سلطة هادي تهتز مع اقتراب الانتقالي من السيطرة على عدن

عبدربه منصور هادي يبدو مفصولا عن واقع اليمنيين ومشاغلهم وفقد الكثير من التأييد حتى في مناطقه القبلية.

قوات من الحزام الأمني تسيطر على قواعد للحكومة اليمنية في عدن
المجلس الانتقالي الجنوبي يتمسك باستبعاد الإخوان من حكومة هادي
حكومة هادي تزداد ضعفا مع فقدان السيطرة على عدن

عدن - سيطرت قوات من الحزام الأمني اليمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على معظم قواعد الحكومة اليمنية الأمنية والعسكرية قرب ميناء عدن اليوم الثلاثاء ومناطق أخرى بما فيها أجزاء من محافظة أبين بعدما عرقلت اشتباكات بين الطرفين المتحالفين نظريا جهودا تبذلها الأمم المتحدة لإحلال السلام والجهود السعودية لنزع فتيل التوتر في المحافظة.

وتشير سيطرة قوات المجلس الانتقالي على القواعد الحكومية قرب ميناء عدن وأجزاء من محافظة أبين إلى اهتزاز قاعدة التأييد للرئيس عبدربه منصور هادي حتى في مناطقه القبلية التي يتحدر منها.

والمجلس الانتقالي والحكومة جزء من تحالف عسكري بقيادة السعودية يحارب جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي سيطرت على العاصمة صنعاء في شمال اليمن ومعظم المدن الرئيسية عام 2014.

لكن الخلاف بين المجلس الانتقالي والحكومة دبت هذا الشهر وسيطرت قوات من الحزام الأمني على عدن، مقر الحكومة المؤقت في العاشر من أغسطس/آب.

وقال مسؤولون محليون إن قوات المجلس الانتقالي سيطرت اليوم الثلاثاء على معسكرات الشرطة العسكرية والقوات الخاصة والجيش في زنجبار التي تبعد نحو 60 كيلومترا شرقي عدن في محافظة أبين.

ووضع ذلك محافظة أبين فعليا تحت سيطرة المجلس الانتقالي كما زاد من ضعف حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يقيم في العاصمة السعودية الرياض.

وتقول مصادر إن عبدربه يبدو مفصولا عن واقع اليمنيين ومشاغلهم وأنه فقد الكثير من التأييد حتى في مناطقه القبلية.

وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان "إن ما تشهده محافظة أبين من تصعيد غير مبرر من قبل قوات المجلس الانتقالي المدعومة من قبل الإمارات الشقيقة أمر مرفوض".

كل المؤشرات تشير إلى أن قوات الانتقالي الجنوبي لن تتراجع
كل المؤشرات تشير إلى أن قوات الانتقالي الجنوبي لن تتراجع

وعلى جبهة قتال أخرى في شمال اليمن، قال التحالف إنه شن ضربات جوية الليلة الماضية على أهداف عسكرية للحوثيين في صنعاء. وقال التحالف اليوم إن ضرباته الجوية على صنعاء أصابت كهوفا بها صواريخ وطائرات مسيرة وأسلحة.

والهجوم رد في ما يبدو على هجمات للحوثيين استهدفت منشآت للطاقة في السعودية يوم السبت الماضي.

ودعت السعودية التي ترغب في تركيز التحالف على محاربة جماعة الحوثي، إلى قمة لحل الأزمة في عدن، لكن القمة تأجلت بعد تمسك المجلس الانتقالي بعدم تسليم السيطرة على عدن بالكامل إلى سلطة شبه غائبة عن هموم ومشاغل اليمنيين.

قال المجلس الانتقالي الجنوبي إن قواته ستواصل السيطرة على عدن حتى تتم الإطاحة بحزب الإصلاح الإسلامي (الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين)، أحد دعائم حكومة هادي والشماليين من مواقع السلطة في الجنوب.

وتحرك المجلس الانتقالي لبسط سيطرته على عدن بعد أن اتهم حزب الإصلاح أحد أذرع جماعة الإخوان المسلمين، بالتواطؤ في هجوم صاروخي نفذه الحوثيون على قوات جنوبية هذا الشهر، لكن اخوان اليمن نفوا صحة تلك الاتهامات.

وليست هذه المرة الأولى التي يتهم فيها حزب الإصلاح بالتواطؤ مع الانقلابيين الحوثيين أو جماعات متطرفة في مسعى لتعزيز نفوذ الإخوان التي تقول مصادر محلية إنهم اخترقوا الحكومة اليمنية.

المجلس الانتقالي في بيان لمجلس الأمن الدولي: صوت الجنوب استبعد من طاولة المفاوضات لفترة طويلة والمسؤولية الآن تقع على عاتق المجتمع الدولي لقبول الواقع الجديد على الأرض

وتشير سيطرة الانفصاليين على قواعد حكومية في أبين، مسقط رأس هادي، إلى أنهم لا يعتزمون التراجع عن مطالبهم بحكم الجنوب والاشتراك في تشكيل مستقبل اليمن.

وقال الانتقالي في بيان لمجلس الأمن الدولي قبل إفادة بشأن اليمن اليوم في نيويورك إن صوت الجنوب استبعد من طاولة المفاوضات لفترة طويلة وإن المسؤولية الآن تقع على عاتق المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن لقبول الواقع الجديد على الأرض.

وقال مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث في نيويورك إن الانقسام في اليمن يجازف بأن "يصبح تهديدا أكثر قوة وإلحاحا" إذا استمر هذا الوضع في الجنوب.

ويسعى المجلس الانتقالي الذي يتهم حكومة هادي بسوء الإدارة، إلى إحياء اليمن الجنوبي الذي كان دولة مستقلة قبل الوحدة مع الشمال في العام 1990.

وقالت مصادر يمنية إن القمة السعودية المؤجلة كانت ستبحث تعديل حكومة هادي لتشمل أعضاء من المجلس الانتقالي بهدف إنهاء الأزمة.

ويقول المتمردون الحوثيون الذي ينفون أنهم أداة في يد إيران، إنهم يثورون على الفساد، وأن ما يحدث في عدن دليل على أن هادي غير أهل للحكم.

ويحاول الحوثيون أيضا زيادة وجودهم على الساحة الدولية، إذ زاروا طهران الأسبوع الماضي حيث عقدوا محادثات مع مسؤولين إيرانيين ودبلوماسيين أوروبيين. وعينوا أيضا سفيرا لدى إيران التي عينت بدورها مبعوثا لديهم.