تحذير من وباء عالمي جديد بسبب عظام الأسود
لندن - في حين مازال العالم في حالة من الذهول والصدمة من آثار مدمرة تسبب فيها فيروس كورونا المستجد على حياة البشر وصحتهم والاقتصاد العالمي وجميع القطاعات الحيوية، حذر خبراء من أن تجارة عظام الأسود المستخدمة في إنتاج الأدوية والنبيذ والمجوهرات الصينية قد تؤدي إلى تفشي وباء عالمي جديد.
وأصبحت الفيروسات هاجسا يخيف العالم ويصيبه بالرعب في حين تحارب المختبرات الطبية منذ أشهر لايجاد لقاحات وأدوية للجم جائحة كورونا.
وحذر مجلس رصد التأهب العالمي، الذي انعقد بمشاركة مجموعة البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية، من أن الأمراض الفيروسية التي تتحول إلى أوبئة مثل الإيبولا والإنفلونزا ومرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) وكورونا، يصعب بشكل متزايد التحكم فيها في عالم يشهد نزاعات طويلة الأمد ودول هشة وهجرة قسرية.
وقال المجلس في تقرير "التهديد بتفشي اي وباء حول العالم تهديد حقيقي".
واضاف "إن عدوى سريعة الانتشار يمكنها أن تقتل الملايين وتعطل الاقتصادات وتزعزع الأمن الوطني، وفي حالة ظهور وباء فإن الكثير من أنظمة الصحة، لاسيما في الدول الفقيرة ستنهار.
وتشمل الأمراض التي تنتشر عن طريق عظام الأسد، البروسيلا وهي عدوى تسبب التهاب المفاصل الى جانب التسبب في أمراض خطيرة مثل فشل القلب والسل.
وتجري هذه التجارة غير القانونية علانية في سوق عام في جوهانسبرغ، حيث تباع جماجم وجلود الأسود.
وقال الدكتور بيتر كالدويل، وهو طبيب بيطري من مدينة بريتوريا بجنوب أفريقيا، إن التسمم الغذائي وهو عدوى تهاجم الجهاز العصبي للأسود يمكن أن ينتشر إلى الناس من خلال العظام والجلد المصابين.
وأوضح كالدويل أن مصدر هذا التسمم جراثيم تنتج السموم، ويمكن أن تنمو في اللحم والعظم الميت، مشيرا إلى الأسود تمضغ العظام التي يمكن أن تكون مسممة، ويمكن أن تنتقل بدورها للبشر في حال استخدامها.
وأكد أن تجارة الأسود المنتشرة في آسيا وفي افريقيا بالخصوص، يمكن أن تتسبب في أزمة صحية مدمرة أخرى في العقد المقبل.
وكشف الملياردير لورد آشكروفت، النائب السابق لزعيم حزب المحافظين ببريطانيا، في كتاب جديد يدعى "لعبة غير عادلة" عن الممارسات البغيضة التي تنفذ في مئات المزراع في جنوب أفريقيا، حيث يتم تربية الأسود وتقطيعها للحصول على عظامها.
وقال آشكروفت وفقا لما نقلته صحيفة "ذا صن" البريطانية إن الأسود المستخدمة في هذه التجارة تربى في ظروف مثيرة للاشمئزاز يمكن أن تنتشر فيها الأمراض القاتلة، مثل السل والتسمم الغذائي.
وأوصى رئيس منظمة صحية بيئية بضرورة اهتمام الأوساط العلمية بالأبحاث المتعلقة بالفايروسات المتعلقة بالحيوانات، واعتبر ان هناك ما يقرب من مليوني فيروس غير معروف يتربص بالحيوانات يمكن أن ينتقل الى البشر.
ويشدد باحثون على ضرورة فهم الشفرة الوراثية للفيروسات من أجل تطوير الأدوية واللقاحات المناسبة.
وحذر خبراء أن العالم يواجه تهديدا متناميا من أمراض وبائية قد تقتل ملايين الأشخاص وتلحق ضررا جسيما بالاقتصاد العالمي، وطالبوا الحكومات بضرورة العمل على الاستعداد للحد من هذا الخطر.
ويعتقد الدكتور بيتر داسزاك، رئيس منظمة EcoHealth Alliance أن العلماء يجب أن يبذلوا قصارى جهدهم لفهم الشفرة الوراثية للفيروسات التي تعيش في الحيوانات، من أجل منع تفشي الأمراض في المستقبل.
وقال داسزاك في تصريحات اعلامية "لقد حللنا عدد الفيروسات غير المعروفة التي يمكن أن تظهر في المستقبل ونقدر أن هناك نحو 1.7 مليون من النوع الذي يمكن أن يصيب البشر، إنه تهديد مستقبلي كبير حقا".
وأضاف: "إننا نعرف فقط ألفي فيروس، وننتظر ظهورها في المستقبل".