لا حوار مع حكومة السراج قبل تطهير طرابلس من الإرهاب

رئيس البرلمان الليبي يرفض أي اقتراح بانسحاب الجيش الوطني الليبي أو الموافقة على وقف إطلاق النار قبل تحرير العاصمة من جماعات متطرفة.

الجيش الليبي أبطأ عملية طرابلس حفاظا على الأرواح والممتلكات
عقيلة صالح: العملية السياسية يجب أن تحسم بعد تحرير طرابلس
صالح يستبعد أي تسوية قبل إنهاء سيطرة الميليشيات المتطرفة على طرابلس

القاهرة - قال عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي الذي يتخذ من مدينة طبرق بشرق البلاد مقرا له، إنه لا يمكن إجراء محادثات سلام مع السلطة في طرابلس قبل تطهير العاصمة من الإرهاب.

وأوضح رئيس البرلمان الذي انتقل إلى شرق ليبيا في 2014 خلال معركة سابقة على طرابلس أن "عملية تحرير طرابلس ليست عملية عسكرية سهلة".

وأضاف في مقابلة مع رويترز في القاهرة في وقت متأخر الأربعاء "أولا العاصمة يسكنها أكثر من مليوني ليبي وهذه المجموعات المسلحة تتمترس بالأشخاص وبالمباني وموجودة في المباني. من يريد الإسراع، أولا هي عملية عسكرية لم تكن سهلة، الجيش عنده خطة معينة وعنده تراتبية ونظام. من يريد الإسراع هو في الحقيقة يدفع بالجيش إلى أن يقع في ورطة تدمير المباني والإضرار بالمدنيين".

وأكد أنه "بإمكان الجيش أن يقوم بعملية قوية ويستعمل كل أنواع الأسلحة ولكن هؤلاء ليبيون ويهمنا أن نحافظ على اي قطرة دم من دماء الليبيين مهما كان الخلاف. وبالتالي فإن الإسراع في عملية اقتحام كما يريد البعض يعني تدمير بعض المباني والإضرار بالمدنيين وتجد في الصحف وفي كل القنوات أن الجيش الليبي دمر المباني ودمر المنشآت الحيوية وأضر بالمدنيين، وهنا يكون الأمر".

وذكر أن الجيش الوطني الليبي يمتنع عن استخدام الأسلحة الثقيلة للحد من الضرر على الممتلكات.

ورفض المستشار عقيلة صالح أي اقتراح بانسحاب الجيش الوطني الليبي أو الموافقة على وقف إطلاق النار. وقال "لكن العملية العسكرية يجب أن تحسم. الحل السياسي يجب في كل الأحوال أن يأتي حتى بعد تحرير العاصمة الليبية. الحوار لم يكن فيه فائدة بسبب التدخل الخارجي".

وقال أيضا "إذا كان هناك من هو قادر على اخراج هذه الجماعات بسلام، فإن الجيش سيرجع إلى ثكناته وتشكل حكومة وحدة وطنية وكل شيء لكن لن يستطيع السيد (فائز) السراج أن يأمر هذه الجماعات بالخروج من العاصمة".

وشن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر هجوما على طرابلس في مطلع أبريل/نيسان لكن الهجوم توقف على مداخل العاصمة في ظل مقاومة من جماعات محلية مسلحة متحالفة مع الحكومة الوفاق الوطني التي يقودها رجل الأعمال فايز السراج ومن ضمنها ميليشيات إسلامية متطرفة.

وأبطأت قوات الجيش الوطني الليبي عملياتها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين فيما تواصل إجراء اتصالات مع مدن تشكل أحزمة حول العاصمة لدخولها دون قتال وقد استجابت بعضها لنداء الجيش وجهوده ودعمت الهجوم على الميليشيات المنفلتة في طرابلس.

ويؤكد قائد الجيش الوطني الليبي وداعموه أنهم يحاولون تحرير العاصمة من قبضة الفصائل التي يلقون عليها مسؤولية زعزعة الاستقرار في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011.

وتقول الأمم المتحدة إن الحملة على طرابلس خلفت ما لا يقل عن 653 قتيلا وتسببت في نزوح أكثر من 93 ألفا وفي أضرار مادية جسيمة.