تركيا تدفع لإفشال وقف النار في ليبيا
القاهرة - أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري الأحد أن تركيا تواصل إرسال مئات "الإرهابيين" إلى ليبيا، ما يعكس عدم التزام السلطات التركية بالهدنة المعلنة ويهدد بنسف جهود السلام في البلد الذي يعاني تداعيات الحرب المستمرة منذ 2011.
وقال المسماري في مؤتمر صحفي بالعاصمة المصرية القاهرة حول آخر المستجدات في ليبيا، إن "تركيا ترسل 400 إرهابي إلى ليبيا أسبوعيا على متن طائرات مدنية".
وأضاف أن "تركيا أرسلت إلى ليبيا 2000 مرتزقا بينهم عناصر من داعش وجبهة النصرة"، معلنا تمسك الجيش الليبي بطرد القوات التركية والميليشيات التي أحضرتها إلى الأراضي الليبية.
وكشف المسماري أن عدد الضباط والمستشارين الأتراك الذين اُرسلوا إلى ليبيا في مهمات دعم حكومة الوفاق في طرابلس بلغ نحو 1000.
وأشار من جانب آخر إلى أن حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج دفعت لقادة المرتزقة السوريين مبلغ مليون دولار أميركي مقابل مهمات القتال في ليبيا ضد الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر.
وقاد حفتر منذ أبريل/نيسان الماضي عملية عسكرية تهدف لتطهير العاصمة طرابلس من الميليشيات المتطرفة ونزع سلاحها.
وقال المسماري "نخوض اشتباكات عنيفة منذ 48 ساعة لمنع الميليشيات المسلحة من استغلال الهدنة المُعلنة وكثفنا غاراتنا الجوية من منطقة بوقرين حتى مصراتة ودمّرنا العديد من الأهداف العسكري واستهدفنا مواقع بقاعدة معيتيقة تابعة للجيش التركي ودمرناها بالكامل"، مشيرا إلى سقوط قتلى من العناصر التركية خلال الضربات الجوية على معيتيقة.
وأكد أن هذه العمليات تهدف إلى منع الميليشيات المتطرفة من استغلال وقف إطلاق النار والسيطرة على مناطق استعادها الجيش الوطني الليبي، مضيفا ان "العمليات الإرهابية في ليبيا تسير تحت قيادة شخص تركي يكنى بأبي الفرقان".
وكشف المسماري أنه خلال الـ72 الماضية تم رصد قيام قوات تركية بإنشاء محطات رادار ووحدات صواريخ في مصراتة مستغلة الهدنة في ليبيا.
وأعلن أن "عمليات الجيش لن تتوقف حتى إخراج كافة القوات التركية والمقاتلين الأجانب الذين تم جلبهم إلى ليبيا" .
وبحسب المسماري سيطر الجيش الوطني الليبي عن كل آبار النفط والغاز بكامل الأراضي الليبية.
وكان الجيش الوطني الليبي قد حذر الخميس من قيام القوات التركية بخرق الهدنة ووقف إطلاق النار وذلك بالتحشيد شرق مصراتة.
وأكد المسماري أن تحركات الجيش الليبي جاءت بعد استطلاعات رصدت تعزيزات عسكرية تركية تدعم الميليشيات شرق مصراتة وقيام القوات التركية بتركيب تقنيات عسكرية تشمل محطات صواريخ ورادارات، حيث تم تدميرها على الفور من قبل.
ويثير التدخل التركي العسكري في ليبيا توجسا دوليا من الدور الخطير التي تلعبه تركيا غي الملف الليبي بمساندتها لميليشيات التي تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق الليبية التي يسيطر عليها الإخوان.
وأرسلت تركيا منذ إعلانها التدخل عسكريا وبشكل رسمي في ليبيا في يناير/الماضي مرتزقة من سوريا وأسلحة وعتاد وطائرات بدون طيار لمساندة حكومة الوفاق والجماعات المسلحة التي تقاتل إلى جانبها في طرابلس.
ومثّل إرسال المرتزقة إلى ليبيا خرقا لتعهدات مؤتمر برلين وتأكيدا على استمرار التدخلات الأجنبية في ليبيا رغم إدانة القوى الإقليمية والدولية لهذه الممارسات وخطورتها على أمن واستقرار البلد.
في منتصف فبراير/شباط الماضي بدأ الاتحاد الأوروبي مراقبة تطبيق حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا والذي يتم انتهاكه بشكل متكرر من قبل تركيا، كما يتوجس الأوروبيون من خطر تسلل الإرهابيين والمقاتلين الذين ترسلهم أنقرة إلى طرابلس نحو أراضيهم القريبة من السواحل الليبية التي تشهد موجات كبيرة من الهجرة غير الشرعية.
واعترف أردوغان للمرة الأولى نهاية فبراير/ شباط الماضي بوجود مقاتلين سوريين موالين لأنقرة في ليبيا إلى جانب عناصر التدريب الأتراك.
وسبق وأن حذر الجيش الوطني الليبي تركيا من "تدخلها في الشأن الليبي ودعمها للجماعات الإرهابية وتسليحهم لقتل الشعب الليبي".
كما انتقد ماكرون أواخر يناير/كانون الثاني الماضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب تدخله في ليبيا، قائلا إن "تركيا أخلّت بتعهدات اتفاق برلين"، مشيرا إلى أن باريس رصدت سفنا تركية تنقل مرتزقة إلى ليبيا.