عبدالمهدي يقود وساطة على المقاس الإيراني
بغداد - يسعى العراق بدفع من إيران إلى لعب دور وساطة بين طهران والرياض لتهدئة التوتر، مركزا على أن مفتاح إنهاء التوتر في المنطقة يمر حتما عبر حل الأزمة اليمنية.
ووجد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الذي قام مؤخرا بزيارة قصيرة للمملكة، نفسه عالقا بين الحيلولة دون تحول الساحة العراقية التي يهيمن عليها ميليشيات شيعية مسلحة وأحزاب سياسية موالية لإيران، إلى ساحة حرب بالوكالة، وبين إرضاء الأطراف المتداخلة في الأزمة والحفاظ على نفس المسافة منها من باب سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية.
وقال عبدالمهدي اليوم الأحد، إن بلاده تلعب دورا إيجابيا في تهدئة التوترات بالمنطقة، مضيفا في حديث للصحفيين، أن "كل الأطراف حاليا: السعودية وإيران والولايات المتحدة، تبحث عن التهدئة وحلحلة الأمور".
ولا يبدو الأمر بالسهولة ولا بالمرونة التي تتيح للعراق لعب دور الوسيط النزيه في أزمة لا مؤشرات على نهايتها قريبا، فيما يقفز عبدالمهدي على حقيقة أن من يؤجج التوتر هو أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة بما فيها في العراق ذاته.
وتجنب رئيس الوزراء العراقي إدانة الأنشطة الإيرانية بمنطق أن الإدانات تدخل العراق في سياسة المحاور، في تبرير يبدو مفهوما في ظل مساع داخلية تؤججها طهران لإعادة هيكلة حكومته بما يخدم مصالحها أو حتى عزله ما لم يتماه مع أجندتها.
ويرجح متابعون لتطورات الأوضاع في المنطقة بعد استهداف إيران لمنشأتي نفط سعوديتين قبل نحو أسبوعين، أن وساطة عبدالمهدي ستصل إلى طريق مسدود رغم تفاؤله بإمكانية حلحلة الأزمة بالنظر إلى أن مفتاح إنهاء التوتر بيد إيران التي اختارت التصعيد بدلا من التهدئة.
وأيضا لأن نجاح أي جهود للتهدئة يتطلب بالضرورة أن تتوقف إيران فورا عن دعم وتمويل وكلائها والتوقف عن ممارساتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وهو ما لم يحدث حتى الآن.
ولفت رئيس الوزراء العراقي إلى أن بلده يبذل جهودا للعمل على إرساء هذه التهدئة، مؤكدا أن "له الآن دور إيجابي في تهدئة توترات المنطقة" دون أن يوضح طبيعة هذا الدور.
ورأى أن حل الأزمة اليمنية عامل أساسي لمعالجة أزمات المنطقة، لافتا إلى أن بلاده "تحتفظ بعلاقات طيبة مع جميع الأطراف في اليمن"، مضيفا "نتجنب خطابات الإدانة لأنها ستؤدي بنا إلى الاصطفاف وهناك شكر سعودي للموقف العراقي".
وحسب تقارير صحفية، فإن الحكومة العراقية تسعى إلى التوسط بين إيران والسعودية وأن الوساطة العراقية ربما تركز على الملف اليمني من خلال تهدئة طرفي الأزمة فيه.
وتابع عبدالمهدي "لقد طمأنا الجانب السعودي بأن لا شيء سيأتي من العراق ولن يخرج منه شيء تجاه البلدان المجاورة".
ومنتصف الشهر الجاري، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين نشبا في منشأتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو، جراء استهدافهما بطائرات مسيرة تبنتها جماعة الحوثي اليمنية.
واتهمت كل من واشنطن والرياض إيران بالوقوف وراء الهجوم، وهو ما نفته طهران، فيما أثيرت شكوك أميركية وسعودية حول احتمالية أن تكون الطائرات المهاجمة انطلقت من أراض عراقية.
وبعد اختتام زيارته إلى السعودية الخميس الماضي، وصف رئيس الوزراء العراقي الأوضاع في المنطقة بأنها "صعبة ومعقدة"، فيما أبدى تفاؤله بحلحلتها.
وتشهد المنطقة توترا بين طهران من جهة والولايات المتحدة والسعودية من جهة أخرى بعد هجمات استهدفت منشأتين لآرامكو يوم 14 سبتمبر/أيلول الجاري.
وحمّلت واشنطن إيران المسؤولية عن تلك الهجمات، فيما نفت الأخيرة أي صلة لها مهددة بالرد في حال تم استهدافها عسكريا.