قمع المرأة والدفاع عنها خلال يوم واحد في اسطنبول

السلطات التركية تفرق بالقوة مسيرة لمئات النساء في يوم المرأة العالمي في حين كان اردوغان يلقي خطابا لنفس المناسبة، يشيد فيه بسجل تركيا في مجال حقوق النساء.

اسطنبول - فرقت الشرطة التركية بالغاز المسيل للدموع حشدا ضم مئات النساء من القيام بمسيرة في وسط اسطنبول مساء الأحد بمناسبة يوم المرأة العالمي، وذلك بالتزامن مع خطاب للرئيس التركي رجب طيب اردوغان دافع فيه بشدة عن حقوق المرأة.
وتتعرض حكومة إردوغان لانتقادات على خلفية عدم جديتها في التصدي للعنف ضد النساء.
وشوهدت النساء على مشارف ميدان تقسيم وهن يحملن لافتات ويلوحن بالأعلام. وشكلت الشرطة طوقا بشريا لمنعهن من دخول شارع الاستقلال أكبر شوارع المشاة في وسط المدينة.
وقرر محافظ اسطنبول إغلاق محطة تقسيم إحدى محطات المترو وأجزاء من محطة أخرى قريبة وقال إنه سيتم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى الميدان.
وهتفت المشاركات شعارات نسوية ورفعن لافتات كتب علها "المتحولات جنسيا هن نساء"، و"لا يمكن مسامحة الاستغلال أو تبريره" و"عاش النضال النسوي".
وفي العام الماضي أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع في يوم المرأة العالمي لتفريق حشد نسائي تجمع لتنظيم مسيرة.

اردوغان يدافع عن حقوق المرأة على طريقته
اردوغان يدافع عن حقوق المرأة على طريقته

وقال مكتب محافظ اسطنبول في بيان ان "جميع الطرق المؤدية إلى ميدان تقسيم وشارع الاستقلال ستغلق لأن هذه الأماكن غير مسموح فيها بالتجمع والمظاهرات طبقا للقانون".
غير ان إردوغان قال في كلمة ألقاها خلال فعالية حكومية في إسطنبول ايضا وبمناسبة يوم المرأة "لا يمكن لأي مجتمع في العالم أن يكون صاحب مستقبل مشرق وهو يرى المرأة سلعة وليست بشرا ويضطهدها لجنسها".
وأضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة الاناضول الرسمية "حمدا لله لا يوجد مثل هذا التمييز في صميم إيماننا وثقافتنا".
لكن منذ تولي حزب العدالة والتنمية الاسلامي بقيادة ارودغان الحكم في 2003، ازداد التضييق على حقوق المرأة وسط اتهامات للسطات بالتمييز ضد النساء.
ولا يخفي اردوغان رغبته في اسلمة المجتمع والعودة عن القيم العلمانية التي تأسست عليها الجمهورية التركية، في حين يسعى الى تصوير نفسه كزعيم في العالم الاسلامي.
وغالبا ما تتصدر قضايا حقوق المراة عناوين الأخبار في تركيا لا سيما بعد تزايد جرائم قتل النساء.
وأثارت قضية مقتل التركية أمينة بولوت البالغة 38 عاما على يد طليقها وأمام طفلتها في مدينة كيركالي وسط تركيا في آب/أغسطس 2019 غضبا عارما.
وتقول جماعات حقوقية ان السلطات التركية تتهاون في معاقبة المتورطين في العنف ضد المرأة ولا تطبق القوانين في البلد الذي يشهد سنويا مقتل مئات النساء في جرائم عنف.
وفي عام 2019 قتلت نحو 474 امرأة في تركيا وفقا لجماعة حقوق المرأة "وي ويل ستوب فيميسايد". وفي العام 2018، كان هذا العدد 440 ضحية. أما في العام 2017، فقتلت 409 نساء.