كوشنر يحث السعودية على توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل

مستشار الرئيس الأميركي يدعو السعودية لتوقيع الاتفاق اقتداء بالإمارات ودعما للسلام في المنطقة، معتبرا أنّ هذه الخطوة ستصب في صالح اقتصاد ودفاع المملكة، وستساهم في الحد من قوة إيران في المنطقة.
جاريد كوشنر يؤكد ان للقضية الفلسطينية مكانة كبيرة جدا في قلب الملك السعودي وولي عهده
الملك سلمان وولي عهده يريدان رؤية الشعب الفلسطيني في دولة وأمامه فرص اقتصادية

واشنطن - حث جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب السعودية الاثنين على تطبيع العلاقات مع اسرائيل عبر توقيع اتفاق سلام، معتبرا أنّ هذه الخطوة ستصب في صالح اقتصاد ودفاع المملكة، وستساهم في الحد من قوة إيران في المنطقة.
وأكد كوشنر في تصريحات لصحافيين عبر الهاتف أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ونجله ولي العهد الأمير محمد أبلغاه بأنهما يريدان رؤية دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب فرص اقتصادية للفلسطينيين.
ولم تعلن المملكة راعية المبادرة العربية للسلام التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع، عن موقفها منذ الاعلان الخميس عن اتفاق بين حليفتها الإمارات والدولة العبرية على تطبيع العلاقات، في أول خطوة من نوعها لدولة في مجلس التعاون الخليجي.
وقال كوشنر عن احتمال تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل "سيكون أمرا مفيدا جدا للأعمال السعودية، وسيكون مفيدا جدا لقطاع الدفاع السعودي".
وأضاف "لقد أجريت الكثير من المناقشات مع محمد بن سلمان حول هذا الموضوع وأيضًا مع الملك سلمان، وللفلسطينيين وقضيتهم مكانة كبيرة جدا في قلب الملك، كما هي الحال لدى الأمير محمد بن سلمان".
وتابع "ما قالاه في الأساس هو أنهما يريدان رؤية الشعب الفلسطيني في دولة وأمامه فرص اقتصادية".
والامارات بدورها تسعى لايجاد حل للقضية الفلسطينية بما يكفل حقوق الشعب الفلسطيني حيث ساهم الاعلان عن اتفاق السلام في ايقاف خطة الضم الإسرائيلية.
واتفاق تطبيع العلاقات الذي أعلنه ترامب وسيوقّع في البيت الأبيض خلال ثلاثة أسابيع، هو الثالث الذي تبرمه إسرائيل مع دولة عربية بعد مصر والاردن، ويعزز احتمال التوصل إلى اتفاقات مشابهة مع دول خليجية أخرى.
ورحبت البحرين وسلطنة عمان ومصر وموريتانيا بالاتفاق الذي يعتبر نقلة لدعم السلام في منطقة عانت كثيرا من التدخلات الاقليمية بحجة الدفاع عن القضية الفلسطينية.

من مصلحة كثير من هذه الدول من الناحية الأمنية ومن الناحية الاقتصادية إقامة علاقات مع إسرائيل

وقال كوشنر "نعتقد أنّه ستكون هناك اتفاقات تطبيع جديدة مع إسرائيل"، مضيفا "من مصلحة كثير من هذه الدول من الناحية الأمنية ومن الناحية الاقتصادية إقامة علاقات مع إسرائيل".
وأضاف "كلما التقت دول مثل إسرائيل والإمارات العربية المتحدة كان من الأصعب على إيران أن تفرّق وتجتاح".
وإيران عدو مشترك لإسرائيل والسعودية، حليفة إدارة ترامب، بينما تتّهم معظم الدول الخليجية الجمهورية الإسلامية بالتدخل في شؤونها ودعم جماعات مسلحة على أراضيها.
وقال كوشنر "إذا فكّرت في الأشخاص الذين لا يريدون أن تتوصل السعودية وإسرائيل إلى اتفاق سلام، فإن الرافض الأول لذلك هو إيران. وهذا يدل على أنه ربما يكون الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله".
بدوره اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين أنه يعمل على تسيير رحلات جوية مباشرة تربط تل أبيب بالامارات وتحديدا بدبي وأبوظبي عبر الأجواء السعودية.
وقال نتانياهو في ختام جولة في مطار بن غوريون الدولي "إنني أزف لكم بشرى أننا نعمل حاليًا على السماح برحلات جوية مباشرة ستربط تل أبيب بدبي وبأبو ظبي وتمر في طريقها عبر الأجواء السعودية".
وأضاف "إنها رحلة جوية قصيرة للغاية كونها لا تستغرق سوى نحو ثلاث ساعات، لكنها ستغيّر وجه الطيران الإسرائيلي والاقتصاد الإسرائيلي من خلال إضافة حجم هائل من النشاط السياحي في كلا الاتجاهين، وحجم هائل من الاستثمارات التي لم نشهد مثلها".
وأكد نتانياهو أن "مواطني الإمارات العربية المتحدة معنيون جدًا بالقيام باستثمارات ضخمة في إسرائيل في مجال التكنولوجيا، ما سيحقق فائدة كبيرة جدًا للمستهلك الإسرائيلي ويُعتبر ببساطة عاملاً محفزًا للاقتصاد الإسرائيلي سيفيد أي مواطن".

نتانياهو يعمل على رحلات جوية بين اسرائيل والإمارات عبر الأجواء السعودية
نتانياهو يعمل على رحلات جوية بين اسرائيل والإمارات عبر الأجواء السعودية

واشار الى أن "دبي تملك أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم، والآن ستخضع هذه البضائع لاتفاقيات السلام الإسرائيلية وبأسعار أقل لإسرائيل"، موضحا أن "هذا الاتفاق بمثابة دعم كبير للاقتصاد الإسرائيلي وقدرات وإمكانيات المواطنين في إسرائيل، وهي القدرات والإمكانيات التي لم تتواجد في البلاد حتى الآن".
والسبت، حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني الامارات "من فتح ابواب المنطقة لدخول الكيان الصهيوني". وردّت أبوظبي بتسليم القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية مذكرة احتجاج.
وفي مؤتمر صحافي الاثنين، استبعد الفريق بحري جيمس مالوي قائد القوات البحرية بالقيادة المركزية الأميركية تفاقم التوتر في المنطقة بعد الاتفاق.
وقال "لا أعتقد أن هذا يزيد من حدة التوتر. أعتقد أنها منطقة متوترة يحتاج فيها الشركاء إلى العمل بشكل وثيق معا".