مصر.. كيف تواجه فتاوى شيوخ السلفيةعبر السوشيال ميديا!

نظراً لخطورةِ الفتوى وتأثيرها على الاستقرار الاجتماعي فإن الدولة مطالبة بالمزيد من ضبط فوضى الفتاوى التي تصدر من التيار السلفي والتي عانى منها المجتمع المصري خلال السنوات الأخيرة حيث أصبحنا بصدد عشوائية طالت كل شيء وفي مقدمة ذلك كانت الفتاوى.

بقلم: كامل كامل وأحمد عرفة

يستخدم التيار السلفي السوشيال ميديا في نشر فتاويهم الشاذة وينشرنها على أوسع نطاق، وهو ما يتطلب سرعة مواجهة هذا الأمر عبر تشريعات تضمن وقف استغلال التيار السلفي لمواقع التواصل الاجتماعي لنشر تلك الفتاوى، ومواجهته  بحسم.

في هذا السياق انتقد الداعية الأزهري أحمد البهي  استمرار شيوخ التيار الإسلامي، وعلى رأسهم السلفيين في إصدار الفتاوى ونشرها عبر السوشيال ميديا، معتبرا ذلك يحدث أضرارا، داعيا لإصدار تشريعات تواجه هذا النوع من اصدار الفتاوى، قائلا: " حتى الآن لم نجد تشريعات كافية تمنع غير المتخصصين مثل هؤلاء في إصدار الفتاوى".

وأضاف: "مشايخ التيار السلفي وكل خارج عن عباءة الأزهر والمؤسسات الرسمية لهم أضرار أكبر من نفعهم،  لأنهم يثيرون البلبلة في كل مناسبة كالاحتفال بالأعياد الوطنية والمناسبات كشم النسيم وغيره"، واصفا إياهم بالبوابة التي تجدد المسائل الخلافية".

وشدد على فكرة التخصص، قائلا: "التخصص في إصدار الفتاوى هو أمر مهم للغاية، خاصة أن صدور فتاوى شاذة أو تتعارض مع الأعراف والتقاليد وسماحة الدين تحدث حالة فوضوية كبيرة، ولذلك يجب أن يكون هناك قوانين تردع من غير المتخصصين الذين يصدرون فتاوى عبر السوشيال ميديا".

من جانبه قال طه على، الباحث السياسي، إنه نظرا لخطورةِ الفتوى وتأثيرها على الاستقرار الاجتماعي فإن الدولة مطالبة بالمزيد من ضبط فوضى الفتاوى التي تصدر من التيار السلفي والتي عانى منها المجتمع المصري خلال السنوات الأخيرة حيث أصبحنا بصدد عشوائية طالت كل شيء وفي مقدمة ذلك كانت الفتاوى.

وأضاف الباحث السياسي، أنه تم توظيف الفتوى سياسيا من جانب تيار "الإسلام السياسي" وبخاصة مع استفتاء مارس 2011 الذي شهد توظيفاً فعالا للفتوى خلال عملية الحشد للتصويت بـ "نعم" لصالح أهداف الإخوان واتباعهم، وقد وصل حد "اللامعقول" في تلك الأيام إلى أن أفتى وجدي غنيم بمنع الليبراليين والأقباط من المشاركة في التصويت.

وتابع طه أنه يجب على التيار السلفي مصاب بهوس الفتوى وفي مقدمته ياسر برهامي الذي نصب نفسه مفتي المسلمين وكانت أشهر فتاواه السياسية هي ضرورة التصويت للتحالف الذي قاده الانتخابات خلال الانتخابات البرلمانية عام 2012، كما أفتى نشأت أحمد عضو مجلس أمناء الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح الموالية للإخوان بأن "دعم محمد مرسي لم يكن اختيارا من الهيئة بل هو اختيارا من الله".

واستطرد الباحث السياسي: تكمن خطورة عشوائية الفتوي، في توظيفها سياسيا، لأنها تحدث شقاقاً مجتمعي حيث ينقسم المواطنون علي إثر هذه الفتاوي ما بين مؤمن سوف يدخل الجنة، وكافر سوف يدخل النار، وبالتالي يجب محاربته الأمر الذي يدعم الإرهاب والتطرف في المجتمع.

فيما أكد عبد الشكور عامر، المعني في شؤون الحركات الإسلامية، ضرورة مواجهة مساعي التيار السلفي لنشر فتاويه عبر مواقع السوشيال ميديا، موضحا أن سبب الفوضى في إطلاق الفتاوى الدينية من التيار السلفي هو عدم وجود قوانين رادعة لمثل هؤلاء الذين ينشرون فتاوى بدون تخصص والذين يختزلون الخطاب الديني في جزء من مظاهر الدين ويتجاهلون روحه وعمقه وثوابته التي تدعو إلى التيسير والتسامح وتنهي عن الغلو .

وأضاف أنه يجب على مؤسسات الدولة التشريعية والدينية الرسمية أن تتصدى لمثل هؤلاء الذين يثيرون الفوضى والبلبلة بخطابهم الديني الخارج عن سياق وروح الشريعة من دعاة التيك أواي والفضائيات من السلفيين وغير المؤهلين والذين يروجون لجماعاتهم وأفكارهم المتطرفة من خلال بعض المنصات الإعلامية مدفوعة الأجر .

نُشر في اليوم السابع المصرية