
واشنطن تشكك في شفافية اقتراع يمدد بقاء بوتين في السلطة
واشنطن - شككت الولايات المتحدة اليوم الخميس في شفافية عملية الاستفتاء على التعديل الروسي بما يمنح الرئيس الحالي فلاديمير بوتين البقاء في السلطة حتى العام 2036.
وعبرت واشنطن عن قلقها إزاء الاستفتاء على التعديلات الدستورية، حيث لم تستبعد وجود عمليات تلاعب بنتائج الاقتراع.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان اورتيغوس "نشعر بالقلق إزاء تقارير عن جهود للحكومة الروسية للتلاعب بنتائج الاستفتاء الأخير حول التعديلات الدستورية ومنها إكراه ناخبين والضغط على معارضين للتعديلات وقيود على مراقبين مستقلين للاقتراع".
ويأتي الموقف الأميركي في سياق توتر لا يهدأ بين القوتين العالميتين وخلافات على اكثر من ملف دولي. وتعتقد مصادر أميركية أن بوتين يستمد قوته من إحكام قبضته على السلطة وقمع معارضيه حتى وان تم ذلك تحت مسميات قانونية متعددة.
لكن الرئيس الروسي الذي أعاد التوازن للعلاقات الدولية وأنهى عصر القطبية، شكر الخميس الروس على "دعمهم وثقتهم" غداة استفتاء وافقت فيه غالبية الناخبين على تعديل دستوري يتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2036.
وقال بوتين في كلمة متلفزة "أريد أن أشكر المواطنين الروس. شكر كبير لدعمكم وثقتكم"، مؤكدا أن التعديل سيمنح البلاد "استقرارا داخليا ووقتا لتصبح أقوى ولتمتين مؤسساتها".
ووصف الكرملين اليوم الخميس نتيجة تصويت على مستوى البلاد منح بوتين الحق في الترشح لفترتين إضافيتين بأنها انتصار، لكن جماعة مراقبة مستقلة قالت إن التصويت لم يكن نزيها ونتيجته معيبة.

وأظهرت النتائج النهائية للتصويت الذي استمر لمدة أسبوع تأييد نحو 78 بالمئة من الناخبين للتعديلات الدستورية التي تسمح لبوتين بالترشح لولايتين رئاسيتين إضافيتين مدة كل منهما ست سنوات بعد انتهاء فترته الحالية في 2024.
ويعني هذا أن رجل المخابرات الروسية السابق البالغ من العمر 67 عاما وحكم روسيا على مدى العقدين الماضيين سواء كرئيس أو رئيس وزراء قد يستمر في السلطة حتى بلوغه 83 عاما.
وقال بوتين الذي أصبح بالفعل الأطول بقاء في السلطة في تاريخ روسيا الحديث منذ عهد جوزيف ستالين إنه لم يحدد بعد مستقبله السياسي، بينما يزعم منتقدوه تأكدهم من أنه سيحاول البقاء في الكرملين لأطول فترة ممكنة. ويعتقد بعض المحللين أنه قد يبقي على جميع الخيارات حتى لا يضيق عليه الخناق قبل 2024.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين إن النتيجة اللافتة للتصويت الذي أجري على مستوى البلاد كانت معيارا لمدى عمق ثقة الروس في بوتين لإدارة الدولة، مضيفا "بكل تأكيد هذا انتصار. ما حدث كان في واقعه انتصارا حقيقيا للاستفتاء على الثقة في بوتين".
وكان معدل الرضاء عن أداء بوتين في الشهر الماضي 60 بالمئة وهو إن ظل مرتفعا، لكنه يدور حول أدنى مستوى له منذ عقدين بعد تراجعه في أبريل/نيسان متأثرا بأزمة فيروس كورونا والمصاعب التي صاحبتها وفق ما أظهر استطلاع لمركز ليفادا لاستطلاعات الرأي.
ووصف نشطاء معارضون التصويت بأنه غير شرعي وقالوا إنه صمم لتقنين رئاسة بوتين مدى الحياة.