
تمزيق صور قاسم سليماني خلال احتجاجات في طهران
دبي – ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية في تقرير نادر عن احتجاجات مناوئة للحكومة أن محتجين رددوا هتافات ضد السلطات العليا للبلاد في طهران السبت وذلك بعد إقرار الحرس الثوري بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية.
وتحول تجمع في العاصمة الإيرانية خلال فعالية لتأبين ضحايا الطائرة الأوكرانية التي سقطت قبل أيام في طهران، إلى مظاهرة مناهضة للنظام الحاكم.
وذكر التقرير أن المتظاهرين في الشارع مزقوا أيضا صورا لقاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الذي قتلته واشنطن في ضربة بطائرة مسيرة.
وعرضت الوكالة التي ينظر لها على نطاق واسع باعتبارها مقربة من الحرس الثوري صورا لمجموعة من الناس وصورة ممزقة لسليماني. وذكرت وكالة فارس أن عدد المحتجين يقدر بنحو 700 إلى ألف شخص.
كما طالبت مجموعة من المحتجين الإيرانيين الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالتنحي السبت.

وأظهرت لقطات مصورة على تويتر مئات الأشخاص أمام جامعة أمير كبير في طهران وهم يهتفون "إرحل إرحل يا خامنئي".
كما رددوا شعارات من قبيل "ليخجل الحرس الثوري. اتركوا البلاد بأمان" و"الموت للدكتاتور" و"نريد استقالة الكذابين" و"نريد استقالة القائد العام للقوات المسلحة (خامنئي)" و"لا تقولوا لنا مثيري فتنة بل أنتم الفتنة".
وعقب إطلاق المظاهرة الغاضبة هتافات مناهضة للنظام تدخلت قوات الشرطة الخاصة الإيرانية وأغلقت الطرقات المؤدية إلى مكان المظاهرة ومنعت المواطنين من التوجه إليها.
وأصدرت إيران بيانا السبت تعترف فيه بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بصاروخ بعد تصاعد الضغوط الخارجية على طهران لكن تعازي القيادة لأسر الضحايا لم تكن كافية في نظر بعض الإيرانيين.
وظلت إيران أياما تنفي الاتهامات الغربية لها بالمسؤولية عن تحطم الطائرة الذي وقع يوم الأربعاء مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا فيها وعددهم 176 شخصا.
وقالت السلطات السبت إن وسائل الدفاع الجوي، التي كانت في حالة تأهب بعد ضربات صاروخية إيرانية لأهداف أميركية في العراق، أطلقت صاروخا صوب الطائرة بطريق الخطأ.
من جهة ثانية، ذكر مكتب النائب العام الأوكراني السبت أنه يتحرى شبهة قتل عمد وتدمير للطائرة.
كانوا حريصين للغاية على ألا يقتلوا أي أميركي خلال الانتقام لسليماني لكنهم لم يغلقوا المطار
وفشلت تعازي المرشد الأعلى الإيراني والرئيس حسن روحاني في تهدئة الإيرانيين الغاضبين الذين عبروا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم لإخفاء الحقيقة من جانب المؤسسة الحاكمة.
ونقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية شبه الرسمية عن رجل الدين المعتدل على أنصاري قوله "إنها مأساة وطنية. والطريقة التي عولجت بها والتي أُعلنت بها من جانب السلطات أكثر مأساوية".
وتساءل كثير من الإيرانيين عن السبب في أن السلطات لم تغلق مطار طهران والمجال الجوي للبلاد وقت أن كانت في حالة تأهب لصد انتقام محتمل بعد الضربات الصاروخية.
ولم يسقط ضحايا للضربات الصاروخية الإيرانية التي نُفذت انتقاما لمقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في ضرية جوية بطائرة مسيرة أميركية في الثالث من يناير/كانون الثاني في بغداد.
وقالت ميرا صديقاتي في اتصال هاتفي من طهران "كانوا حريصين للغاية على ألا يقتلوا أي أميركي خلال الانتقام لسليماني. لكنهم لم يغلقوا المطار. هذا يظهر مدى حرص هذا النظام على الإيرانيين".
وقال بيان عسكري نقلته وسائل الإعلام الرسمية إن الطائرة الأوكرانية التي كانت في طريقها إلى كييف اعتبرت بطريق الخطأ هدفا معاديا بعد أن اتجهت صوب قاعدة عسكرية حساسة للحرس الثوري بالقرب من طهران.
وأضاف أن ذلك كان خطأ بشريا غير مقصود.

وقال رضا غدياني في مدينة تبريز "(يقولون) لسوء الحظ؟ ماذا يعني ذلك؟ لقد أخفوا هذا النبأ المأساوي الهائل لأيام لمجرد الحداد على سليماني. عار عليكم".
وعلى مدى ثلاثة أيام شيعت إيران سليماني الذي كان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري وكان "بطلا وطنيا". وشارك في تشييعه مئات الآلاف من الأشخاص في أنحاء مختلفة من البلاد.
وطالب بعض الإيرانيين باستقالة المسؤولين ورفضوا اعتذارهم.
وكتب أحمد بطيبي على تويتر "أنتم انتقمتم من الإيرانيين". وجاء ذلك ردا على قول روحاني على تويتر "تأسف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدة لهذا الخطأ الكارثي".
وكتب مستخدم اسمه صادق على تويتر يقول "لا شيء غير الاستقالة".
وفي رسالة على تويتر السبت ألقى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ببعض اللوم في تحطم الطائرة على ما وصفه بنزعة المغامرة الأميركية. وردت عليه بيتا رزاقي قائلة "هذا هو خط النهاية أيها السيد الوزير! لقد هدمتم كل شيء".