واشنطن لا تستبعد استخدام الأراضي الإيرانية في استهداف أرامكو

مسؤول أميركي يكشف ان إيران وراء إطلاق أكثر من 12 صاروخ كروز و20 طائرة مسيرة من أراضيها لقصف المنشاة النفطية السعودية.
بريطانيا تدين الهجمات على ارامكو
الاتحاد الاوروبي يطالب بتحديد المسؤولين عن الهجمات

واشنطن - كشف مسؤول أميركي كبير وفق ما نقلته قناة " اي بي سي" الأميركية الاثنين ان إيران وراء إطلاق أكثر من 12 صاروخ كروز و20 طائرة مسيرة من أراضيها لاستهداف منشاة ارامكو في المملكة العربية السعودية.

ويأتي تصريح المسؤول الأميركي في وقت أعلن فيه الرئيس دونالد ترامب استعداد بلاده للرد على الهجمات التي استهدفت السعودية.

وأضاف في تغريدة بموقعه على تويتر مساء الاحد "إمدادات النفط في السعودية تعرّضت لهجوم. هناك سبب يدفعنا إلى الاعتقاد بأننا نعرف المُرتكب، ونحن على أهبة الاستعداد للرد بناء على عملية التحقّق، لكننا ننتظر من المملكة أن تُخبرنا مَن تعتقد أنه سبب هذا الهجوم، وبأي أشكال سنمضي قدمًا".

لكن إيران تحاول التنصل دائما من مثل هذه الهجمات رغم تورطها في تحريض اذرعها سواء في اليمن او العراق على استهداف المصالح السعودية ومصالح دول الخليج.

وعبر متحدث باسم الحكومة الإيرانية الاثنين عن استعداد بلاده للتعاون مع الأمم المتحدة وكل الدول الساعية للسلام والاستقرار في اليمن والمنطقة، وذلك بعد الهجمات التي أعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع طهران مسؤوليتها عنها.

ونقل التلفزيون الرسمي عن المتحدث علي ربيعي قوله "وبهذا أعلن استعداد إيران التام للتعاون مع الأمم المتحدة وكل الدول الساعية للسلام في اليمن وعودة الاستقرار إلى اليمن والمنطقة".

وهذه الدعوة المريبة للسلام يتناسا أصحابها دورهم في تهديد ممرات النفط حيث وجهت السلطات الايرانية مرارا تحذيرات بغلق مضيق هرمز امام إمدادات النفط حيث تورطت في احتجاز ناقلات نفط كما تورط حلفاؤها في استهداف ناقلات عبر تفجير الغام بحرية.

وقالت بريطانيا الاثنين إن الهجوم الذي استهدف منشآت نفطية سعودية خطير وشائن، لكن ثمة حاجة للوقوف على جميع الحقائق بشأن المسؤول عنه قبل الرد عليه.

وقال وزير الخارجية دومينيك راب إن الهجوم "انتهاك سافر للقانون الدولي"، مضيفا أن المملكة المتحدة تقف بقوة وراء السعودية.

وأضاف "الصورة ليست واضحة تماما فيما يتعلق بالمسؤول... أريد ان تتكون لدينا صورة واضحة تماما وهو ما سيحدث قريبا".

ومضى يقول "هذا هجوم خطير للغاية على السعودية والمنشآت النفطية وله تداعيات على أسواق النفط العالمية والإمدادات... إنه عمل خطير للغاية وشائن ويتعين أن يكون لدينا رد دولي واضح وموحد لأقصى حد عليه".

وحض الاتحاد الأوروبي الإثنين على "أكبر قدر ممكن من ضبط النفس" حيث قالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني أن "هجوم أمس بواسطة طائرات بدون طيار على منشأتين نفطيتين لأرامكو في السعودية تشكل خطرا فعليا على الأمن الإقليمي".

وأضافت "في وقت يتصاعد التوتر في المنطقة، فأن هذا الهجوم يقوض جهود خفض التوتر والحوار الجارية".

وأكدت أنه "من المهم التثبت بوضوح من الوقائع وتحديد المسؤولية في هذا الهجوم المؤسف. وفي الوقت ذاته، يكرر الاتحاد الأوروبي دعوته من أجل أكبر قدر ممكن من ضبط النفس وخفض حدة التوتر".

وكان جهات وتقارير اشارت الى ان الهجوم نفذ من الاراضي العراقية رغم تبني الحوثيين للهجوم لكن السلطات العراق نفت الامر.

وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في بيان الأحد إن "العراق ينفي ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطيّة سعوديّة بالطائرات المُسيّرة".

وأضاف أن العراق "يؤكد التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه"، مؤكدا أن "الحكومة العراقية ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول انتهاك الدستور".

غير أن بعض وسائل الإعلام، بينها "سي إن إن" و"وول ستريت جورنال"الأميركيتان تناقلت معلومات تفيد أن طائرات مسيرة أو صواريخ طراز "كروز"، أطلقت هذه المرة من الشمال وليس من الجنوب، في إشارة إلى العراق أو إيران التي تقدم دعما كبيرا لميليشيات تابعة لها على الأراضي العراقية.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن الاعتداء على المنشآت السعودية من العراق ليست جديدة، فقد سبق أن خلص المسؤولون الأميركيون، إلى أن الهجوم الذي شنته طائرة دون طيار في 14 مايو الماضي على خط أنابيب في السعودية انطلق من العراق، وليس من اليمن، وفي ذلك الوقت، حث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، رئيس وزراء العراق، على احتواء التهديد الذي تشكله القوات المدعومة من إيران في البلاد.

وفي الأشهر الأخيرة، أطلق المتمردون الحوثيون صواريخ عبر الحدود وشنّوا هجمات بواسطة طائرات مسيّرة مستهدفين قواعد جوية سعودية ومنشآت أخرى، مؤكدين أن ذلك ردّ على غارات التحالف العسكري بقيادة الرياض الذي يسعى لإعادة الشرعية في اليمن واستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين فيها.