الجيش الليبي يكبد مرتزقة تركيا خسائر فادحة في الأرواح
طرابلس - كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين عن مقتل 9 مقاتلين من المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا وذلك خلال اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني الليبي وميلشيات حكومة الوفاق الليبية في طرابلس.
وأكد المرصد أن حصيلة قتلى مرتزقة تركيا في ليبيا ارتفع بذلك إلى 199 قتيلا، فيما تواصل السلطات التركية الزج بمزيد من المقاتلين السوريين وإرسالهم لدعم حكومة الوفاق في معركة طرابلس في ظل مواصلة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عمليته للسيطرة على العاصمة الليبية وتحريرها من المسلحين الإرهابيين الموالين للوفاق.
ووفقا للمرصد السوري فإن القتلى المنتمين لفصائل لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه، قتلوا خلال معارك على محاور حي صلاح الدين جنوب العاصمة والرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة فضلا عن اشتباكات مصراتة ومناطق أخرى.
في ظل مواصلة تركيا نقل المقاتلين السوريين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق التي تشهد اضطرابات مقابل تقدم قوات الجيش الوطني، بلغ عدد المجندين المرتزقة حتى الآن بعد رصد وصول دفعة جديدة تضم العشرات نحو 5300 "مرتزق" موالي لأنقرة.
ويذكر المرصد أن تركيا تجند من السوريين على أراضيها نحو 2100 مقاتل سوري تدربهم لإرسالهم عبر دفعات عندما تقتضي الحاجة لاسيما وأن حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج والقوات التركية تلقيا خسائر بشرية في الفترات الأخيرة.
ويواصل الجيش الوطني الليبي منذ أبريل/نيسان 2019 عملية تحرير العاصمة ضمن مساعي إرساء السلام في ليبيا ونزع السلاح من أيدي المتطرفين.

وفي ظل هذه المستجدات كشفت مصادر أمنية الاثنين لصحيفة العرب اللندنية واسعة الانتشار حدوث اختلافات بين تركيا التي نكثت بوعودها وعناصر المرتزقة، ما دفع المقاتلين السوريين إلى التمرد على الضباط الأتراك وقادة المليشيات التابعين للوفاق.
وبعد أن أخلفت تركيا بوعودها وخفضت رواتب عناصر المرتزقة السوريين، انسحب المقاتلون السوريون في أكثر من محور قتال وحدثت مناوشات بينهم وبين الضباط الأتراك وميليشيات السراج.
ودفعت هذه المناوشات بحسب المصادر التي تحدثت للعرب الضباط الأتراك وميليشيات الوفاق إلى توجيه إهانات بعبارات العنصرية واتهامات بالجبن للمرتزقة السوريين، ما يعكس مدى معاناتهم في ليبيا بعد تورطهم في الحرب سعيا وراء الإغراءات المالية التي قدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدفعهم للقتال في ليبيا.
وقبل أسابيع ظهر استياء كبير في أوساط المقاتلين السوريين الذين أرسلهم أردوغان إلى ليبيا، بسبب تخلف تركيا عن الوفاء بوعودها، فيما يعيش المرتزقة حالة مزرية في معسكرات طرابلس.
وكشف المرصد السوري آنذاك عن ندم المقاتلين بعد قدومهم إلى ليبيا وتورطهم في المعارك الضارية التي أودت بحياة العشرات منهم.
وقال مقاتلون سوريون في ليبيا أن تركيا تخلفت عن دفع مستحقاتهم البالغة 2000 دولار أميركي للشهر الواحد. وأضافوا أن تركيا دفعت راتب شهر واحد فقط ثم لم تقدم لهم شيئا.
وأكد أحدهم أن الجميع يريد العودة إلى سوريا نظرا للظروف القاسية التي يعيشونها، وكان قد استعد بعضهم للعودة وفق ما أكده المصدر حينها.
ورغم الدعوات المستمرة لوقف النار في ليبيا في ظل ظهور إصابات بكورونا في بلد يعاني هشاشة بالقطاع الصحي بسبب الحرب، يواصل أردوغان الذي لا يتوقف عن تغذية الصراع بين الفرقاء الليبيين تهوره ضاربا بذلك عرض الحائط الدعوات الدولية والإقليمية لخفض العنف في ليبيا ليتسنى التفرغ لمواجهة الوباء.
ويحاول الرئيس التركي استغلال انشغال أغلب دول العالم بانتشار الوباء القاتل، لتدارك خسائره العسكرية والمادية في ليبيا وإعادة التموقع في العاصمة طرابلس وفي مدينة مصراتة بنشر مزيد من القوات والمعدات العسكرية وإرسال المزيد من المقاتلين السوريين والجنود الأتراك.