طهران تتوسع عبثا في كاراكاس هربا من العقوبات الأميركية

إيران ترسل المواد الغذائية لتملأ أول متجر إيراني كبير افتتح مؤخرا في كراكاس بعد إرسال الوقود في تحد لواشنطن.

كراكاس - بعد إرسال الوقود الإيراني بالسفن إلى فنزويلا، وصلت المواد الغذائية لتملأ رفوف أول متجر إيراني افتتح مؤخرا في كراكاس، في تحدّ لواشنطن من إيران وفنزويلا الخاضعتين للعقوبات الأميركية.

وتسعى طهران من خلال الاستثمار في فنزويلا الحليفة إلى تنفيس اقتصادها المتأزم بسبب العقوبات الأميركية القاسية، ردا على انتهاكات إيران للاتفاق النووي، فيما تستمر الجمهورية الإسلامية منذ سنوات في معادات المعسكر الدولي.

ولا يختلف إثنين في أن إيران تعيش راهنا أسوأ أزماتها على الإطلاق مع تراكم المشاكل المنجرة عن تفشي فيروس كورونا إلى جانب العقوبات الأميركية التي خنقت الاقتصاد الإيراني منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018.

ولا يبدو أن محاولات إيران المضنية لتخفيف الأزمة الاقتصادية ستنجح، حيث ضيقت الإدارة الأميركية الخناق على الجمهورية الإسلامية وتهدد بفرض عقوبات صارمة على شركات ودول تتعامل تجاريا مع النظام الإيراني.

ويتوافد الزبائن بأعداد كبيرة إلى متجر 'ميغاسيس' الذي افتتح في 30 يوليو/تموز لشراء العسل والتمور والملابس أو المناديل الورقية التي "صنعت في إيران"، ملتزمين جميعاً بوضع الكمامات بسبب تفشي فيروس كورونا.

ويقول ماتياس (62 عاماً) الذي جاء للتسوق مع والدته في المتجر الواقع في حي للطبقة الوسطى في كراكاس، "إذا كان المنتج جيداً، فلا يهم ما إذا كان كوبيا، روسياً، صينيا أو أجنبيا (أميركي) أو إنكليزياً"

وتباع في 'ميغاسيس' منتجات وصلت على متن سفينة غولسان الإيرانية التي رست في فنزويلا في 21 يونيو/حزيران . وفي الأسابيع الماضية وصلت خمسة سفن إيرانية تقل 1.5 مليون برميل من الوقود، موانئ هذه الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية لتعويض النقص المزمن في الوقود فيها.

وقال نائب وزير الصناعة الإيراني عيسى رضائي لدى افتتاح 'ميغاسيس'، "كوننا دولتين خاضعتين للعقوبات، فإننا نكمل بعضنا البعض"، موضحاً "لدى فنزويلا الكثير من المنتجات التي لا نمتلكها في إيران، وفنزويلا لديها احتياجات معينة يمكننا تلبيتها".

وتجمع طهران وكراكاس علاقات متوترة مع واشنطن التي تفرض عليهما عقوبات قاسية. ويصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو بأنه "دكتاتور".

وتوترت علاقات إدارة ترامب مع طهران أكثر بعد انسحاب واشنطن من جانب واحد في 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات أميركية على إيران. وتهاجم طهران وواشنطن بعضهما البعض مراراً كما تتبادلان الاتهامات بـ"الإرهاب".

وبحسب مديرة برنامج أميركا اللاتينية في مركز وودرو ويلسون الدولي بواشنطن سينثيا أرنسون، فإن إيران وفنزويلا، وإن كانتا مرتبطتان حالياً بواقع خضوع كلتيهما لعقوبات أميركية، إلا أن علاقتهما الوثيقة تعود إلى "منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".

حينها، أقام الرئيسان الفنزويلي هوغو تشافيز والإيراني محمود أحمدي نجاد، "علاقة قريبة تخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين، اللذين تربطهما الرغبة في مواجهة الولايات المتحدة".

ويشكّل دعم طهران لفنزويلا حالياً أمراً بالغ الأهمية وسط تراجع حماسة الصين وروسيا في دعم نيكولاس مادورو. وترى أرنسون أن إيران "هي إحدى الدول القليلة التي لا تزال مستعدة لدعم فنزويلا، لقاء الذهب على ما يبدو".

ويتبع متجر 'ميغاسيس' إلى 'إتكا' وهو اتحاد شركات تابع لوزارة الدفاع الإيرانية، في دليل على مدى أهمية بُعد المصلحة الاستراتيجية في العلاقة بين طهران وكراكاس.

كان المتجر الذي تبلغ مساحته 20 ألف متر مربع، قائماً قبل ان تستحوذ عليه علامة 'ميغاسيس' التجارية. وكان يتبع خلال ولاية الرئيس الراحل تشافيز (1999-2013)، لسلسلة المتاجر الفرنسية الكولومبية 'ايكسيتو'، قبل أن يصادره الزعيم الاشتراكي في عام 2010.

حينها أعيدت تسميته بـ'أباستوس بيسونتيناريو' ثم دمج في عام 2016 بنظام 'كلاب'، وهو برنامج حكومي يوفر الطعام بأسعار منخفضة للمحتاجين.