مقتل رئيس مخابرات حكومة الوفاق الليبية في ظروف غامضة

وسائل إعلام ليبية تحدثت عن اعتقال عبدالقادر التهامي في طرابلس قبل أن تعلن صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقتله على يد المليشيات. 

طرابلس - أعلنت مصادر عسكرية ليبية اليوم الأحد عن وفاة رئيس المخابرات العامة بحكومة الوفاق الليبية عبدالقادر التهامي وسط تضارب الأنباء حول سبب الوفاة بالتزامن مع اشتباكات جدت الليلة الماضية بين الجيش الوطني الليبي وميليشيات تابعة لحكومة فائز السراج حول العاصمة طرابلس.

وقال العقيد محمد فرج عثمان بالمركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الوطني الليبي إن “التهامي رئيس مخابرات حكومة الوفاق لقي حتفه على يد مجموعة تنتمي لقوة الردع التابعة لفتحي باشأغا”.

وتداولت وسائل إعلام ليبية خبرا يفيد بإلقاء القبض على التهامي مساء أمس السبت في طرابلس قبل أن تعلن صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي عن مقتله على يد المليشيات. 

وأفاد المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق في وقت لاحق ظهر الأحد على تويتر نقلاً عن بيان للمجلس الرئاسي أن التهامي توفي السبت "إثر نوبة قلبية مفاجئة".

وهو نفس ما نقلته وكالة الأناضول التركية في وقت سابق عن مصدر أمني تابع للوفاق لم تذكر اسمه قال إن "التوهامي توفي في منزله بطرابلس، بعد تعرضه لسكتة قلبية مفاجئة".

وعمل التهامي ضابطا في جهاز الأمن الخارجي خلال فترة حكم معمر القذافي (1977-2011) وبعد 6 سنوات من سقوط نظامه عاد إلى الحياة السياسية، وتم تعيينه مديرا للمركز الوطني لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
وفي 25 أبريل/ نيسان 2017، تم تكليفه من قبل المجلس الرئاسي لحكومة السراج برئاسة جهاز المخابرات.

وتشهد طرابلس منذ فترة تنافسا داخليا حامي الوطيس بين فايز السراج ووزير الداخلية فتحي باشأغا فيما يبدو أنه صراع على النفوذ داخل الحكومة المسيطرة على العاصمة الليبية، تفاقمت حدته مع التدخل العسكري التركي في ليبيا.

وشهدت طرابلس الشهر الماضي تناحرا بين ميليشيات الردع المحسوبة على باشأغا وميليشيات ثوار طرابلس وميليشيات النواصي.
وأواخر فبراير/شباط الماضي، اعترف باشاغا أن جهاز المخابرات تعرض للاختراق من قبل ميليشيات لم يسمها.

وقال وزير داخلية الوفاق آنذاك خلال مؤتمر صحفي إن "هذه الميليشيات بدأت تتآمر على الشرطة ومكتب النائب العام".

وفي ديسمبر العام الماضي، استهدفت مجموعات مسلحة موكب باشأغا بالرصاص في مدينة مصراتة شرق العاصمة، في ظل تصاعد التناحر بين الميليشيات خوفا من سيطرة وشيكة لقوات المشير خليفة حفتر على مناطق نفوذهم.

وتسيطر عدة ميليشيات مسلحة وتنظيمات إرهابية على أحياء عديدة في طرابلس وأصبحت تهدد حياة المدنيين بعد ان استعانت بها حكومة فائز السراج لمساعدتها في الحفاظ على نفوذها في العاصمة قبل أن تطلب المساعدة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تدخل عسكريا في ليبيا وأغرقها بالسلاح والمرتزقة من الفصال السورية بالإضافة إلى الجنود الأتراك. 

وتأتي وفاة التهامي بعد ساعات من توجيه القيادة العامة للجيش الوطني الليبي تحذيرا إلى من وصفتهم بـ"التكفيريين المتطرفين، المليشيات الإجرامية، المرتزقة المقاتلين التكفيريين الأجانب والغزاة الأتراك" باستغلال عقولهم والتشاور للتفكير في إنقاذ أنفسهم، بحسب منشور عبر الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسماري.

وبدأ الجيش الوطني الليبي، السبت، تحركات عسكرية واسعة باتجاه قلب العاصمة طرابلس، من محوري صلاح الدين وبوسليم.

وقال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي إن قوات حفتر ينوي توسيع مناطق سيطرتها في الجزء المتبقي من العاصمة طرابلس حتى ميدان الشهداء.

وأضاف أن سلاح الجو الليبي شن سلسلة غارات استهدفت تمركزات ومخازن ذخير بمنطقة بوقرين جنوب شرق مدينة مصراتة ليل السبت.