الجيش السوداني يتعرض لثاني هجوم أثيوبي في أقل من شهر

الهجوم الأخير يأتي في ذروة توترات بسبب خلافات بين دولة المصبّ ودولتي المنبع حول سدّ النهضة ويشكل أحدث تصعيد بالرغم من توصل الخرطوم وأديس أبابا لاتفاق على ترسيم الحدود.
مناوشات حدودية تفاقم التوتر بين اثيوبيا والسودان

الخرطوم - أعلن الجيش السوداني مساء الاثنين أنّه تصدّى ظهر الأحد لهجوم شنّته قوات أثيوبية على أحد مواقعه الحدودية، من دون أن يوضح ما إذا أسفر الهجوم عن خسائر.

ويعتبر هذا ثاني هجوم تتعرض له قوات سودانية في موقع حدودي بعد ذلك الذي تعرضت له في مايو/ايار وقتل فيه ضابط سوداني برتبة نقيب في اشتباك مع "مليشيا إثيوبية". وحملت الخرطوم حينها الحكومة الإثيوبية المسؤولية عن الاعتداء.

وقال الجيش السوداني اليوم الاثنين في بيان إنّ الهجوم شنّته "بعض مكوّنات القوات الأثيوبية في موقع الأنفال بالضفة الشرقية لنهر عطبرة في منطقة الفشقة"، مؤكّداً أنّ وحداته "تصدّت بقوّة للاعتداء الذي كان داخل الأراضي السودانية وكبّدت المعتدين خسائر كبيرة وردّتهم على أعقابهم".

وتشتبك القوات السودانية بين الفينة والأخرى مع ميليشيات إثيوبية في الفشقة وهي منطقة حدودية زراعية نائية تتبع لولاية القضارف (شرق).  وتتّهم الحكومة السودانية مواطنين إثيوبيين بزراعة أراض داخل حدودها.

وكان الجيش السوداني قد أوضح في حديثه عن هجوم مايو/ايار أنّ الاشتباكات استمرّت بصورة متقطعة و"استَخدمت فيها القوّات الإثيوبية الرشاشات والبنادق القناصة ومدافع الآر بي جي ونتجت عن ذلك إصابة 3 مواطنين ووفاة طفل".

وأشار إلى أنّ الجيش "يمد حبال الصبر لإكمال العملية التفاوضية الرامية لوضع حدّ لهذه الأعمال العدائية".

وإذ أوضح الجيش في بيانه الاثنين أنّ "القيادات العسكرية في البلدين تواصلتا واتّفقتا على ضرورة مواصلة الحوار وضبط النفس"، شدّد على أنّ "القوات المسلّحة تؤكّد حقّها في الدفاع عن أرضها بكل الوسائل المشروعة".

وكانت الخرطوم أعلنت في مايو/ايار الماضي أنّها اتّفقت مع أديس أبابا على ترسيم الحدود بين البلدين للحدّ من دخول المزارعين الإثيوبيين إلى أراضيها.

وقال يومها وزير الدولة السوداني عمر قمر الدين "اتّفقنا مع الاثيوبيين على أن تبدأ اللجنة المشتركة بوضع العلامات المحدّدة للحدود في اكتوبر/تشرين الأول القادم، على أن تنتهي من عملها في مارس/اذار 2021".

وتأتي هذه التوترات تزامنا مع الخلافات بين السودان ومصر واثيوبيا بخصوص سد النهضة حيث أعلنت الخرطوم إلى جانب القاهرة موافقتهما من استئناف التفاوض مع اديس أبابا حول السد الذي يشكل مصدر تصعيد في المنطقة بين دولة المنبع ودولتي المصبّ.