خلاف بين ترامب ووزير دفاعه حول التصدي للاحتجاجات

وزير الدفاع الأميركي يعارض نشر الجيش في المدن لاحتواء الاحتجاجات في تباين واضح مع موقف الرئيس دونالد ترامب.
اسبر يعارض عسكرة الشوارع في مواجهة المحتجين
الشرطة الأميركية نفذت 9 آلاف اعتقال منذ تفجر الاحتجاجات
زخم الاحتجاجات يتراجع لكن الغضب كامن في أكثر من ولاية

واشنطن - أبدى وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الأربعاء معارضته اللجوء إلى قانون يسمح بنشر الجيش في المدن الأميركية بهدف التصدي للحركة الاحتجاجية واسعة النطاق ضد العنصرية والعنف الممارس من قبل الشرطة، وذلك في تباين واضح مع موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتأتي تصريحات وزير الدفاع الأميركي في توقيت تستعد فيه البلاد ليوم إضافي من الاحتجاجات وبعد أسبوع حافل بالتظاهرات السلمية وإنما أيضا بالاضطرابات الليلية، مع تواصل خرق المحتجين حظر التجول المفروض في عدة مدن أميركية.

لكن ليلة الثلاثاء-الأربعاء كانت أكثر هدوء واقتصرت خلالها الاضطرابات على عمليات النهب المحلية في أعقاب مسيرات سلمية كبرى نظّمت خلال النهار.

وكان الرئيس الأميركي قد هدّد الاثنين حين كانت الأمور تتّجه نحو تصعيد في أعمال الشغب في عدة مدن، بنشر الجيش "لإنهاء المشكلة سريعا"، في موقف سارعت المعارضة لإدانته معتبرة أنه ينطوي على نزعة استبدادية.

وقال إسبر "لا أؤيد اللجوء إلى قانون الانتفاضة" الذي يسمح للرئيس بنشر الجيش في مواجهة مواطنين أميركيين، بدلا من قوات الحرس الوطني المنتشرة حاليا في عدة مدن.

في واشنطن، تقرّر خفض ساعات حظر التجول الذي سيدخل حيّز التنفيذ الأربعاء الساعة 23:00 بدلا من الساعة 19:00 وتوقّعت السلطات استمرار الأجواء السلمية. وانتشرت أعداد كبيرة من عناصر الشرطة لمنع الوصول إلى البيت الأبيض.

وليل الثلاثاء تظاهر الآلاف سلميا في واشنطن للتنديد بوفاة جورج فلويد الأميركي الأسود الذي قضى اختناقا خلال توقيفه في مينيابوليس على يد شرطي أبيض في 25 مايو/ايار، وبالعنصرية والعنف الممارس من قبل الشرطة في الولايات المتحدة. وهتف المتظاهرون "لا سلام من دون عدالة" و"أيدينا مرفوعة لا تطلقوا النار".

واستمر كثر بالتظاهر خارقين حظر التجول، لكن الأجواء بقيت أكثر هدوء من اليومين السابقين لا سيما مساء الاثنين حين استخدمت قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين قرب البيت الأبيض، لكي يتمكن ترامب من التوجه مشيا إلى كنيسة عريقة قريبة من البيت الأبيض تعرضت لأعمال تخريب في اليوم السابق والتقاط صورة أمامها رافعا كتابا مقدسا.

ويبدو أن ترامب أراد القيام بعمل شجاع بعدما أوردت وسائل إعلام تقارير تفيد بأن جهاز الأمن في البيت الأبيض نقله على عجَل مساء الجمعة إلى ملجأ محصّن خلال تظاهرة كانت تقام أمام البيت الأبيض.

وقال ترامب لشبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية "إنها معلومات خاطئة"، مضيفا "كان ذلك خلال النهار"، موضحا أنه توجه إلى المكان "مرتين أو ثلاث مرات" خلال الأيام الماضية لكن في كل مرة من أجل "تفقد المكان".

وفي نيويورك أيضا، حيث تم تمديد حظر التجول حتى الأحد، كانت الأجواء مساء الثلاثاء أكثر هدوءا بعد مشاهد العنف التي سجّلت مطلع الأسبوع.

وفي حي بروكلين، خرق مئات حظر التجول. وأكد آرون وهو طالب يبلغ من العمر 20 عاما معارضته هذا القرار قائلا "برأيهم، يجب ألا يتظاهر الناس ضد مقتل شخص ضغط أحدهم بركبته على عنقه حتى الموت"، في إشارة إلى وفاة جورج فلويد خلال توقيفه على يد الشرطي ديريك شوفين.

وبالإجمال، أجرت الشرطة أكثر من تسعة آلاف عملية توقيف في البلاد في الأيام الأخيرة، وفق تقديرات نشرتها وسائل إعلام أميركية، على خلفية أعمال عنف وخرق حظر التجول.

أما في مينيابوليس مركز حركة الغضب حيث قتل فلويد، فقد خيم الهدوء. وقال أيه جاي تشانر مغني فرقة "فاير فروم غادز" إنه يتظاهر ليس ضد الشرطة إنما ضد النظام الذي يسمح بممارسات هذه الشرطة.

وقضى فلويد اختناقا في 25 مايو/ايار وهو يردد "لا يمكنني التنفس" وينادي والدته، مطروحا أرضا مكبّل اليدين، فيما شرطي يركع على عنقه لتثبيته بركبته وزملاؤه الثلاثة الآخرون يراقبون المشهد من دون أن يتدخلوا.

وطُرد الشرطي شوفين من عمله وأوقف ووجّهت إليه تهمة القتل غير العمد، كما طُرد الشرطيون الثلاثة الآخرون لكن لم يتم اتّخاذ أي تدبير قضائي بحقهم.