تجدد الاشتباكات في عدن وواشنطن تدعو إلى وقف الاقتتال

التحالف العربي نجح عبر الضغوطات في كبح جماح المواجهات في عدن، لكن عناصر إخوانية تحاول تأجيج الوضع لتغذية التوتر والاستمرار في الفوضى.

عدن - تجددت الاشتباكات صباح اليوم الجمعة في محيط قصر معاشيق ومديرية المنصورة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في وقت دعت فيه دول غربية وعربية إلى ضبط النفس ووقف الإقتتال.

وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات العنيفة في عدن داعية جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والامتناع عن إراقة المزيد من الدماء.

وخلفت الاشتباكات قتلى وجرحى بينهم مدنيون لم تتضح حصيلتهم على الفور، إلى جانب تضرر العديد من المنازل في مديريتي كريتر وخور مكسر.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاجوس مساء الخميس، إن الولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد وعن إراقة المزيد من الدماء وحل الخلافات عبر الحوار.

وأضافت أن إثارة المزيد من الانقسامات والعنف داخل اليمن لن يؤدي إلا إلى زيادة معاناة الشعب اليمني وإطالة أمد الصراع.

واندلعت اشتباكات الأربعاء خلال تشييع جثامين ضحايا الحزام الأمني، الذين قتلوا إثر الانفجارات التي استهدفت معسكر الجلاء ومركزا للشرطة، الخميس الماضي.

وحمّلت الحكومة اليمنية أمي الخميس، المجلس الانتقالي مسؤولية التصعيد المسلح في عدن، وأكدت الحكومة، في بيان التزامها "بالحفاظ على مؤسسات الدولة وسلامة المواطنين" والعمل "على التصدي لكل محاولات المساس بالمؤسسات والأفراد".

وأشارت إلى "أنها تعمل مع الأشقاء بقيادة تحالف دعم الشرعية على تشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي تشهدها مدينة عدن، داعية الأحزاب وكافة الفعاليات لإدانة دعوات التمرد في عدن".

ونجحت ضغوط مارسها التحالف العربي الذي تقوده السعودية في هذا البلد ضد الميليشيات الحوثية الأربعاء، في كبح جماح المواجهات، لكن مراقبون للشأن اليمني يقولون إن عناصر من حزب الإصلاح الإخواني، تحاول تأجيج الوضع في عدن لتغذية التوتر والاستمرار في الفوضى.

ووفقاً لشهود عيان، فقد توسعت الاشتباكات المسلحة بين قوات الحماية الرئاسية، وقوات الحزام الأمني الموالية للمجلس الانتقالي، إلى عدة أحياء في مدينة عدن، وتحولت إلى "حرب شوارع" بعد هدوء حذر استمر لساعات.

وتحظى قوات الحزام الأمني التي تتمتع بنفوذ في الجنوب اليمني وتقاتل الحوثيين ضمن صفوف القوات الحكومية، بدعم التحالف العربي.

وقال شهود عيان إن الاشتباكات اقتربت من منزل وزير الداخلية، أحمد الميسري، ومن محيط مطار عدن الدولي، شرقي المدينة.

وأدى اقتراب الاشتباكات من محيط المطار إلى تعليق العمل فيه، حسبما أفاد شهود العيان.

من جهتها دعت بريطانيا إلى التحاور ووقف التصعيد في عدن، حيث ناشد مايكل أرون، السفير البريطاني لدى اليمن، اليوم الجمعة، الأطراف المتصارعة في المدينة اليمنية بوقف القتال.

ودعا أرون في تغريدة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر الأطراف المتصارعة إلى التحاور من أجل حل الصراع.

وكتب "مئات المدنيين عالقين في بيوتهم نتيجة للصراع ولابد من الحوار وإنهاء القتال حتى يتمكن الناس من قضاء العيد مع أسرهم بسلام".

وكانت الإمارات العربية المتحدة قد دعت منذ الأربعاء إلى التهدئة بعد اندلاع اشتباكات بين قوات "الحزام الأمني" والحرس الرئاسي.

وتسعى الإمارات دائما لدعم الاستقرار في المناطق اليمنية المحررة من الحوثيين كما لأبوظبي جهود كبيرة لدعم الشرعية في اليمن في مواجهة المتمردين المدعومين من إيران أو في مواجهة القاعدة وداعش.