لا أدلة على قيادة متطرفين للاحتجاجات في أميركا

على خلاف اتهامات ترامب ووزير العدل في ادارته، تقييم استخباراتي داخلي يؤكد أنه لا يوجد ما يؤكد أن جماعات يسارية متطرفة هي من يقود ويؤجج أعمال العنف والنهب في الولايات الأميركية المضطربة.
حركة أنتيفا الفوضوية ربما شاركت في أعمال العنف
مؤشرات على وجود تنظيم يؤجج الاحتجاجات في الولايات الأميركية
جماعة تُؤيد فكرة تميّز البيض ربما تكون ضالعة في تأجيج التوتر

واشنطن - أثبت تقييم استخباراتي أن لا أدلة تذكر على أن متطرفين منظمين هم المسؤولون عن الاضطرابات التي تشهدها ولايات أميركية، في تطور يتعارض مع اتهام الرئيس دونالد ترامب جماعات يسارية متطرفة بالتحريض على النهب والعنف.

ففي جزء من تقييم استخباراتي داخلي للاحتجاجات بتاريخ الأول من يونيو/حزيران، قال مسؤولون في وزارة الأمن الداخلي الأميركية إن معظم أحداث العنف قادها انتهازيون استغلوا الحدث.

وقال التقييم الذي أعدته وحدة الاستخبارات والتحليل بالوزارة، إن هناك أدلة تستند إلى مصدر مفتوح وإلى تقارير وزارة الأمن الداخلي تشير إلى أن حركة أنتيفا الفوضوية ربما تكون مشاركة في العنف وهي وجهة نظر عبرت عنها أيضا بعض مراكز الشرطة المحلية في تصريحات علنية ومقابلات.

السود في أميركا يعتبرون مقتل فلويد صورة لما يتعرضون له من تمييز عنصري
السود في أميركا يعتبرون مقتل فلويد صورة لما يتعرضون له من تمييز عنصري

ولا يمكن تأكيد ما إذا كانت الوثيقة قد تناولت أساليب الجماعات المشاركة في الاحتجاجات بطريقة أكثر تفصيلا في أجزاء أخرى منها.

ولم يقدم الجزء الذي اطلعت عليه رويترز دليلا محددا على عنف يقوده المتطرفون، لكنه أشار إلى أن أنصار فكرة تميّز البيض يعملون على الإنترنت لتأجيج التوتر بين المحتجين وأجهزة إنفاذ القانون عن طريق الدعوة إلى ارتكاب أعمال عنف ضد كل من الطرفين.

ومع ذلك، قالت الوثيقة إنه لا توجد أدلة على أن أنصار فكرة تميز البيض كانوا يثيرون العنف في أي من الاحتجاجات. ولم يعلق البيت الأبيض ولا وزارة العدل بعد على هذه المعلومات.

وخرج المتظاهرون إلى الشوارع للاحتجاج على وفاة رجل أسود هو جورج فلويد الذي لفظ أنفاسه بعدما ظل شرطي أبيض جاثما بركبته على رقبته لما يقرب من تسع دقائق يوم 25 مايو/أيار في مدينة منيابوليس.

وشهدت الاحتجاجات التي خرجت في عدة مدن أميركية خلال الأيام التالية أعمال نهب واشتباكات مع الشرطة.

ومع تصاعد الاحتجاجات في عطلة نهاية الأسبوع، قال وزير العدل وليام بار إن العنف في منيابوليس وغيرها تحركه "جماعات يسارية متطرفة"، مرددا فحوى تصريحات سبق وأن أدلى بها ترامب.

وقال بار إن الذين يسببون العنف ينتقلون من خارج الولايات إلى بؤر الأحداث الساخنة، ولم يخض في التفاصيل، بينما قال مسؤولان في وزارة العدل مشترطين عدم الإفصاح عن هويتهما، أنهما لم يجدا أدلة تذكر تدعم هذه المزاعم.

مقتل جورج فلويد ينكأ جراح العنصرية في أميركا
مقتل جورج فلويد ينكأ جراح العنصرية في أميركا

ومع ذلك، ذكر مسؤولون محليون واتحاديون أن هناك مؤشرات واضحة على وجود تنظيم خلف الاشتباكات. وقال مسؤول في شرطة مدينة نيويورك إن المحتجين هناك استعدوا لمواجهة مع الشرطة بالاستعانة بمرشدين وباستخدام وسائل اتصال مشفرة وتنظيم فرق طبية مسبقا.

كما قال مسؤول في وزارة الأمن الداخلي إن هناك "مؤشرات قوية للغاية" على أن العنف منظم في بعض المدن، مشيرا إلى مزاعم في مدينة نيويورك عن محاولة المتظاهرين إحضار إمدادات من الحجارة والزجاجات والسوائل القابلة للاشتعال إلى مناطق الاحتجاج وإن المحتجين في مدينتين على الأقل حاولوا التشويش على الاتصالات اللاسلكية للشرطة.

وقالت الشرطة في مناطق أخرى إنها رأت مؤشرات على أن بعض الهجمات التي تستهدف أفرادها وبعض أعمال النهب كانت أكثر تنظيما، لكنها لم تتهم جماعات بعينها.

وتظاهر المئات في عدة دول أوروبية تضامنا تنديدا بالعنصرية وبجريمة قتل جورج فلويد. وعلى الرغم من القيود التي فرضتها السلطات في بريطانيا توقيا من جائحة كورونا، تظاهر المئات في وسط لندن وكذلك في العاصمة الفرنسية باريس التي شهدت مواجهات بين عناصر مكافحة الشغب والمتحتجين.