اعتقال رجل أعمال لبناني يؤمن لإيران حركة النفط مع فنزويلا

واشنطن تتهم رجل الأعمال اللبناني أليكس صعب بغسل أموال ونقل 350 مليون دولار خارج فنزويلا، والتعاون مع نظام الرئيس نيكولاس مادورو وشركات مشبوهة في أكثر من بلد.

ميامي - اعتقلت سلطات جمهورية الرأس الأخضر رجل الأعمال الكولومبي من أصول لبنانية أليكس صعب الذي يعد ذراع حزب الله اللبناني في الأميركتين ويواجه تهما بغسل أموال إضافة إلى اتهامات بأعمال منافية للقانون في فنزويلا التي تسعى واشنطن لقطع تعاونها مع إيران.

وقالت المتحدثة باسم وزارة العدل نيكول نافاس أوكسمان في بيان إن صعب أُلقي القبض عليه بموجب نشرة حمراء من الإنتربول صدرت بعد إصدار لائحة الاتهام الأميركية. وأكدت محاميته في ميامي ماري دومينغيز اعتقاله دون اعطاء تفاصيل أخرى.

وقالت وسائل إعلام غربية إن صعب كان في طائرة خاصة خلال رحلتها بين روسيا وإيران وتم القبض عليه عندما هبطت الطائرة لتحميل الوقود في البلد الواقع قبالة ساحل غرب أفريقيا.

ولا تملك الرأس الأخضر اتفاقية لتبادل المطلوبين مع الولايات المتحدة التي تتهم صعب وشريكه التجاري ألفارو بوليدو بغسل أموال ونقل 350 مليون دولار خارج فنزويلا، إما الى الولايات المتحدة أو عبر الولايات المتحدة إلى حسابات أجنبية.

وفي حال ادانته يواجه صعب البالغ منه العمر 48 عاماً، عقوبة السجن 20 عاما.

وتقول وزارة الخزانة الأميركية إن صعب يحاول منذ 2016 جني أرباح من استيراد مواد غذائية إلى فنزويلا التي تعاني شحًّا في المواد الاساسية، في مخطط يشمل أيضا أبناء زوجة الرئيس نيكولاس مادورو و13 شركة في بلدان مختلفة.

وأفاد مسؤول أميركي كبير مشترطا عدم كشف هويته أنه في مواجهة نقص العملات الأجنبية أوائل عام 2018، منح مادورو صعب احتكارا لبيع الذهب المستخرج بشكل غير شرعي من مناطق في جنوب فنزويلا.

ورحبت المعارضة الفنزويلية برئاسة خوان غوايدو باعتقال صعب الذي ولد في مدينة بارانكيا وأصوله لبنانية، وهو يدير عدة شركات كبرى مشبوهة تتهمها الولايات المتحدة بغسل الاموال والتعاون مع النظام في فنزويلا. 

واعتبر خوليو بورخيس نائب غوايدو أن "اعتقاله يمثل ضربة قوية لهيكلية النظام، ويظهر أن الفنزويليين ليسوا وحدهم، وأنه مع مادورو لا يوجد مستقبل، ولا حتى لداعميه".

ووفقا للصحافة الإيطالية، فإن صعب وزوجته الإيطالية كاميلا فابري يخضعان للتحقيق في إيطاليا أيضا بتهمة غسل أموال.

واتخذت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا حزمة قرارات لوقف الدعم الإيراني للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي دافع الشهر الماضي عن حق بلاده في "التجارة الحرة" مع إيران، في حين تخضع الدولتان لعقوبات أميركية.

ال
واشنطن تضيق الخناق على النفط الإيراني

ويأتي القبض على صعب ضمن قرارات اتخذتها وزارة الخزانة الأميركية لتجنب حدوث مواجهة عسكرية من إيران أو فنزويلا في حال تدخل البحرية الأميركية لمنع وصول ناقلات نفط أرسلتها إيران خلال الأسابيع الماضية إلى فنزويلا.

وصعب المقرب من الرئيس مادورو، يقوم بتمويل حزب الله عبر عمليات مشبوهة حسب تحقيقات قامت بها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل وكولومبيا، بعد تعقب عدد من المعاملات المالية التي صدرت في فنزويلا.

ونشرت صحيفة "إل تمبو" الكولومبية تحقيقات الدول الثلاث، كشفت أن هناك معاملات مالية مرتبطة بأليكس صعب بدأت مع البنك المركزي الفنزويلي وانتهت في آسيا بعد المرور من الملاذات الضريبية. وقد تم تحديد صعب كأحد المستفيدين في الاستيراد غير المنتظم للغذاء لبرنامج الدولة الفنزويلية المعروف باسم لجان الامداد والانتاج المحلية.

وتشمل الإجراءات الأميركية الجديدة فرض عقوبات على ما يصل إلى 50 ناقلة نفط ووقود وشركات مرتبطة بصعب كجزء من تضييق الخناق على كاراكاس وطهران مع تنامي العلاقات بينهما.

وأرسلت إيران أسطولا مؤلفا من خمس ناقلات وقود لحليفتها فنزويلا التي تحتاج للبنزين بشدة في مايو/أيار وقالت طهران إنها ستواصل هذه الشحنات إذا طلبت كراكاس المزيد على الرغم من انتقاد واشنطن للتجارة بين البلدين.

وتعاني فنزويلا الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية من مشاكل في إمداد النفط بعد سنوات من سوء الإدارة والفساد ونقص الصيانة. وحذرت واشنطن من شن هجمات على ناقلات النفط أثناء مرورها عبر البحر الكاريبي في طريقها إلى فنزويلا.

وأمس السبت، قالت وكالة أنباء قريبة من الحرس الثوري الإيراني إن القوات البحرية الإيرانية استعدت لاستهداف السفن التجارية الأميركية في الخليج الشهر الماضي في حالة اعتراض القوات الأميركية ناقلات إيرانية كانت في طريقها لفنزويلا.

وفي تحذير موجه فيما يبدو لإيران أصدرت البحرية الأميركية تحذيرا الشهر الماضي للسفن الحربية في الخليج للبقاء بعيدا بمسافة 100 متر عن السفن الحربية الأميركية أو المجازفة "باعتبارها تمثل تهديدا وتكون هدفا لإجراءات دفاعية مشروعة".

وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران منذ عام 2018 عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران وست دول كبرى وأعاد فرض عقوبات صارمة تستهدف على وجه خاص صناعة النفط الحيوية.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي قال الادعاء الأميركي إن صعب دخل الولايات التحدة عام 2000 بشكل قانوني بجواز سفر لبناني، وحصل على الجنسية الأميركية عام 2008، وتلقى من العام 1999 تدريبات لدى ميليشات حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.

وحسب وزارة العدل الأميركية فإن صعب نقل بصفته عضوا في فرع العمليات الخارجية في حزب الله معلومات حول أهداف أميركية محتملة، وهو متهم يالتخطيط لعمليات إرهابية.

وتصنف واشنطن وعدة دول غربية حزب الله منظمة إرهابية وفي يناير الماضي قامت دول في أميركا اللاتينية على غرار هندوراس وغواتيمالا أيضا بتصنيف الميليشيات المدعومة من طهران منظمة إرهابية فيما قامت السلطات البرازيلية والأرجنتينية بتضييق الخناق على أنشطتها وتجفيف منابع تمويلها وذلك بعد فترة وجيزة من إدراج وزارة الخزانة البريطانية الجماعة تحت قانون "تجميد أصول الإرهاب".