38 ألف يورو ثمن إفراج طهران عن باحث بريطاني

إيران دأبت على احتجاز الأجانب، خاصة أولئك الذين يحملون الجنسيتين، لابتزاز دولهم الأجنبية بخصوص الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن.

طهران - أعلنت إيران اليوم الخميس إنها أفرجت بكفالة عن عالم الأنتربولوجيا البريطاني الإيراني كامل أحمدي المحتجز منذ عدة أشهر في طهران.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن شفق رحماني زوجة أحمدي قولها "أطلق سراحه مساء الأحد بكفالة قدرها 500 مليون تومان (38 ألف يورو) بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاز".

وكانت السلطة القضائية أكدت اعتقال أحمدي مطلع أكتوبر/تشرين الأول موضحة أنه يخضع لـ"تحقيق أولي" للاشتباه في "صلاته ببلدان ومعاهد أجنبية تابعة لأجهزة (استخبارات) أجنبية".

وذكر عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي كريستيان برومبرجيه، الخبير في شؤون إيران، في مقال نشرته "ذي كونفرسايشن فرانس" في آب/أغسطس، أن أحمدي "تم اعتقاله مؤخرا".

وأحمدي مؤلف كتاب باللغة الإنكليزية بعنوان "باسم التقليد: تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى في إيران"، كما عمل في مواضيع مثل الزواج المؤقت، أو الزواج المبكر للفتيات الصغيرات في إيران.

وتعتقل إيران منذ حزيران/يونيو عالمة الأنثروبولوجيا الفرنسية الإيرانية فاريبا عاداخاه، الخبيرة في الشؤون الشيعية ومديرة أبحاث في مركز العلوم للأبحاث الدولية في باريس.

كما تحتجز السلطات الإيرانية زميلها الفرنسي رولان مارشال المتخصص في شؤون القرن الإفريقي والباحث في المعهد ذاته، منذ حزيران/يونيو حين كان من المقرر أن يلتقي بها.

السلطات الإيرانية قالت غنها أوقفت كامل أحمدي للاشتباه في "صلاته ببلدان ومعاهد أجنبية تابعة لأجهزة استخبارات أجنبية"

كلاهما معتقل للاشتباه في محاولة تقويض أمن الدولة.

وندد باحثون في المعهد بهذا الاتهام "المقيت"، ودعوا في تشرين الأول/أكتوبر فرنسا إلى تعليق كل التعاون العلمي والأكاديمي مع إيران احتجاجا.

وفرنسا من بين القوى الكبرى الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني في 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي وشددت عقوباتها على طهران.

واتسمت العلاقات البريطانية الإيرانية على مر السنوات الماضية بالتوتر الذي ازدادت حدته بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خروج بلاده من الاتفاقية، حيث ووصل إلى ذروته في يوليو الماضي حين قام الحرس الثوري الإيراني باحتجاز ناقة نفط بريطانية في مضيق هرمز. وكان رد بريطانيا التهديد "بعواقب خطيرة" والتي قد تشمل حزمة من العقوبات.

ويرى علي أنصاري، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة سانت أندروز أن إيران مسكونة بفكرة تعود لمئة سنة أو أكثر عبر التاريخ الذي جمعهما في الحروب، فهي  ترى "بريطانيا المتآمرة الكبرى خلف الستار وأنها تقوم بالتلاعب بأميركا". و"تتسيد هذه الفكرة الخطاب الإيراني بطريقة لا يمكن تخيلها".

وكانت الحرب العراقية – الإيرانية التي دعمت فيها بريطانيا الرئيس الراحل صدام حسين وفتوى الخميني ضد سلمان رشدي هي من النقاط التي زادت حدة التوتر في العلاقات بين البلدين. وفي الفترة الأخيرة شهدت توترا بسبب سجن البريطانية- الإيرانية نازنين زغاري- رادكليف منذ عام 2016 بتهمة التجسس. ونقلت قبل فترة من سجن إيفين سيء السمعة إلى قسم العلاج النفسي.

ودأبت إيران على احتجاز الأجانب، خاصة أولئك الذين يحملون الجنسيتين، وازدادت هذه التوقيفات بتهم مختلفة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

وبشكل عام، لا تعترف إيران بازدواج الجنسية ولا تسمح بلقاءات قنصلية مع معتقلين إيرانيين يحملون جنسيات أخرى.

وبداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كل من الولايات المتحدة وإيران إلى الحوار، قبل نحو شهر من بدء طهران المرحلة الرابعة لخفض التزاماتها في الاتفاق النووي.

وأصدرت باريس التي سعت جاهدة عبر قنواتها الدبلوماسية لإنقاذ الاتفاق، في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول تحذيرا لمواطنيها من السفر إلى إيران ونصحتهم بتأجيل كافة خططهم للسفر مشيرة إلى مخاطر بسبب "عمليات الضبط والاحتجاز التعسفية لأجهزة الأمن والمخابرات الإيرانية لا سيما فيما يتعلق بتواصل مواطنين أجانب مع السكان خاصة العاملين في الجامعات".