طالبان وواشنطن تبحثان في الدوحة آليات تطبيق اتفاق السلام
الدوحة - بحث مسؤولون أميركيون كبار مع قادة حركة طالبان الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة، تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة بين الطرفين في فبراير/شباط الماضي.
وقال سهيل شاهين المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة، إن وفدها بقيادة الملا برادار نائب زعيم طالبان التقى في وقت متأخر الإثنين، مع الممثل الأميركي الخاص للمصالحة الأفغانية، زلماي خليل زاد والجنرال سكوت ميلر قائد القوات الأميركية في أفغانستان بحضور وزير الخارجية نائب رئيس مجلس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
وقال شاهين في بيان، إنه جرى خلال الاجتماع "الحديث عن تنفيذ كامل لبنود الاتفاق ومعضلة تأجيل إطلاق سراح السجناء"، مضيفا أنه جرى أيضا بحث انتهاك بنود الاتفاقية والقضايا الأخرى.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت أمس الاثنين في بيان إن خليل زاد سيلتقي ممثلي طالبان لبحث التحديات الحالية في تنفيذ الاتفاق بين الحركة والولايات المتحدة. وفي 5 ابريل/نيسان هددت طالبان باستئناف هجماتها على نطاق واسع ما لم يتم احترام اتفاق السلام.
وقالت طالبان في بيانها "نحترم اتفاق السلام. ومع ذلك فإن الجانب الأميركي ومؤيديه العسكريين الداخليين والخارجيين يستهدفون السكان المدنيين ومراكز طالبان التي ليست حتى في ساحة المعركة".
وأضافت أن عملية الإفراج عن 5000 سجين تأجلت أيضا بسبب حجج الحكومة الأفغانية التي وصفتها بـ"الواهية.
وتطالب طالبان بإطلاق سراح 5 آلاف سجين من مسلحيها، مقابل إفراجها عن ألف أسير من قوات الأمن والمسؤولين الأفغان وهذا ما تم التوصل إليه في اتفاق السلام.
وتصر الحكومة الأفغانية على إطلاق سراحهم على مراحل إلى جانب وقف إطلاق النار وإجراء محادثات مباشرة بين الأفغان.
وجاءت المحادثات التي عقدت رغم جائحة فيروس كورونا العالمية في أعقاب إحراز بعض التقدم بشأن الإفراج عن السجناء حيث أفرجت كابول عن نحو 300 من معتقلي الحركة في حين أطلقت طالبان سراح دفعة أولى من سجناء الحكومة.
وكان الخلاف بشأن الإفراج عن السجناء وزيادة الهجمات من جانب طالبان وقضايا أخرى قد جمد الجهود التي تقودها واشنطن لإنهاء أطول الحروب الأميركية وعقود من الصراع في أفغانستان.
وكانت طالبان قد اتهمت الأسبوع الماضي الولايات المتحدة بانتهاك الاتفاق من خلال دعم عمليات لقوات الأمن الأفغانية في بعض المناطق بالبلاد وحذرت من أن أي دعم من هذا النوع سيعرض الاتفاق للخطر.
ولم يصدر أي تعليق من وزارة الخارجية الأميركية التي كانت قد أعلنت في وقت سابق أن خليل زاد سيجتمع مع مسؤولين من طالبان لبحث "التحديات الراهنة في تنفيذ الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان".