تركيا تصعد وأوروبا تدفع لتهدئة في شرق المتوسط
أنقرة - لوحت أنقرة الاثنين بالرد على أي إجراءات عقابية أوروبية قد تستهدفها بسبب استمرارها في أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط وهي قضية خلافية شديدة الحساسية وأثارت توترا في المنطقة البحرية التي تضم مكامن ضخمة للطاقة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الاثنين بعد لقائه بمسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن بلاده سترد بإجراءاتها الخاصة إذا فرض التكتل المزيد من العقوبات تركيا.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان قال الأسبوع الماضي إن وزراء الاتحاد الأوروبي سيبحثون مسألة تركيا في 13 يوليو/تموز وإنه قد يتم بحث فرض عقوبات جديدة على أنقرة تُضاف إلى الخطوات التي اتُّخذت بسبب عمليات التنقيب التركية في المنطقة الاقتصادية التابعة لقبرص.
وأضاف جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي مع بوريل في العاصمة التركية "إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي قرارات إضافية ضد تركيا، سيتعين علينا الرد على ذلك".
ومع تدهور العلاقات بين التكتل وأنقرة، فرض الاتحاد الأوروبي حظرا للسفر وتجميدا للأصول على شخصين في فبراير/شباط لدورهما في عمليات التنقيب التركية في المنطقة الاقتصادية البحرية لقبرص قبالة الجزيرة المقسمة.
ووبخ جاويش أوغلو الاتحاد الأوروبي لعدم وفائه بوعوده وربطه بين قضايا مثل النزاع القبرصي باتفاق خاص بالمهاجرين لعام 2016. وقال إن تركيا لن تسمح لنفسها بأن تُحتجز رهينة لدى اليونان وقبرص، دعيا التكتل لأن يكون "وسيطا نزيها".
وقال الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن العلاقات مع تركيا باتت أهم قضية تشغل الاتحاد في السياسة الخارجية.
ولفت إلى أنه بحث مع تشاووش أوغلو الوضع في شرق المتوسط ومسائل إقليمية مثل ليبيا وسوريا فضلا عن العلاقات الثنائية.
وأكد المسؤول الأوروبي وجود حاجة إلى المزيد من التعاون بين الاتحاد وتركيا قائلا "لا نستطيع القول أن العلاقات تمر بأفضل مراحلها، لكن يتعين علينا العمل معا لتحسينها".
وشدد على أن تركيا هي أكثر من مجرد جارة قريبة للاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أنها شريك محوري ودولة مرشحة لعضوية الاتحاد.
ولفت إلى أن الاتحاد يناقش باستمرار العلاقات مع أنقرة وهذا يعكس مدى إيلاء الجانب الأوروبي أهمية للعلاقات مع تركيا.
وذكر أن هناك بعض الخلافات العميقة بين الجانبين ويتعين العمل على حلها سريعا، مؤكدا أن منطقة شرق البحر المتوسط تحمل أهمية كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي. كما شدد على ضرورة التعاون والحوار بخصوص الملفات المتعلقة بالمنطقة.
وتابع "هناك حاجة للمزيد من التعاون، فقد أصبحت علاقتنا مع تركيا أهم قضية في مجال السياسة الخارجية للاتحاد".