بوتين يريد البقاء رئيسا لروسيا حتى العام 2036

الرئيس الروسي يربط استقرار بلاده وضمان أمنها ورخائها بالتصويت بكثافة على تعديلات دستورية توسع صلاحياته وتتيح له الترشح لولايتين متتاليتن مدة كل منهما ست سنوات بعد انتهاء فترته الحالية في عام 2024.
روسيا تتجه لتغيير الدستور للمرة الأولى منذ عام 1993
بوتين يريد إبقاء الخيارات مفتوحة أمامه حتى اللحظة الأخيرة
بوتين مهد للمرحلة الحالية بحملة قمع استهدفت معارضيه في السنوات الأخيرة

موسكو - دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الروس إلى دعم "أمن واستقرار وازدهار" بلاده، عشية انتهاء استفتاء على تعديلات دستورية من شأنها تعزيز سلطته.

وقال خلال كلمة تلفزيونية مقتضبة "نحن لا نصوت على التعديلات باعتبارها فقط قواعد قانونية، بل نصوت من أجل البلد الذي نريد العيش فيه... الذي نريد توريثه لأولادنا وأحفادنا"، لكنه لم يشر في كلمته إلى التعديل الذي سيسمح له بالبقاء في السلطة حتى 2036.

وحث مواطنيه على التصويت لصالح التعديلات التي تتيح له الترشح للرئاسة مرتين مجددا، واصفا الإصلاحات بأنها ضمان للاستقرار والأمن والرخاء.

وجه بوتين مناشدته في موقع معركة دامية دارت خلال الحرب العالمية الثانية بين الجيش الأحمر والنازيين عشية اليوم الرئيسي والأخير في عملية تصويت تجرى على مدى سبعة أيام في أنحاء البلاد على تغيير الدستور للمرة الأولى منذ عام 1993.

وتسمح التعديلات المقترحة التي أشارت استطلاعات رسمية لآراء الناخبين إلى أنهم سيؤيدونها بأغلبية تتجاوز الثلثين، لبوتين بالترشح لولايتين متتاليتن مدة كل منهما ست سنوات بعد انتهاء فترته الحالية في عام 2024.

توقعات بأن يصوت غالبية الروس لصالح تعديلات دستورية تتيح لبوتين الترشح لولايتين رئاسيتين أخريين
توقعات بأن يصوت غالبية الروس لصالح تعديلات دستورية تتيح لبوتين الترشح لولايتين رئاسيتين أخريين

وقد يتيح ذلك لبوتين وهو ضابط المخابرات السوفييتية السابق البالغ من العمر 67 عاما، البقاء في السلطة حتى عام 2036 رغم أنه لم يتخذ حتى الآن قرارا نهائيا بخصوص ما يريد أن يفعله.

ويقتنع معارضوه وأنصاره على السواء بأنه سيترشح مجددا، بينما يعتقد بعض المحللين أنه لم يحسم أمره بعد وأنه يريد إبقاء الخيارات مفتوحة أمامه حتى اللحظة الأخيرة.

وقال "لا يمكننا ضمان الاستقرار والأمن والرخاء والحياة القيمة للناس إلا من خلال التنمية. سيادتنا تقوم على مسؤوليتنا الخاصة ومشاعرنا الوطنية الصادقة واهتمامنا بالوطن الأم".

ويحسب لبوتين منذ توليه الرئاسة في الفترة من 2000 إلى 2008 خلفا لبوريس يلتسن ثم لاحقا رئيسا للوزراء في عهد ديمتيري ميدفيديف أحد رجاله وأكثر المقربين منه، ثم عاد للرئاسة في 2012 في لعبة تبديل الأدوار بينهما، أنه أعاد لروسيا وزنها الإقليمي والدولي وأصبحت رقما صعبا في مشهد سياسي عالمي متقلب.

ويخطط الرئيس الروسي الحالي لولاية رئاسية أخرى تمدد حكمه وقبضته على السلطة حتى العام 2036 وهي أطول فترة حكم لرئيس في العالم في حال أعيد انتخابه في الانتخابات القادمة.

ومهد بوتين في السنوات الأخيرة للمرحلة الحالية عبر إحكام قبضته على السلطة وقمع معارضيه واكتسب كذلك شعبية من خلال تدخلات بلاده الخارجية والصمود في وجه العقوبات الغربية بعد أن ضم جزيرة القرم الأوكرانية لروسيا الاتحادية، إضافة إلى نزاع لا يهدأ مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب التوترات الأمنية وتطوير الصواريخ الباليستية.