عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية تقاضي خامنئي والحرس الثوري
أوتاوا - قررت عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية من الجنسية الكندية رفع شكاوي قضائية ضد الحرس الثوري والزعيم الإيراني الأعلى علي خامئني وذلك بسبب التورط في حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية.
وأُسقطت الطائرة التي كانت متجهة إلى كييف جرّاء خطأ كارثي بعيد إقلاعها من طهران في 8 يناير/كانون الثاني، ما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها غالبيتهم من الإيرانيين والكنديين ما أثار دعوات إلى تحقيق شفاف من جانب أوتاوا وكييف خصوصا.
وأعلن المركز الدولي لحقوق الإنسان في تغريدة على تويتر السبت انه سيتكفل باتخاذ الإجراءات القانونية نيابة عن العائلات وبالتعاون والتنسيق مع مؤسسة "غاردينر ميلر أرنولد إل إل بي" القانونية.
واشار المركز ان الشكوى اقيمت أمام محكمة أونتاريو، وذلك وفق بند تم الموافقة عليه في قانون العقوبات الكندي سنة 2012 بعنوان "العدالة لضحايا الإرهاب".
واكدت كندا ان 57 من رعاياها قتلوا في حادث سقوط الطائرة الاوكرانية اضافة الى جنسيات افغانية واوكرانية وسويدية.
وأفاد تقرير لمنظمة الطيران المدني الإيرانية نشر ليل الاثنين الثلاثاء على الموقع الالكتروني للمنظمة أن "المحققين اكتشفوا أن صاروخين من طراز تور-إم1 أطلقا باتّجاه الطائرة"، موضحا أن التحقيق لا يزال جاريا لتقييم تأثيرهما.
ونفت إيران على مدى أيام التهم الغربية المبنية على تقارير استخباراتية أميركية أشارت إلى أن الطائرة أُسقطت بصاروخ قبل أن تعترف أخيرا بذلك في 11 يناير/كانون الثاني.
وأقر قائد القوات الجو-فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة بالمسؤولية الكاملة عن الحادثة، لكنه أشار إلى أن الجندي الذي أطلق الصواريخ تصرّف بمفرده وهو تبرير مثير للسخرية فإطلاق الصورايخ وفي وضع مأزوم كالذي كانت فيه إيران ليلة قصف قاعدتين عراقيتين تتواجد فيهما قوات أميركية يخضع حتما لأوامر عليا وتنسيقا على أعلى مستوى ولا يمكن أن يكون تصرفا فرديا.
وبحسب القوات المسلحة الإيرانية فإن الطائرة أسقطت اثر "خطأ بشري"، فيما قالت السلطات إنه تم اعتقال أشخاص دون أن تحدد عددهم لمسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة الأوكرانية في خطوة فسّرت على أنها محاولة لتقديم كباش فداء لاحتواء الاحتجاجات والغضب الشعبي الذي أعقب الحادثة المأساوية.
وكان العميد حاجي زادة أعلن أن مشغل بطارية الصواريخ ظن أن الطائرة 'صاروخ عابر' حين كانت دفاعات البلاد في حالة تأهب على مستوى "الحرب" خشية التعرض لهجوم أميركي.
وأسقطت الطائرة بعد ساعات على مهاجمة إيران أهدافا عسكرية أميركية في العراق بالصواريخ ردا على اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد في 3 يناير/كانون الثاني.
وحثت كييف إيران على تسليمها الصندوقين الأسودين في حين أن كندا تصر على إرسالهما إلى فرنسا أو أوكرانيا، لكن تقرير منظمة الطيران المدني يوحي بأن طهران ترغب في الوقت الراهن بالاحتفاظ بالصندوقين الأسودين.
وأثارت أنباء مسؤولية القوات المسلحة الإيرانية في هذه الكارثة عن طريق الخطأ، تظاهرات احتجاج في إيران على مدى أيام حيث اعتبر البعض أن السلطات حاولت إخفاء الحقيقية.
لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني نفى أن تكون الحكومة التي لم تبلغ من قبل القوات المسلحة بالسبب الفعلي للمأساة إلا بعد ظهر 10 يناير/كانون الثاني، سعت إلى إخفاء الحقيقة عن الشعب وطالب قيادة أركان القوات المسلحة بتقديم "تفسيرات".