بلطجة أردوغانية داخل البرلمان التركي

ارتفاع حصيلة قتلى الجيش التركي في ادلب يفجر سجالات واشتباكات بالأيدي بين النواب في البرلمان التركي وسط تحذيرات من الغرق في المستنقع السوري.
نواب العدالة يعتدون على نائب معارض انتقد أردوغان
اشتباكات ولكمات في البرلمان التركي مع تفاقم الخسائر في ادلب
نائب معارض يتهم أردوغان بعدم احترام جنود أتراك قتلوا في ادلب

أنقرة - شهد البرلمان التركي الأربعاء جلسة متوترة بين نواب المعارضة ونواب حزب العدالة والتنمية الحاكمة سرعان ما تحولت إلى عراك واشتباك بالأيدي بعد أن اعتدى النواب عن حزب الرئيس رجب طيب أردوغان على نائب من حزب الشعب الجمهوري بعد أن وجه انتقادات حادة لأردوغان واتهمه باهانة الجنود الأتراك الذين قتلوا في ادلب وتوريط تركيا في صراع خارجي لا طائل منه.

وأظهر مقطع فيديو للواقعة انضمام عشرات النواب إلى الشجار حيث صعد بعضهم فوق الطاولات أو سددوا اللكمات بينما حاول آخرون إنهاء الشجار.

واتهم النائب انجين أوزكوك من حزب الشعب الجمهوري المعارض أردوغان خلال مؤتمر صحفي ثم في تغريدات على تويتر بعدم احترام الجنود الذين لقوا حتفهم الأسبوع الماضي في إدلب بسوريا.كما اتهمه بعدم التحلي بالمسؤولية لإرساله القوات إلى صراع دون غطاء جوي، فيما ندد رئيس البرلمان مصطفى شنطوب بتصريح النائب المعارض.

وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن الادعاء في أنقرة فتح تحقيقا في اشتباه بإهانة الرئيس، وهي تهمة تشرها أجهزة أردوغان ضد خصومه ومعارضيه لتكميم أفواههم أو إقصائهم.

وقد يدفع حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يهيمن على البرلمان والقضاء الذي يتهمه البعض بالموالاة للرئيس التركي، إلى رفع الحصانة البرلمانية عن النائب من حزب الشعب الجمهوري بتهمة اهانة أردوغان.

ويسود الشارع التركي حالة من التململ حيث يشعر معظم الأتراك بأن أردوغان يضحي بأبنائهم في معركة لا فائدة منها في سوريا وتعاظم هذا الشعور مع ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف القوات التركية في ادلب.

ويعتبر شهر فبراير/شباط الأسوأ بالنسبة للقوات التركية في سوريا مع تكبدها أكبر الخسائر في الأرواح والعتاد، وهو ما يسيء لصورة الجيش التركي الذي يعتبر من بين أقوى الجيوش في المنطقة.

النائب إنجين أوزكوك تعرض للاعتداء من نواب عن حزب أردوغان
النائب إنجين أوزكوك تعرض للاعتداء من نواب عن حزب أردوغان

وتأتي الاشتباكات بالأيدي بين النواب فيما قتل جنديان تركيان في ادلب ما يرفع حصيلة القتلى في صفوف الجيش إلى 39 في أقل من أسبوع ونحو 60 في الأسابيع الأخيرة وهي حصيلة ثقيلة قد تفجر أزمة في تركيا التي باتت تشعر بوطأة التدخل في كل من سوريا وليبيا.

وسبق أن حذرت مصادر من المعارضة من الغرق في المستنقعين السوري والليبي، حيث فتح أردوغان جبهة مواجهة أخرى فيما تئن تركيا تحت وطأة أزمة اقتصادية ومشاكل داخلية كان أبرزها الاضطرابات التي لا تهدأ في قيمة الليرة التي هوت مرارا إلى مستويات مقلقة بفعل التدخلات الخارجية.