الزمالك يجرد الترجي من لقب دوري الأبطال في عقر داره
رادس (تونس) - جرد الزمالك المصري مضيفه الترجي التونسي من لقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم الذي أحرزه الأخير في الموسمين الماضيين، برغم خسارته أمامه صفر-1 اليوم الجمعة على الملعب الأولمبي في رادس في إياب الدور ربع النهائي.
وعلى الرغم من الهدف المبكر الذي سجله في الدقيقة الخامسة من ركلة جزاء نفذها الجزائري بلال بن ساحة، عجز الترجي عن مواصلة الحلم بأن يصبح أول فريق يتوج باللقب ثلاث مرات وتعويض خسارته ذهابا على أرض منافسه المصري 1-3.
وأقيمت المباراة في أجواء مشحونة وخاضها حامل اللقب بغيابات كثيرة نتيجة العقوبات القاسية التي فرضها عليه الاتحاد القاري ("كاف") على خلفية أحداث شهدتها مباراة الذهاب.
وأوقفت اللجنة التأديبية للكاف المدرب معين الشعباني ومساعده مجدي تراوي أربع مباريات مع غرامة مالية للأول بقيمة 20 ألف دولار بسبب "سلوكه العدواني واستخدامه كلمات مهينة لحكام المباراة"، وللثاني 50 ألف دولار بسبب "سلوكه العدواني تجاه الحكام واستخدامه كلمات وتهديدات عدوانية"، وقائد الفريق خليل شمام لست مباريات وغرامة 40 ألف دولار بسبب كلمات مهينة والبصق على الحكام المباراة، والجزائري عبد الرؤوف بن غيث لأربع مباريات مع غرامة 20 ألف دولار "لاستخدامه كلمات عدوانية بحق الحكام".
وشهدت مباراة الذهاب احتجاجات كثيرة للاعبي الترجي على الحكم المغربي رضوان جيد خصوصا عقب تسجيل الزمالك للهدف الثاني عبر المهاجم المغربي أشرف بن شرقي في الدقيقة 71، خصوصا شمس الدين الذوادي الذي شد الحكم من قميصه وإيهاب المباركي الذي قام بدفعه، وقام عقب تلك الاحتجاجات بطرد اللاعب محمد علي بن رمضان (73).
ونجح الزمالك الجمعة في الخروج من هذه المواجهة المشحونة منتصرا، على غرار ما فعل في 14 شباط/فبراير الماضي حين أحرز الكأس السوبر الإفريقية في الدوحة على حساب الترجي بالفوز عليه 3-1.
"ليفز الفريق الأفضل"
وقال المدرب الفرنسي للزمالك باتريس كارتيرون الذي خسر للمرة الثانية كمدرب أمام الترجي في سبع مواجهات سابقة، "أعتقد ان تأهلنا جاء مستحقاً إذ استطعنا إقصاء البطل في النسختين السابقتين"، مضيفا "لعبنا من دون عقد وبشجاعة وكثافة عددية، برغم أننا صعبنا الأمور على أنفسنا بعد تلقينا الهدف، لكن كان بإمكاننا التسجيل من المرتدات إلا ان الروح الانتصارية للاعبي الزمالك كانت حاسمة وأثمرت عن التأهل".
وأردف "لم يكن من السهل التغلب على الترجي لكننا جئنا الى رادس بطموح التأهل والذهاب الى أبعد الحدود في المسابقة، وكنا نخشى من الترجي الذي يجيد دوما استغلال عاملي الأرض والجمهور وهذا ما اثر على الأداء حيث أننا عانينا من الناحية البدنية أيضاً".
وعن الدور نصف النهائي، قال كارتيرون "لا شك أننا سنواجه نادياً كبيراً له الباع الكبير في المسابقة، الرجاء يعد من أبرز الفرق في القارة هذا الموسم ويمتلك كل مقومات البطل، كما أن مازيمبي أحد عمالقة إفريقيا وفريق صعب المراس لاسيما على ملعبه وأنا أكن لكيلهما كل الاحترام إذ كنت جزء من كل منهما في فترة سابقة وليفز الفريق الأفضل".
وبما أن "ذهاب نصف النهائي سيقام خارج ملعبنا، فذلك سيكون سلاحا ذو حدين" بحسب كارتيرون.
وكانت الفرصة الأولى للفريق المصري وجاءت بعد مرور 20 ثانية فقط اذ سدد فرجاني ساسي من بعيد لكن معز بن شريفية كان يقظاً (1). ومن هجمة منسقة حاول العاجي ابراهيما واتارا ان يلعب كرة بينية الى بن ساحة، فارتطمت بيد محمود علاء ليحتسب الحكم الجزائري مصطفى غربال ركلة جزاء انبرى لها بن ساحة وسجلها في وسط المرمى (5).
ونال كل من مسجل الهدف وطارق حامد إنذارا من الحكم بسبب اشتباكهما.
وانحصر بعدها اللعب في وسط الملعب حيث أقفل كل فريق منطقته، وبالتالي كان صعباً للغاية وصول أي لاعب الى احد المرميين، وخرج الحارس المصري من منطقته وابعد الكرة بيديه خارج منطقة الجزاء ما أثار اعتراض لاعبي الترجي مطالبين بطرد الحارس (22).
وتواصل الحذر من الطرفين بعد الاستراحة، لكن أصحاب الأرض سرعان ما بدأوا بتشديد سيطرتهم النسبية على المجريات عبر انطلاقات الليبي حمدو الهوني السريع مع واتارا، في المقابل اعتمد كارتيرون على المرتدات السريعة ولاسيما بوجود الجناح المغربي بن شرقي.
وسدد الهوني كرة قوية من حدود منطقة الجزاء لكنها علت العارضة (49)، ثم سدد التونسي فرجاني ساسي من بعيد مرة أخرى ومرت الكرة بعيدة عن مرمى بن شريفية (59) الذي تألق في صد تسديدة بعيدة لبن شرقي (62).
وأشرك المدرب الموقت للتردي كمال القلصي محمد علي بن حمودة بدلاً من بن شوق ثم أخرج واتارا وأدخل الجزائري عبد الرحمن مزيان بغية تنشيط خط الهجوم، وكاد الهوني ان يضاعف غلة الترجي عندما سدد كرة قوية زاحفة أنقذها أبو جبل من على خط المرمى (69).
ولعب كارتيرون ورقة هجومية مهمة بهدف قتل المباراة عبر هدف التعادل، فأدخل الكونغولي كابونغو كاسونغو بدلاً من مصطفى محمد، لكن لم يتغير أي شيء في الدقائق الأخيرة حيث فرض لاعبو الزمالك أسلوبهم برابطة جأش، ونجحوا في إبقاء النتيجة على ما هي عليه وبالتالي انتزاع التأهل الى نصف النهائي.