مهرجان برلين يتذكر عالم الأدب قبل الثورة الرقمية في فيلم
برلين - سينطلق مهرجان برلين في نسخته السبعين بالفيلم الكندي الأيرلندي "مي سايلنير يار" عن قصة كاتبة شابة تعمل كمساعدة بوكالة ناجحة للأعمال الأدبية لتتولى مسؤولية الرد على خطابات المعجبين.
وينطلق المهرجان المرموق في العاصمة الألمانية في العشرين من شهر فبراير/شباط.
ويوثق الفيلم الكندي ملامح عالم الأدب في نيويورك قبل الثورة الرقمية.
ومن المتوقع أن تحضر بطلة الفيلم سيغورني ويفر العرض الأول للفيلم في أولى أيام المهرجان.
ورصعت عشرات الأفلام مسيرة سيغورني ويفر وقد لعبت دور العالمة والطبيبة، كما لعبت أدواراً كوميدية ودرامية مختلفة في عدة أعمال تلفزيونية.
وجددت طاقتها وشهرتها عندما اختارها جيمس كاميرون لتأدية أحد الأدوار الرئيسية في "أفاتار"، الفيلم الذي قدمه سنة 2009 وأوصله إلى أعلى قمّة بين الإيرادات في تاريخ السينما.
ومن اشهر ما قالته ويفر الممثلة ذائعة الصيت "أمثل شخصيات أقوى مني وتعرف اتجاهاتها في الحياة جيداً".
وسيتولى الممثل البريطاني جيرمي أيرون رئاسة لجنة التحكيم الدولية للمهرجان، ليكون المسؤول النهائي عن تحديد الفائزين بالدب الذهبي بالمهرجان.
وشارك الممثل الحاصل على جائزة الأوسكار مؤخرا في بطولة سلسلة الأبطال الخارقين Watchmen.
سحب منظمو مهرجان برلين السينمائي جائزة "ألفريد باور" المرموقة بعد الكشف عن أن باور، مديره المؤسس، كان مسوؤلا نازيا رفيع المستوى.
وقال منظمون على صفحتهم في فيسبوك قبل انطلاق المهرجان في 20 شباط/فبراير، إن التحقيق الذي أجرته صحيفة "دي تسايت" اليومية أضاء على مكانة باور الرفيعة في الحزب النازي.
وأشار المنظمون إلى تقرير نشر الأربعاء في الصحيفة "يلقي ضوءا جديدا على دور ألفريد باور، أول مدير لمهرجان برلين السينمائي الدولي، في سياسة أفلام النازيين".
وأضافوا أن التقرير يظهر أن باور "شغل مناصب مهمة في عهد النازية. وفي ضوء هذه النتائج الجديدة، سيعلق المهرجان جائزة "الدب الفضي ألفريد باور برايز" على الفور".
وتابعوا "نرحب بالبحث ونشره… وسننتهز الفرصة لبدء بحث أعمق حول تاريخ المهرجان بدعم من خبراء خارجيين".
وقد أجرت الصحيفة بحثا مضنيا في الأرشيف الوطني، ومن بين الحقائق التي اكتشفتها، وجدت أن باور الذي ترأس المهرجان من العام 1951 حتى العام 1976، احتل مرتبة عالية في مديرية الرايخ للأفلام.
ووجدت الصحيفة الأسبوعية أيضا، وفق الوثائق التي تعود إلى الحقبة النازية، أن باور كان ينتمي إلى الحزب النازي وكان عضوا ناشطا في "فرقة العاصفة"، الجناح شبه العسكري للحزب في مرحلة سعيه إلى السلطة.
وباور الذي توفي في 1986 وهو العام الذي أسست الجائزة التي تحمل اسمه، لعب دورا رئيسيا في مراقبة الممثلين والمنتجين وغيرهم من العاملين في صناعة السينما.
وبعد الحرب العالمية الثانية، سعى باور إلى محو كل آثار ماضيه النازي وفقا للصحيفة، حتى أنه قال إنه قاوم النظام.
وكواحد من المهرجانات الأهم بالعالم، من المتوقع أن تزيد المشاركة النسائية هذا العام في برلين السينمائي. بعد أن تعهد المدير السابق للمهرجان بتحقيق مزيدا من المساواة.
ومن المؤكد مشاركة المخرجة البولندية الكبيرة أغنيسكا هولاند لحضور العرض الأول لفيلمها الأخير Charlatan.
واقيمت الدورة السابقة من مهرجان برلين السينمائي بين 7 و17 شباط/فبراير 2019، وقد أظهر المهرجان في دورته الأخيرة في فبراير/شباط أن الفعاليات الفنية مرآة تعكس قضايا الساعة.
ولطالما واكب هذا المهرجان منذ إنشائه آخر المستجدات ولم تغب عنه جدالات الساعة.
واكتست دورة العام 2019 من المهرجان صبغة سياسية قوية، مع دعوات موجهة إلى المخرجين المعارضين الإيراني جعفر بناهي والروسي كيريل سيريبرينيكوف وأفلام تناولت أخبار الساعة وشخصيات بارزة.
قال الناقد السينمائي جان-ميشال فرودون إن "السينما تواكب الحساسيات السياسية المعاصرة ويسعى المهرجان إلى تعظيم أثرها وتقديم الدعم للفنانين الملاحقين في بلدانهم".
وترأست الممثلة الفرنسية الشهيرة جولييت بينوش الحائزة جائزة أوسكار لجنة تحكيم مهرجان برلين في دورته السابقة.
وقد مثلت بينوش في أكثر من 70 فيلما منذ انطلاق مسيرتها السينمائية في 1983 مع فيلم "ليبرتي بيل" لباسكال كاين.
ونالت الممثلة في مسيرتها الزاخرة بالأعمال في السينما الأوروبية والأميركية على السواء، جائزة أوسكار عن دورها في فيلم "ذي إنغلش بايشنت" في 1996.
كذلك نالت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان للفيلم في 2010 عن تأديتها دور البطولة في فيلم "سيرتيفايد كوبي" للمخرج الإيراني الراحل عباس كياروستامي.
وآخر أعمالها التي عرضت في مهرجان برلين السينمائي هو "نادي كييري لا نوتشه" (إندلس نايت) لإيزابيل كوشيت.