الفخفاخ يكشف تجاوزات النهضة في الحكم

رئيس الحكومة المستقيل يتهم حركة النهضة بالتحالف مع شبكات مصالح ومهربين وفاسدين للإطاحة به ثم ابتزازه بعد ذلك بعرض صفقة مقابل بقائه في السلطة.
الياس الفخفاخ يؤكد ان النهضة لم تدعمه منذ البداية لكنها تخوفت من حل البرلمان
رئيس الحكومة المستقيل اتهم النهضة بتعطيل العمل الحكومي
الياس الفخفاخ ينتقد النخبة التونسية لانها تركته في مواجهة النهضة
الفخفاخ يحذر من افلاس البلاد بسبب تغليب بعض الاحزاب لمصالحها

تونس - وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال التونسية الياس الفخفاخ انتقادات واسعة ضد حركة النهضة الاسلامية شريكة الحكم سابقا محملا اياها جزء كبيرا من الازمة التي تمر بها البلاد.
وأكد الفخفاخ في حوار بث في اذاعة " اكسبرس اف ام" الخاصة اليوم الخميس ان حركة النهضة تريد ان تجعل من الحكم غنيمة لها عبر تقديم ولاءات مقابل امتيازات مضيفا "رفضت هذه السياسة من البداية لذلك تعرضت للتعطيل من قبل الحركة وحلفائها".
وكان الفخفاخ أعلن استقالته من منصبه يوم 15 من الشهر الجاري، ما يعني استقالة حكومته بأكملها، بعد أن كانت أحزاب في الحكم والمعارضة تقدمت بلائحة لوم لسحب الثقة منه في البرلمان.
وتتولى الحكومة الحالية مهمة تصريف أعمال مع بدء مشاورات سياسية جديدة يقودها الرئيس قيس سعيد لاختيار مرشح بديل بهدف تشكيل حكومة جديدة، بينما يواجه الفخفاخ وضعا معقدا لدى القضاء.
واتهم الفخفاخ في ملف تضارب مصالح حيث اظهرت وثائق نشرها النائب ياسين العياري أن إحدى شركات رئيس الحكومة المستقيل تحصلت على صفقات عمومية بمبلغ يناهز 40 مليون دينار (14 مليون دولار) بعد توليه مهامه، لكن الفخفاخ ينفي ذلك ويقول إن استثماراته في الشركة سبقت توليه المنصب.
واكد الفخفاخ ان النهضة تحالفت مع شبكة مصالح كبيرة ومع مجموعة من الفاسدين لا تهمها مصلحة البلاد ولا الوضع الاقتصادي والاجتماعي ولا الاوضاع الامنية المقلقة متابعا "همهم الوحيد مصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية والجهوية الضيقة".
وقال الفخفاخ ان هذه الاطراف على رأسها حركة النهضة نجحت في مخططاتها عبر تضخيم ملف تضارب المصالح متابعا "النهضة لم تساندني كرئيس حكومة منذ البداية لكنها وافقت على ترشيحي خوفا من حل البرلمان لان ذلك ليس في مصلحتها".

ويكشف تصريح الفخفاخ حجم الخلاف داخل حكومته بسبب محاولات النهضة فرض هيمنتها كما يكشف سياسة الحركة في شراء ولاءات بعض الاطراف واللعب على التناقضات وهي تهم دائما ما تنفيها الحركة.
ولكن مع كشف رئيس الحكومة المستقيل لبعض تلك السياسات وعمليات الابتزاز تجد حركة النهضة نفسها في عزلة كبيرة سواء في البرلمان بعد تصاعد المطالب بسحب الثقة عن رئيسه راشد الغنوشي او في اي تشكيلة حكومية مقبلة مع تصاعد الحديث على ضرورة ابعاد الحركة تماما عن السلطة لانقاذ البلاد المهددة بالافلاس.
واكد الفخفاخ ان شبكة المصالح التي عملت ضد حكومة الاصلاح شملت بالاضافة الى حركة النهضة حزب قلب تونس وبعض المهربين.
وكشف الياس الفخفاخ انه تلقى عرضا لمواصلة الحكم لكنه رفض قائلا "اسبوعين قبل سقوط الحكومة عرضت عليا حركة النهضة صفقة لإدخال أطراف للحكم مقابل مواصلة المشوار لكني رفضت هذا الابتزاز ولم ارضخ".

وحذر الفخفاخ من امكانية افلاس البلاد بسبب تلك السياسات المبنية على المصالح وشراء الولاءات قائلا " البلاد على حافة الافلاس" وهو تصريح من الممكن ان ينعكس سلبا على اقتصاد متدهور.
وانتقد الفخفاخ النخبة التونسية بانها لم تدعمه في مواجهة تجاوزات وابتزاز حركة النهضة ومحاولة هيمنتها على السلطة.
وتطرق الفخفاخ الى قراره باقالة وزراء حركة النهضة قبل تقديم استقالته قائلا "أنه كان يتعين على حركة النهضة سحب وزرائها من الحكومة قبل سحب الثقة منها".
واشار انه أنه كان ينتظر من حركة النهضة أن تسحب وزرائها أو أن يستقيلوا لكن الوزراء خيروا البقاء بينما اعتبرت بقائهم ليس في صالح التضامن الحكومي.