
مركز عمليات تركي أميركي مشترك لإدارة منطقة آمنة في سوريا
انقرة - قالت وزارة الدفاع التركية الأربعاء إنها اتفقت مع الولايات المتحدة على تأسيس مركز عمليات مشترك في تركيا للتنسيق وإدارة المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال سوريا.
وظلت تركيا والولايات المتحدة العضوان بحلف شمال الأطلسي مختلفتين على مدى أشهر بشأن حجم وقيادة المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع بعد محادثات على مدى ثلاثة أيام في أنقرة إن البلدين اتفقا أيضا على اتخاذ إجراءات إضافية لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الأربعاء إن الولايات المتحدة اقتربت من وجهة النظر التركية بشأن إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا وإن خطط بلاده للانتشار العسكري اكتملت.
وقال وزير الدفاع الاميركي مارك أسبر الثلاثاء أنه سيكون "من غير المقبول" أن تشن تركيا هجوما على المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، محذرا بأن واشنطن ستمنع "أي توغل أحادي الجانب" في سوريا.
وقالت تركيا مرارا في الايام الأخيرة انه اذا لم تكن المواقف الأميركية "مرضية" فانها ستشن عملية عسكرية في سوريا لإقامة هذه "المنطقة الامنة" بشكل احادي.
ويرى مراقبون ان الاتفاق التركي الاميركي بخصوص تاسيس مركز عمليات مشترك لن يبدد المخاوف الكردية من محاولات انقرة استهدافهم ولن يمنع الاتراك من التدخل في الشؤون الداخلية في سوريا.
وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في الطائرة التي أقلته الى طوكيو المحطة الثالثة، بعد استراليا ونيوزيلاندا، في أول جولة دولية له "نعتبر أن أي تحرك أحادي من جانبهم سيكون غير مقبول".
وأضاف "ما نحاول فعله هو التوصل معهم الى تسوية تبدد قلقهم".
ما نحاول فعله هو التوصل معهم الى تسوية تبدد قلقهم
وجددت تركيا الاثنين دعوتها الولايات المتحدة الى الكف عن دعم قوات سوريا الديمقراطية التي قاتلت الى جانب التحالف الدولي ضد المسلحين الجهاديين في سوريا.
وكان الرئيس التركي رجب إردوغان قد هدد الاحد بشن هجوم على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الكردي لقوات سوريا الديمقراطية، في شرق نهر الفرات.
وبحسب الصحف التركية شهدت المفاوضات مع الاميركيين تعثرا بشان عمق "المنطقة الامنة" المحتملة حيث تريد انقرة أن تكون المنطقة بعرض 30 كلم، وهو عمق اكبر بكثير مما اقترحته واشنطن. كما أن تركيا تريد ان تتحكم بمفردها في هذه المنطقة بلا شريك.
وكان قادة من مقاتلي المعارضة السورية اعلنوا الاثنين إنهم مستعدون للانضمام للقوات التركية في هجوم لاستعادة السيطرة على بلدات وقرى يغلب على سكانها العرب وتخضع لسيطرة قوات يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا.
وأدانت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة والمرتبطة بإدارة ذاتية يقودها الأكراد في شمال وشرق سوريا، تهديدات تركيا المتزايدة وحثت القوى الغربية على التحرك.
ويؤكد أكراد سوريا دائما ان أردوغان لا يريد منطقة آمنة بل السيطرة على المنطقة.

وبدعم من الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع الماضية، انتزعت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على مساحات واسعة بشمال شرق سوريا من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن السكان وشيوخ القبائل يقولون إن الاستياء من حكم قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا قد زاد وسط السكان الذين يغلب عليهم العرب وإن كثيرين منهم يعترضون على التجنيد الإجباري للشبان والتمييز على مستوى القيادة.
وينفي قادة وحدات حماية الشعب الكردية ممارسة أي تمييز ويقولون إنهم يسعون لتدارك قمع حزب البعث العربي السوري لحقوقهم القومية على مدى عقود.