إيران تعترف بإحراق سيارة اللاجئين الأفغان

سفير أفغانستان لدى طهران يؤكد إقرار الشرطة الإيرانية بإطلاق النار على السيارة واشتعالها، ما تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين.
'أعطوني ماء أنا أحترق': نداء استغاثة لأحد ضحايا العربة يشعل غضب الأفغان تجاه إيران

كابول - أكد سفير أفغانستان لدى طهران اعتراف السلطات الإيرانية بمسؤوليتهم عن إطلاق النار على سيارة كانت تقل لاجئين أفغانا، ما تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين بالسيارة.

وأعلن عبدالغفور ليوال السبت بعد رحلة إلى مدينة يزد وسط إيران والتقائه بجرحى حادث حريق السيارة ومسؤولين حكوميين في المدينة، لمعرفة تفاصيل الحادث، وفق ما نقله موقع 'إيران انترناشيونال عربي'.

وطالت طهران انتقادات لاذعة من قبل برلمانيين أفغان بشأن الحادث، حيث كتبت مريم سما على تويتر، "يستغل قادة الدول مفهوم العدل ويتفاعلون مع قضية جورج فلويد في أقصى العالم؛ فهل يصعب عليهم تحقيق العدالة لدولة أفغانستان المجاورة والمسلمة؟".

ويعتبر مقتل المواطنين الأفغان في يزد هو ثاني حالة وفاة للاجئين الأفغان في الأشهر الأخيرة، مما أثار خلافاً بين طهران وكابول.

ولجأ السبت الأفغان إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتنديد بالشرطة الإيرانية بعد انتشار مقطع مصور ينقل احتراق السايرة التي كانت تقل لاجئين أفغانا، ما أثار غضبا جديدا بعد أسابيع من اتهام مسؤولين في كابول لحرس الحدود الإيراني بإغراق مهاجرين.

وقالت وزارة الخارجية الأفغانية في بيان الجمعة إن "ثلاثة أفغان لقوا حتفهم وأصيب أربعة في إقليم يزد بوسط إيران بعد أن أطلقت الشرطة الإيرانية النار على مركبتهم مما أشعل بها النار".

وظهر في المقطع المنشور على وسائل التواصل فتى يفر من العربة المشتعلة بحروق في أجزاء من جسده ويتوسل طلبا للماء. وقالت الوزارة إن الفيديو صحيح وإن الأفغان في إيران يحاولون التعرف على هوية الضحايا.

وانتشرت على نطاق واسع اللقطة التي يستغيث فيها الفتى "اعطوني شيئا من الماء.. أنا أحترق"، وطالبت جماعات حقوقية بالعدالة والقصاص.

وقال علي نوري المحامي والناشط الحقوقي على فيسبوك "إيران ليس لها الحق في قتل اللاجئين الأفغان. يمكنها أن تغلق حدودها، وأن تطرد كل الأفغان، لا أن تقتلهم".

إيران ليس لها الحق في قتل اللاجئين الأفغان يمكنها أن تغلق حدودها وأن تطرد كل الأفغان لا أن تقتلهم

ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في السفارة الإيرانية بالعاصمة الأفغانية كابول للتعليق على الواقعة الأخيرة، لكن مسؤولا محليا في إيران نفى في وقت سابق مسؤولية الشرطة عن احتراق الحافلة.

وزعم أحمد ترحمي نائب محافظ يزد لوسائل الإعلام الرسمية، أن الشرطة أطلقت النار على الحافلة التي يشتبه بأنها كانت تنقل مخدرات ومهاجرين غير شرعيين، بعد اقتحامها نقطة تفتيش.

وأضاف أن الحافلة واصلت السير بعد أن ضُربت إطاراتها مما تسبب في انبعاث الشرر الذي أشعل النار.

ويسعى مواطنون أفغان منذ عقود للجوء إلى إيران فرارا من الحروب والفقر في بلدهم. وتقول إيران إن حوالي 2.5 مليون مهاجر أفغاني يقيمون بها سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية.

وفي مواجهة مشاكلها الاقتصادية الخاصة التي فاقمت منها العقوبات الدولية، سعت إيران في فترات لإعادة الأفغان لديارهم.

وفي الشهر الماضي، قال مسؤولون أفغان إن حرس الحدود الإيراني قتل 45 عاملا أفغانيا بإجبارهم تحت تهديد السلاح على السقوط في جرف على الحدود.

وفي ذلك الوقت أصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي بيانا اكتفى فيه بقول إن الواقعة حدثت على الأراضي الأفغانية.