ليبرمان يتهم رئيس الموساد بزيارة قطر لدعم حماس

رئيس الموساد وقائد رفيع في الجيش الإسرائيلي يزوران الدوحة لطلب مواصلة دعمها المالي لحركة حماس.

تل أبيب - كشف زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان أن رئيس الموساد يوسي كوهين زار العاصمة القطرية الدوحة أوائل فبراير الجاري لطلب مواصلة النظام القطري دعم حركة حماس الفلسطينية وذلك بتكليف من رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية السبت عن ليبرمان قوله إن نتنياهو قد أرسل كوهين وقائد القيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي "لحث القطريين على مواصلة تحويل الأموال إلى حماس".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق للقناة الـ 12 للتلفزيون الإسرائيلي إن "قطر غاضبة من حماس وكانت تريد قطع كل العلاقات معها"، مشيرا إلى إن نتنياهو "ظهر فجأة كمدافع" عن الحركة التي تسيطر على قطاع غزة "كأنها منظمة بيئية".

وأضاف أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته "يضغط على القطريين لمواصلة "الدعم المالي" لحماس، مشيرا إلى أن القطريين كانوا يعتزمون وقف التمويل في 30 مارس.

واعتبر ليبرمان الذي كان اليد اليمنى لنتنياهو قبل أن يتحول إلى منافسه، سياسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته أنها بمثابة "الاستسلام للإرهابيين" دون أن يذكر سبب قطع قطر تمويلها لحماس.

 وتأتي تصريحات ليبرمان الذي سبق وأن رفض المشاركة في حكومة يرأسها نتنياهو، بعد انتخابات نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر من العام الماضي، قبل أيام من إعادة انتخابات الكنيست التي ستجري في الثاني من مارس/آذار المقبل، وهي الانتخابات البرلمانية الثالثة التي تجرى بإسرائيل في أقل من عام.

وطالما كان ليبرمان الذي يعرف باسم "صانع الملوك" في إسرائيل صاحب القول الفصل حول هوية وملامح الحكومة، حيث يسعى حاليا لتشكيل ائتلاف إسرائيلي مع حزب "أزرق أبيض" الذي يتزعمه بيني غانتس لتشكيل حكومة وطنية ليبرالية تنتهي بإقصاء نتنياهو.

واعتبر ليبرمان في تصريحه الأخير أن نتنياهو ينافس "ليس من أجل تشكيل حكومة وإنما إبرام صفقة مع الادعاء العام"، مشيراً إلى أنه "يٌجري اتصالات لإبرام صفقة قبل الانتخابات".

وأكد زعيم "إسرائيل بيتنا" أن "كل منافسات نتنياهو هي لتحسين وضعه بين 2 و17 آذار/مارس المقبل وإنهاء وضعه القانوني مع الحد الأدنى من الأضرار"، معتبراً أنه "حان الوقت لأن ينهي نتنياهو حياته السياسية".

يذكر ان نتنياهو يسعى لتعزيز فرصه لتشكيل الحكومة المقبلة حتى يتمكن من ضمان الحصانة لمواجهة ملفات الفساد أمام المحاكم الإسرائيلية.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن زيارة كوهين وهاليفي بطلب من نتنياهو استغرقت حوالى 24 ساعة في الدوحة، حيث التقيا مع المبعوث القطري إلى قطاع غزة محمد العمادي ومستشار الأمن القومي القطري محمد بن أحمد المسند.

وكانت اللجنة القطرية لإعمار غزة قد أعلنت في ديسمبر الماضي أنها ستواصل إمداد قطاع غزة بالمساعدات حتى أواخر مارس المقبل على الأقل.

والجمعة، قال محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة، إن لجنته ستقوم بزيادة مساعداتها النقدية لقطاع غزة لشهر فبراير/شباط الحالي.

وقالت اللجنة إن "زيادة عدد الأسر المستفيدة من المساعدات النقدية في غزة لشهر فبراير/شباط الحالي ستصبح 120 ألف أسرة مستورة ومتعففة بواقع 100 دولار لكل عائلة".

وأعلن العمادي عن عدد من المشاريع، منها إقامة المستشفى المركزي في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، بتكلفة 24 مليون دولار، ومشروع زواج لـ500 شاب، وبذل الجهود مع كافة الأطراف من أجل حل مشكلة الكهرباء بغزة.

ويتدفق المال القطري إلى قطاع غزة لتمويل حركة حماس تحت عنوان المساعدة المالية لموافقة الإسرائيليين رغم اعتراض السلطة الفلسطينية على الجانب الإجرائي.

وعادة ما تثير الأموال القطرية لغزة غضب المسؤولين الفلسطينيين في الضفة الغربية بسبب تجاهل الدوحة للسلطة الفلسطينية والتنسيق مع إسرائيل وحركة حماس فقط.

وترى السلطة الفلسطينية أن استمرار تدفق المال القطري على غزة، يشكل دعما لحركة حماس وليس مساعدة لأهالي القطاع المحاصر منذ 2006، فيما سبق أن اتهم مسؤولون فلسطينيون الدوحة بمحاولة دعم طرف على حساب طرف آخر والتشويش على الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

والسبت وجهت حماس شكرها لقطر على جهودها المقدمة لدعم القطاع. وقال خليل الحية، القيادي في الحركة، في بيان وصل إن "استمرارا لجهود ودور قطر المقدرين في دعم صمود شعبنا، تلقينا باحترام بالغ وتقدير عالٍ القرار القطري بتخصيص مبالغ لمشاريع جديدة لدعم صمود الشعب الفلسطيني والقطاع".
وأضاف "نعبر عن خالص الشكر والعرفان لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولدولة قطر قيادة وشعبا لهذا الموقف الكريم".

وتابع "هذا الموقف يأتي امتدادا للمواقف القومية الثابتة لدولة قطر تجاه الشعب الفلسطيني على المستوى المادي والسياسي في مختلف المحافل الدولية، والوقوف إلى جانب حقوقه المشروعة".
واتجهت الدوحة مؤخرا في التعامل مع إسرائيل على الملأ وبشكل مباشر بعد أن كانت تنسق في السر مع قادة القرار فيها، في خطوة اعتبرت تمهيدا لتطبيع العلاقات مع تل أبيب خصوصا بعد إعلان الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بـ"صفقة القرن" والتي أفادت تقارير عن مشاركة قطر في صياغة بعض بنودها في الخفاء.

والأسبوع الماضي، أثارت مشاركة طبيبة إسرائيلية في مؤتمر طبي دولي أقيم في مستشفى قطري، ردود فعل غاضبة لدى عدد من القطريين والعرب الذي اتهموا الدوحة بانتهاج أسلوب تطبيع علاقاتها مع إسرائيل تدريجيا لتتجاوز الاجتماعات السياسية السرية بين المسؤولين القطريين والإسرائيليين وتشمل المجالات الاقتصادية والرياضية والإعلامية علنا.