسيوية فيما يتصاعد التوتر بين بكين وواشنطن بسبب قضايا مثل الحرب التجارية وبحر الصين الجنوبي المتنازع عليه ودعم واشنطن لتايوان التي تعتبرها الصين جزءا منها.

الجنرال جوزف دانفورد يدعو لمحاسبة الصين 'على أفعالها'
التوتر مع إيران وتعثر المحادثات مع بوينغيانغ في جولة شاناهان الآسيوية
لقاء مرتقب بين وزيري الدفاع الصيني والأميركي
التوتر مع إيران لا يحجب تركيز البنتاغون على آسيا

جاكرتا/واشنطن - تسعى الولايات المتحدة للفصل بين محادثاتها العسكرية وحربها التجارية مع الصين. وقال القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان اليوم الأربعاء إن المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة يتعين التعامل معها بمعزل عن المحادثات العسكرية بين البلدين.

وتصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة العام الماضي بسبب قضايا مثل الحرب التجارية وبحر الصين الجنوبي المتنازع عليه ودعم واشنطن لتايوان التي تعتبرها الصين جزءا منها.

وخلال جولة تستمر أسبوعا، يزور شاناهان عددا من الدول الآسيوية. وستهيمن الصين على الأرجح على مباحثاته فضلا عن تساؤلات الحلفاء في ما يتعلق بزيادة التوتر مع إيران وتوقف المحادثات مع كوريا الشمالية.

وقال شاناهان للصحفيين في طريقه إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا "التجارة تتحرك في مسار منفصل ونعمل على حل ذلك لأنه أهم من أن يُترك دون حل"، مضيفا "لا أعتقد أن ملف التجارة سيمتد إلى حوارنا ونقاشنا بشأن الدفاع".

ومن المقرر أن يدلي شاناهان في سنغافورة بخطاب رئيسي متعلق بالسياسات وأن يلتقي مع نظيره الصيني خلال الأيام المقبلة.

وقال وزير الدفاع الأميركي بالنيابة، إن الهدف من اجتماعه مع وزير الدفاع الصيني وي فنغ خه هو بحث مجالات التعاون وتحديد أوجه الخلاف بكل شفافية ووضوح.

وكان البنتاغون أعلن الأسبوع الماضي نشر 900 جندي إضافي في الشرق الأوسط وتمديد انتشار 600 جندي آخر في المنطقة بهدف تعزيز دفاعات الجيش الأميركي في مواجهة إيران.

وهذه التعزيزات صغيرة مقارنة بوجود نحو 70 ألف جندي أميركي بأنحاء الشرق الأوسط وأفغانستان، كما أنها أقل من أن تفقد البنتاغون تركيزه على آسيا.

وقال شاناهان إن القوات الإضافية ستتوجه إلى السعودية وقطر، مضيفا أنه رغم تغير موقف إيران في الآونة الأخيرة إلا أنها لا تزال تشكل تهديدا. ولم يدل الوزير الأميركي بالمزيد من التفاصيل أو يذكر دليلا على حديثه.

وتابع قائلا إن إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة ساعد على ردع هجمات ضد أميركيين في العراق.

مناورات سابقة للقوات البحرية الصينية في بحر الصين الجنوبي
مناورات سابقة للقوات البحرية الصينية في بحر الصين الجنوبي

وفيما اتسمت لهجة باتريك شاناهان بالهدوء، كانت تصريحات رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزف دانفورد حيال الصين أكثر تشنجا اليوم الأربعاء حيث أعلن أن الرئيس الصيني شي جينبينغ نكث بوعد قطعه لنظيره الأميركي السابق باراك أوباما بعدم عسكرة بحر الصين الجنوبي، داعيا إلى "عمل جماعي" لمحاسبة بكين على أفعالها.

وأوضح كبير جنرالات الجيش الأميركي أنّه لا يدعو إلى القيام بعمل عسكري ضد الصين، لكنّه شدّد في الوقت نفسه على الحاجة إلى تطبيق القوانين الدولية.

وقال الجنرال دانفورد خلال ندوة عن الأمن والدفاع نظّمها معهد بروكينغز "في خريف عام 2016، وعد الرئيس شي جينبينغ الرئيس أوباما بعدم عسكرة الجزر، لكنّنا نرى اليوم مدارج طولها 10 آلاف قدم ومنشآت لتخزين الذخيرة، ونشرا روتينيا لقدرات الدفاع الصاروخي وقدرات الطيران وما إلى ذلك.، مضيفا "من الواضح إذا أنّهم أداروا ظهرهم لهذا الالتزام".

وشدّد أعلى ضابط في القوات المسلحة الأميركية على أنّ "بحر الصين الجنوبي ليس في نظري كومة من الصخور"، في إشارة إلى سلسلة الشعاب المرجانية والنتوءات الصخرية التي تقول الصين إنها تابعة لها وأنشأت في عدد منها مطارات ومنشآت عسكرية أخرى ونشرت فيها قوات عسكرية.

وتقول بكين إنّ كامل بحر الصين الجنوبي تقريبا خاضع لسيادتها رغم تحكيم دولي في 2016 لم يصب في مصلحتها، لكنّ فيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان تطالب بدورها بالسيادة على أجزاء مختلفة من المنطقة.

وبالنسبة إلى الجنرال دانفورد فإنّ "ما يتعرّض للخطر في بحر الصين الجنوبي وفي أي مكان آخر فيه مطالبات إقليمية هو سيادة القانون والقوانين الدولية والقواعد والمعايير".

وأضاف "عندما نتجاهل الأعمال التي لا تتوافق مع القوانين والقواعد والمعايير الدولية، نكون قد وضعنا معياراً جديدا".

لكنّ الجنرال الأميركي شدّد على أنّه لا يدعو إلى تحرّك عسكري ضد الصين. وقال "لا أقترح ردّا عسكريا"، مضيفا "ما يجب أن يحدث هو عمل جماعي متماسك ضد أولئك الذين ينتهكون القواعد والمعايير الدولية. يجب أن يحاسَبوا بطريقة ما ليتمّ ردع الانتهاكات في المستقبل".

وإذ لفت إلى أنّ وتيرة أعمال التوسعة والبناء الصينية تباطأت في الشعاب المرجانية الخاضعة لسيطرة بكين، عزا الأمر إلى اقتراب هذه الإنشاءات من نهايتها وليس إلى رغبة صينية في الحدّ من هذه الأعمال.

وقال "أعتقد أنّ السبب في ذلك هو أنّ الجزر قد تمّ تطويرها إلى درجة باتت توفّر القدرة العسكرية التي يريدها الصينيون منها".

وبنت الصين جزرا اصطناعية وقواعد عسكرية في بحر الصين الجنوبي لا سيما في جزر نانشا (الاسم الصيني لأرخبيل سبراتلي).

وتجري البحرية الأميركية بشكل منتظم "عمليات حرية الملاحة" لمواجهة طموحات بكين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي.