أردوغان يصر على حشر تركيا في المستنقع السوري

انقرة - رغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها القوات التركية في سوريا يصر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على التوغل اكثر في المستنقع السوري بحجة ان ادلب جزء من الامن القومي لأنقرة.
وفي هذا الاطار قال أردوغان، إنه طالب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بتنحي روسيا جانبا وإفساح المجال أمام تركيا لمواجهة نظام الأسد في سوريا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي السبت، أثناء مشاركته في لقاء مع نواب حزبه "العدالة والتنمية" في إسطنبول.
وذكر أردوغان أن تركيا لم تتدخل في سوريا بناءً على دعوة من نظام الأسد وإنما استجابةً لطلب الشعب السوري، وأنها ليست لديها نية بالخروج ما دام شعبها يطالبها بالبقاء.
ويظهر من هذه التصريحات ان اردوغان مصر بشكل كبير على البقاء في سوريا رغم الخسائر التي تكبدها مؤخرا بمقتل 34 جندي بقصف جوي لكنه يثبت في نفس الوقت ان انقرة لا يمكنها الخروج من المستنقع بتلك السهولة بعد ان تورطت لسنوات في دعم المجموعات الجهادية والمتطرفة.

وشدد اردوغان على أن تركيا لا تسعى إطلاقا لمغامرة في سوريا أو توسعة حدودها، وأكد عدم وجود أي مطامع في نفط أو أراضي سوريا، إنما جُل هدفها ضمان أمنها القومي عبر إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا.
ولفت أردوغان إلى أن الأزمة في إدلب جرى حبكها بهدف التضييق على تركيا، وأن الهدف الرئيسي من هذا السيناريو هو تركيا وليس سوريا.

ويرى اردوغان في نظرية المؤامرة الخارجية وسيلة سهلة لرمي مسؤوليته في توريط انقرة في الصراع السوري حيث يتخوف الرئيس التركي من ان تستغل المعارضة ملف ارتفاع عدد القتلى من الجنود في صراعها السياسي مع نظامه.
وحول اتصاله مع بوتين عقب مقتل الجنود الاتراك أفاد اردوغان "قلت لبوتين: ماذا تفعلون هناك؟ إذا كنتم تريدون إنشاء قاعدة، لكم ذلك، لكن ابتعدوا من طريقنا واتركونا لوحدنا مع النظام".
لكن روسيا لن تستجيب بكل سهولة لدعوة اردوغان بالانسحاب من سوريا خاصة وان لموسكو مصالح في البلاد وفي المنطقة.
وفي تحدي واضح لموسكو أضاف اردوغان أن القوات المسلحة التركية، دمرت مستودعا كيميائيا للنظام السوري مساء الجمعة، وعلّق قائلًا: "لم نرغب بالوصول لهذه النقطة، لكن النظام أجبرنا على معاملته بهذه الطريقة".
وأعلن أردوغان مقتل أكثر من 2100 عنصرا من قوات النظام السوري وتدمير نحو 300 آلية تابعة له.
وأكد على أن تركيا تواصل جهودها لإنشاء منطقة آمنة فعليا بعمق 30 كيلو مترا، على طول حدودها المشتركة مع سوريا.