تهديد روسي مبطن للطيران التركي فوق ادلب

موسكو تبلغ انقرة بانها غير قادرة على ضمان سلامة الطائرات التركية بعد اعلان دمشق عن اغلاق المجال الجوي للمنطقة الشمالية الغربية.

موسكو - نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها الأحد أن موسكو لا تستطيع ضمان سلامة الطائرات التركية التي تحلق فوق سوريا بعد أن أعلنت دمشق أنها أغلقت مجالها الجوي فوق منطقة إدلب.
وأصدرت الوزارة هذا التحذير بعد أن أسقطت تركيا طائرتين حربيتين سوريتين فوق إدلب الأحد وقصفت مطارا عسكريا يبعد عن خطوط مواجهتها في تصعيد كبير لعملياتها العسكرية بعد مقتل عشرات من الجنود الأتراك الأسبوع الماضي.
ونقلت تاس عن الأميرال أوليغ غورافليف قوله "في هذه الظروف لا تستطيع قيادة القوة العسكرية الروسية ضمان سلامة الرحلات الجوية التركية في أجواء سوريا".
وبعد أسابيع من التوتر في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، أعلنت أنقرة أنّها تقود عملية سمتها "درع الربيع" ضدّ نظام الرئيس بشار الأسد.
ومساء الأحد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 19 جنديا سوريا "في قصف لطائرات مسيرة تركية طال رتلاً عسكرياً في منطقة جبل الزاوية ومعسكراً قرب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي".
وفي وقت سابق من الأحد، أعلن مصدر عسكري سوري "إغلاق المجال الجوي لرحلات الطائرات ولأي طائرات مسيرة فوق المنطقة الشمالية الغربية من سوريا، وبخاصة فوق محافظة إدلب".
وأعلنت وكالة "سانا" مساء أن الجيش السوري أسقط الأحد "ثلاث طائرات مسيرة تابعة للنظام التركي"، بعدما كانت أفادت صباحاً عن إسقاط أول طائرة، الأمر الذي أكده المرصد السوري ووزارة الدفاع التركية.
ويأتي إعلان الجيش السوري إغلاق مجاله الجوي غداة مقتل 26 عنصراً من جنوده جراء استهداف طائرات مسيرة تركية مواقع عسكرية عدة في ريفي إدلب وحلب، وفق المرصد.

انقرة لا تريد مواجهة مع موسكو في سوريا

وبينما يتدهور الوضع في سوريا، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي اكار أنّ أنقرة لا تريد مواجهة موسكو، الحليف القوي للنظام السوري.
وقال إنّ هدف الهجوم التركي "وضع حد لمجازر النظام ومنع موجة هجرة".
وكثّفت تركيا منذ السبت استهدافها مواقع تابعة للنظام السوري عبر غارات تشنها طائرات مسيّرة، لكنها المرة الأولى التي تعلن فيها رسمياً أنّ تحركاتها تندرج في خانة عملية شاملة.
وبدأت العملية التركية عقب مقتل 33 جندياً تركيا في غارات جوية نسبت إلى النظام السوري، في أشد خسارة تتعرض لها أنقرة منذ دخولها العسكري المباشر إلى الميدان السوري في 2016.
وقتل نحو 90 جنديا سورياً ومقاتلون يتبعون جماعات موالية لدمشق في الضربات التي شنتها أنقرة يومي الجمعة والسبت، بحسب المرصد.
وتشن قوات النظام السوري بدعم روسي منذ كانون الأول/ديسمبر هجوماً واسعاً ضد مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى وتنتشر فيها قوات تركية في محافظة إدلب وجوارها.
إلا أنّ هذا الهجوم أدى إلى حدوث توتر بين أنقرة وموسكو. فرغم أنّ تركيا تدعم بعض الجماعات المعارضة في مقابل دعم روسيا للنظام، فإنّ الدولتين عززتا تعاونهما في الملف السوري على مدار الأعوام الماضية.
والسبت، دعا الرئيس التركي نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى "الابتعاد من طريق" تركيا في سوريا، وتوعد نظام دمشق بـ"دفع ثمن" هجماته.
وأعرب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأحد عن "الأمل" في عقد لقاء بين بوتين وإردوغان الخميس أو الجمعة.
وقال "سيكون بلا شك لقاء صعبا، ولكن الرئيسين يؤكدان رغبتهما في حل الوضع في إدلب. وهذا مهم".