واشنطن تحث برلين على حظر حزب الله

بومبيو يطالب الحكومة الألمانية بان تحذو حذو نظيرتها البريطانية في حظر الحزب اللبناني متهما إيران بعدم الالتزام بتعهداتها المالية في اتفاقية دولية تتعلق بحظر الإرهاب.
وزير الخارجية الالماني ينتظر توضيحا من طهران بشأن برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اكد نهج بلاده المتشدد تجاه إيران
بومبيو سيضغط على ألمانيا لتعزيز إنفاقها العسكري وتجنب أي صفقات مع شركة هواوي الصينية

حث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الجمعة ألمانيا على أن تحذو حذو بريطانيا وتحظر جماعة حزب الله اللبنانية.
جاء ذلك خلال زيارة لـ"بومبيو" إلى ألمانيا، بدأها اليوم ضمن جولة أوروبية مؤجلة تشمل أيضا سويسرا، وهولندا، وبريطانيا.

وكانت الحكومة البريطانية اعلنت الاثنين 25 فبراير/شباط رسميا، حظر حزب الله اللبناني في بريطانيا بشكل تام ووصفته بأنه "منظمة إرهابية". وقالت إنها ستضيف الجماعة الشيعية المدعومة من إيران بما في ذلك حزبها السياسي، إلى قائمتها للمنظمات الإرهابية المحظورة.
ومن المتوقع أن يضغط "بومبيو" على ألمانيا لتعزيز إنفاقها العسكري وتجنب أي صفقات مع شركة هواوي الصينية، وإعادة النظر في مشروع خط أنابيب مع روسيا، فضلا عن التطورات الخاصة بإيران، حسبما نقل موقع "يورونيوز".
وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو نهج بلاده المتشدد تجاه إيران، مطالبا الدول الأخرى بالانضمام إلى العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.

وأفاد بومبيو الجمعة في برلين اثر لقائه بنظيره الألماني هايكو ماس إن إيران لم تلتزم بتعهداتها المالية في اتفاقية دولية تتعلق بحظر الإرهاب.

وأوضح أنه تم فرض عقوبات على أمور تتعلق بالتجارة مع إيران، مؤكدا عدم وجود عقوبات على أمور أخرى تخص السلع الإنسانية في حين قال وزير الخارجية الالمانية إنه رغم الاختلافات مع الولايات المتحدة فإن هناك تعاونا وثيقا غير عادي مع واشنطن.

المانيا والولايات المتحدة تتبعان أهدافا مشتركة في السياسة المتعلقة بالشأن الإيراني

وأكد ماس أن بلاده والولايات المتحدة تتبعان أهدافا مشتركة في السياسة المتعلقة بالشأن الإيراني موضحا أن الهدف هو منع امتلاك إيران أسلحة نووية.

وقال وزير الخارجية الالماني أنه ينتظر توضيح من طهران بشأن برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية مشيرا ان أن الولايات المتحدة وألمانيا تنتهجان حاليا طرقا مختلفة فيما يتعلق بالشأن الإيراني، إلا أن كليهما على علم بالأهداف المشتركة، معربا عن أمله في النجاح في تحقيق هذه الأهداف.

وكانت زيارة "بومبيو" لألمانيا مقررة في وقت سابق هذا الشهر لكنها ألغيت في آخر لحظة مع تزايد التوترات بشأن إيران.

وأثار إلغاء الزيارة السابقة استياء في ألمانيا، حيث اعتبر كثر أن تلك الخطوة دليل على طبيعة العلاقات بين البلدين، التي تراجعت منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وقال مسؤول أميركي رفيع للصحافيين قبل المغادرة إلى ألمانيا "نحن سعداء لأننا تمكنا من أن نجد وقتاً في أواخر أيار/مايو".

وأضاف "إنه عام مهم جداً" لأنه "العام السبعين لتأسيس الجمهورية الاتحادية الألمانية وحلف شمال الأطلسي، وكذلك الجسر الجوي لبرلين" الذي شكله الحلفاء الغربيون لتموين القسم الغربي من المدينة الذي كان خاضعا لحظر فرضه الاتحاد السوفياتي.

وكما فعل في كثير من الأحيان، سيحاول بومبيو هذه المرة أيضاً تمرير فكرة الأحادية الأميركية لدى حليف متضرر من العديد من قرارات دونالد ترامب.

وفي مطلع أيار/مايو، قام وزير الخارجية الأميركي بزيارة مفاجئة للعراق من أجل التحذير من التهديدات المفترضة للاعتداءات الإيرانية على المصالح الأميركية.

وقبل مغادرته إلى برلين، أكد الخميس أن الأعمال التخريبية الأخيرة لأربع سفن في الخليج، والتي تسببت بتصعيد التوتر في المنطقة، هي "محاولات من إيران لرفع سعر النفط الخام حول العالم".

المستشارة الالمانية انغيلا ميركل
المانيا مازالت محافظة على علاقاتها الدبلوماسية مع ايران

ولم تقطع ألمانيا علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وأرسلت منذ فترة قصيرة إلى طهران مسؤولاً رفيعاً في الخارجية الألمانية.

لكن ترامب، وخلافا لآراء بعض مستشاريه الاكثر تشدداً، أطلق عدة دعوات للمسؤولين الإيرانيين للبدء بحوار، كما أكد بومبيو وجود عدة قنوات اتصال ممكنة مع طهران.

وهناك احتمال أن تكون ألمانيا واحدة من قنوات الاتصال تلك، أو سويسرا التي يزورها بومبيو أيضاً ضمن جولته، وهي تمثّل أصلاً المصالح الأميركية في إيران.

وستطرح عدة مواضيع حساسة أخرى على جدول أعمال المحادثات الأميركية الألمانية مثل أوكرانيا بعد انتخابها رئيساً جديداً للجمهورية، وأيضاً ملفات أخرى لم ينجح البلدان في العامين الأخيرين بإيجاد توافق عليها.

ومن هذه الملفات، "تقاسم أعباء" التكاليف العسكرية في حلف شمال الأطلسي، إذ يرى ترامب أن الموازنة الدفاعية في ألمانيا غير كافية. يضاف إلى ذلك ملف مشروع أنابيب الغاز "السيل الشمالي 2" (نورد ستريم) بين روسيا وألمانيا وترفضه واشنطن بحزم.

وانضمّت حديثاً إلى لائحة الخلافات العلاقة مع هواوي. وترفض برلين فرض حظر على تشغيل المجموعة الصينية العملاقة لشبكة الجيل الخامس للانترنت، رغم حرب إدارة دونالد ترامب المفتوحة ضد هذه الشركة الرائدة عالمياً في مجال الاتصالات.

وقال المسؤول الأميركي الكبير إن "وزير الخارجية سيعيد التذكير بأن لأمن شبكات اتصالات حلفائنا أثر مباشر على أمننا القومي جميعاً".

وأضاف "قلنا بوضوح إن خطر تشارك المعلومات بات كبيراً بالنسبة للولايات المتحدة، سنكون مجبرين على الحدّ من مشاركة المعلومات" مع الحلفاء الذين يواصلون العمل مع هواوي، التي تتهمها واشنطن بالتجسس لصالح بكين.