
المنطقة مقبلة على أزمات مع إصرار تركيا على التدخل
واشنطن - تصر أنقرة على تحدي المجتمع الدولي بمواصلة تدخلاتها في عديد الملفات في المنطقة خاصة الملفين السوري والليبي وذلك بدعم التنظيمات المتطرفة.
وفي هذا الإطار أكد مساعد وزير الخارجية التركي سادات أونال، أن بلاده ستواصل مواقف وصفها بالمبدئية والمحقة، تجاه قضايا المنطقة، وعلى رأسها فلسطين وسوريا وليبيا في إشارة واضحة الى استمرار التدخل التركي رغم الانتقادات الدولية.
وأوضح أونال في كلمة ألقاها خلال مشاركته بندوة في العاصمة الأميركية واشنطن، عن طريق "دائرة متلفزة"، أن أنقرة تدافع وبقوة عن الحل السياسي لمشاكل المنطقة.
لكن التقارير الدولية والتطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة تشير الى ان انقرة تلعب دورا سلبيا من خلال تاجيج الاوضاع لاستدامة الازمات التي تورطت في خلقها او لعب دور سلبي فيها سواء في سوريا او ليبيا اوالعراق.
وفي مسعى تركي لا يتوقف لاستغلال القضية الفلسطينية لتبرير التدخل في المنطقة افاد المسؤول التركي ان القضية ستكون في مقدمة الأجندة العالمية خلال 2020، كما كانت في السنوات السابقة، داعيا إلى الدفاع عن فكرة حل الدولتين بقوة وذلك في رده على خطة ترامب للسلام او ما يعرف "بصفقة القرن".
وفيما يخص الأزمة السورية، أشار أونال إلى أن هجمات النظام السوري على إدلب، ساهمت في زيادة التوتر والعنف في سوريا، وأن أنقرة تكثف لقاءاتها مع روسيا والأطراف المعنية من أجل خفض التصعيد الحاصل.
وشدد في هذا السياق على ضرورة السعي من أجل الحل السياسي في سوريا، استنادا إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وتورطت تركيا في دعم التنظيمات الارهابية في سوريا حيث مثلت لسنوات نقطة عبور لمتطرفين القادمين من كل اصقاع الارض لكن تلك التنظيمات المدعومة تركيا منيت بهزائم مع تقدم الجيش السوري الذي تمكن مؤخرا من السيطرة على منطقة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة ادلب اخر معاقل التنظيمات المسلحة.
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" بإدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
كما تورطت تركيا في تازيم الوضع في سوريا بتنفيذ اجتياح في اكتوبر/تشرين الاول استهدف المناطق الكردية ما تسبب في ازمة حقيقية للاجئين السوريين.
وتطرق أونال إلى الأوضاع السائدة في ليبيا، مبينا أن أنقرة تبذل جهودا مضاعفة من أجل إحلال وقف إطلاق نار دائم وإيجاد حل سياسي في هذا البلد.
لكن تصريح المسؤول التركي يناقض التقارير الدولية التي تؤكد تورط تركيا في نقل مرتزقة من سوريا الى ليبيا في اطار دعم قوات حكومة الوفاق والميليشيات الموالية لها في مواجهة الجيش الوطني الليبي الذي يحاول استعادة طرابلس ومواجهة حالة الفوضى.
وشكلت تركيا جزء من الازمة في ليبيا بعد توقيعها مذكرة تفاهم مع حكومة السراح تقضي اساسا بنشر قوات تركية في ليبيا وترسيم الحدود البحرية بين البلدين ما اثار حفيظة دول في المنطقة.
وتحدت انقرة مخرجات مؤتمر برلين بعد ارسالها بارجتين حربيتين وسفينة شحن لنقل المعدات العسكرية الى ليبيا اضافة الى انزال جنود اتراك ومرتزقة ما اثار حفيظة فرنسا حيث ندد الرئيس ماركون الاربعاء بكل تلك الخروقات.

وفيما يخص اغتيال الولايات المتحدة الأميركية لقائد فيلق القدس قاسم سليماني مطلع الشهر الجاري، أكد أونال أن هذه العملية أدت إلى ارتفاع حدة التوتر في المنطقة متناسيا دول سليماني في توتير الاوضاع عبر تنفيذ عمليات عسكرية ضد دول في المنطقة ودعم مجموعات متمردة سواء في اليمن او العراق او سوريا او في لبنان.
وأكد المسؤول التركي أنه لا يمكن قبول الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترا مقابل تحسن العلاقات مع ايران.
واغتالت واشنطن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والقيادي في "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد في 3 يناير/كانون الثاني الجاري.
وردت إيران، بعدها بخمسة أيام، بإطلاق صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين تستضيف جنودا اميركيين في شمالي وغربي العراق.
وأثارت المواجهة العسكرية الأميركية الإيرانية غضبا شعبيا وحكوميا واسعا في العراق، وسط مخاوف من تحول البلد إلى ساحة نزاع مفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك قبل أن تتراجع حدة التوتر في الأيام الماضية.