طالبان تشترط استكمال تبادل السجناء للبدء في محادثات السلام

الحركة المتشددة تطالب الحكومة الأفغانية بالإفراج عن 600 سجين من مسلحيها وقادتها تتهمهم كابول بالتورط في جرائم خطيرة.
المبعوث الأميركي يندد بموجة عنف تؤخر عملية السلام
كابول تؤكد مقتل عدد من مسلحي طالبان في هجوم جوي
روايات متضاربة حول حصيلة هجوم جوي أفغاني استهدف قادة في طالبان

كابول - أعلنت حركة طالبان استعداها لبدء محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية بعد عطلة عيد الأضحى بشرط استكمال عملية تبادل السجناء الجارية حاليا، فيما يأتي هذا الإعلان بعد يوم من غارة نفذها الجيش الأفغاني وقال إنها استهدفت موقعا للحركة المتشددة، بينما تضاربت المعلومات حول حصيلة الهجوم ومن قتلوا فيه.

وقال المتحدث باسم المتمردين سهيل شاهين على تويتر إنّ الحركة "مستعدة لبدء مفاوضات أفغانية أفغانية بعد عيد الأضحى مباشرة في حال اكتمال عملية الإفراج عن السجناء".

وأبدى استعداد الحركة للإفراج عن بقية سجناء قوات الأمن الأفغانية المحتجزين لديها لقاء إفراج كابول عن جميع أسرى الحركة "حسب القائمة التي تم تسليمها" إلى السلطات، لكن لم تصدر الحكومة الأفغانية ردا على الفور.

وكان من المتوقع أن تبدأ المحادثات أساسا في 10 مارس/اذار، لكن تم إرجاؤها عدة مرات مع استمرار القتال وتأخر إتمام عملية تبادل الأسرى.

وتم الاتفاق على تبادل الأسرى في اتفاق تاريخي بين طالبان وواشنطن تم توقيعه في الدوحة في فبراير/شباط ينص أساسا على انسحاب جميع القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان بحلول مايو/ايار 2021.

في المقابل، قدّمت طالبان عدة وعود أمنية وتعهدت بإجراء محادثات سلام عند الانتهاء من إطلاق سراح السجناء.

ومن المتوقع أن تفرج كابول عن خمسة آلاف سجين من طالبان مقابل نحو ألف أسير من قوات الأمن الأفغانية يحتجزهم المتمردون.

وأفرجت الحكومة بالفعل عن 4400 مقاتل من طالبان، بينما أعلن المتمردون بدورهم الإفراج عن 864 سجينا.

لكنّ الحكومة الأفغانية قالت إنّ "قضايا جنائية خطيرة" لا تزال مفتوحة بحقّ 600 سجين طلبت طالبان الإفراج عنهم.

ميدانيا تضاربت الأنباء الواردة الخميس من أفغانستان حول حصيلة الضحايا والهدف من الغارة الجوية التي نفذتها القوات الجوية الأفغانية أمس الأربعاء.

واختلف شهود عيان في ولاية هرات غربي البلاد بشأن عدد الضحايا، فيما اتفقوا على كونهم جميعا من المدنيين، بينما أكد مسؤول رسمي بالولاية أن الغارة أسفرت عن مقتل عدد من مقاتلي طالبان.

وقال محمد أمين أحد سكان منطقة أدراسكان إن طائرات تابعة للقوات الحكومية قصفت حفل زفاف في المنطقة، ما أسفر عن مقتل 8 مدنيين وإصابة 12 آخرين.

ونقلت وكالة أسوشيتيد برس الخميس عن شهود عيان قولهم إن الغارة أودت بحياة 14 شخصا على الأقل، بينهم نساء وأطفال كانوا ضمن احتفالية ترحيب بغلام نبي أحد المقاتلين السابقين من طالبان أطلق سراحه من السجون الأفغانية.

واستكمالا للتضارب حول المستهدفين من الغارة الغامضة، قال جيلاني فرهاد المتحدث باسم الولاية في تصريح صحفي، إن الهجوم نفذ خلال اجتماع لمسؤولي حركة طالبان، مشيرا إلى مقتل العديد منهم.

وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان فتح تحقيق حول الحادث، دون أن تقدم المزيد من التفاصيل.

كما أدان المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد عمليات العنف، مرحبا بالتحقيق الحكومي في الحادثة. وقال "كانت الساعات الأربع والعشرون الماضية عنيفة للغاية في أفغانستان حيث فقد الكثيرون حياتهم".

وقال في سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر "في هرات، تشير الصور وروايات شهود العيان إلى أن العديد من المدنيين من بينهم أطفال، هم من ضمن ضحايا الغارة الجوية الأفغانية، نحن ندين الهجوم ونؤيد التحقيق".

وتابع "وبالمثل نأسف لهجمات طالبان الأخيرة التي لقي فيها العديد من الأفغان حتفهم. يريد الشعب الأفغاني البدء الفوري في مفاوضات السلام وتسوية تحقق مصلحته العليا. لن تؤدي المزيد من القبور إلى دفع المفاوضات إلى الأمام".

وختم بالقول "بدلا من إعادة العملية إلى الوراء، نحث جميع الأطراف على احتواء العنف وحماية المدنيين وإظهار ضبط النفس اللازم لأن بدء المفاوضات داخل أفغانستان قريب للغاية".