كورونا يخترق ورشات مونديال قطر، وبلاتر يلمّح لسحب التنظيم
الدوحة - أعلنت قطر الاربعاء عن أولى الاصابات بفيروس كورونا المستجد، لعمال في ورش بناء ملاعب مونديال 2022 في كرة القدم، في وقت تعاود فيه شبهات الفساد حول منحها حق الاستضافة البروز مع تلميح السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق لإمكانية سحب تنظيم البطولة منها.
وكانت الدولة الخليجية أعلنت عن اصابة 3711 شخصا بفيروس كورونا ووفاة 7 منهم منذ 6 آذار/مارس الماضي، لكن هذه المرة الاولى يكشف فيها عن اختبارات ايجابية في مواقع كأس العالم.
وقالت اللجنة العليا للمشاريع والارث في بيان "أكدت اللجنة العليا للمشاريع والارث ان اثنين من الموظفين العاملين لدى مقاول في مشروع استاد الثمامة جاءت نتيجة اختباراتهما ايجابية".
تابعت "بالاضافة الى ذلك، جاءت ايجابية فحوص عامل في مشروع استاد الريان واثنين في مشروع استاد البيت".
وتقوم قطر ببناء سبعة ملاعب جديدة لاستضافة المونديال الاول في الشرق الاوسط، الى تأهيل وتطوير استاد خليفة.
وتقوم اللجنة العليا بمتابعة ارشادات وزارة الصحة للاستجابة للحالات، فيما سيستمر المصابون بالحصول على رواتبهم ورعاية صحية مجانية بحسب ما اضاف البيان.
ومن المقرر ان يقام المونديال في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر 2022، بدلا من فصل الصيف الاعتيادي، نظرا لدرجات الحرارة المرتفعة صيفا في قطر.
واستمر العمل في الملاعب والبنى التحتية خلال ازمة كورونا، فيما اغلقت المتاجر والمساجد والمطاعم والحدائق بسبب تفشي فيروس "كوفيد-19".
وكانت قطر دشنت استاد الجنوب في مدينة الوكرة في 2019، وكان أول ملعب من ملاعب المونديال يتم بناؤه بالكامل.
وعمال ملاعب قطر المصابون مهددون بالترحيل وفق تقرير نشرته مجلة السياسة الخارجية الأميركية "فورين بوليسي" الخميس الماضي.
ويتحدث التقرير عن الاعداد الضخمة للعمال الأجانب "اكثر من مليوني عامل " مقارنة بعدد السكان 2.6 مليون مشيرا الى التسارع في عددهم خاصة مع بداية اشغال منشات كاس العالم 2022.
ومع انتشار الوباء في الدولة الخليجية وتصاعد الاصابات يجد العمال انفسهم في معضلة جديدة وهو الخوف من الاصابة بالفيروس وعدم تمكنهم من الحصول على الرعاية الصحية المناسبة واهمالهم من قبل سلطات الدوحة.
وحذر التقرير من انتشار الفيروس بين العمال مع عدم القدرة على تنفيذ بعض الاجراءات مثل التباعد الاجتماعي بين العمال اثناء ذهابهم الى المصانع ومواقع البناء.

وكورونا المستجد ليس اخر العقبات امام مونديال الدوحة، بعد اعتراف الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري سيب بلاتر الثلاثاء الماضي بوجود "تدخل سياسي" في قرار منح حق استضافة كأس العالم 2022 إلى قطر، لكنه رفض في نفس الوقت اتهامات القضاء الأميركي المتعلقة بتلقي الرشاوى من أجل التصويت لروسيا وقطر في السباق على استضافة مونديالي 2018 و2022.
والاثنين صعد بلاتر من هجومه على الدوحة، بتلويحه بامكانية استضافة دولة اخرى للحدث الرياضي الابرز في العالم بدلا من قطر.
وقال بلاتر في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية أن الولايات المتحدة ستكون قادرة على استضافة كأس العالم 2022.
وأوضح بلاتر قائلا "ألمانيا أيضًا قادرة على استضافة البطولة لكن هذا سيعني ان كأس العالم ستقام في اوروبا مرة أخرى بعدما أقيمت في روسيا 2018، لذا فإن أوروبا لن تكون الخيار الأول حال سحب التنظيم من قطر."
وأعلن الاتحاد الدولي في وقت سابق أن الولايات المتحدة والمكسيك وكندا سيستضيفون بطولة كأس العالم 2026، حيث ستكون المرة الأولى التي يقام فيها المونديال بتنظيم مشترك من 3 دول، والمرة الأولى أيضًا بمشاركة 48 فريقا بدلا من 32.
وقال بلاتر "الولايات المتحدة يمكن أن تنظم البطولة المقبلة بدلا من نسخة 2026، إنهم قادرون، إنه ليس علم الصواريخ، ويمكن لليابان أيضًا أن تفعل ذلك. كما أنهم يحاولون استضافة كأس العالم 2022."
وأضاف "لحسن الحظ سيكون كأس العالم 2022 بمشاركة 32 فريقًا فقط وبالتالي لن تتكلف أي دولة جهد كبير للتنظيم كما حدث في روسيا."
وكانت النيابة العامة في فرنسا قد أعادت في ديمسير الماضي فتح التحقيق في قضايا الفساد واستغلال النفوذ في قضية منح قطر تنظيم مونديال 2022، حيث من المنتظر أن يتم إعادة استدعاء بلاتر في باريس على الرغم من التحقيق معه كشاهد في أبريل 2017.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية في يناير الماضي إن مأدبة الغداء التي نظمها ساركوزي في الإليزيه يوم 23 نوفمبر عام 2010 أي قبل التصويت بأيام على منح قطر حق استضافة المونديال، كانت محور الاتفاق الذي أبرم بين بلاتيني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد الذي كان وليا للعهد آنذاك ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم، لمنح الدوحة تنظيم نهائيات كأس العالم، كما تم خلالها الاتفاق على شراء نادي باريس سان جيرمان الفرنسي والحصول على حق البث الحصري للمباريات لصالح مجموعة "بي.إن.سبورتس" القطرية.
وبحسب الصحيفة الفرنسية فإن القضاء السويسري عثر عام 2015 على 120 معاملة مالية مشبوهة بين بلاتيني وقطر ولكن توقفت التحقيقات لأسباب غير معروفة.
يذكر أن النيابة العامة السويسرية وجهت هي الأخرى في فبراير الماضي اتهامات في قضية فساد تتعلق بحقوق البث التلفزيوني لمسابقات كروية لرئيس نادي باريس سان جرمان القطري ناصر الخليفي، والأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم الفرنسي جيروم فالك.