
أميركا وإسرائيل تطالبان العرب بإتباع الإمارات لتكريس السلام
واشنطن - أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين عن أملهما في أن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل وعقد اتفاقيات سلام تنهي التوتر في الشرق الاوسط.
ويزور بومبيو اسرائيل في مستهل جولة في الشرق الأوسط تستمر خمسة أيام.
والتقى بومبيو الذي كان يضع كمامة بألوان علم بلده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مكتبه في القدس.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده مع نتانياهو في القدس "آمل أن أرى دولا عربية أخرى تنضم" للخطوة الإماراتية مشيرا إلى الفرصة التي تنتظر شركاء المستقبل "للعمل جنبا إلى جنب والاعتراف بدولة إسرائيل".
من جهته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الصفقة مع الإمارات بأنها "نعمة للسلام والاستقرار الإقليمي" مضيفا"أعتقد أن ذلك ينبئ بحقبة جديدة حيث يمكن أن تقوم دول أخرى بالخطوة ذاتها".
وقال نتانياهو أيضا "آمل أن يكون لدينا أخبار سارة في المستقبل القريب".
ووصف نتنياهو اتفاق بلاده مع الإمارات الذي يعتبر الأول من نوعه الذي يبرم مع دولة عربية منذ ربع قرن، بأنه "تحالف المعتدلين ضد الراديكاليين".
وتأتي جولة بومبيو بعد نحو عشرة أيام من الإعلان عن اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات.
وتأمل واشنطن وإسرائيل مزيدا من تطبيع العلاقات مع دول المنطقة لتشكيل تحالف إقليمي قوي ضد العدو المشترك المتمثل بإيران.
وشدد بومبيو على أن "إيران لن تملك أبدا سلاحا نوويا"، وحض المجتمع الدولي على إبقاء حظر الأسلحة المفروض على الجمهورية الإسلامية.
ومن المقرر أن يلتقي بومبيو أيضاً نظيره الاسرائيلي غابي أشكنازي ووزير الدفاع بيني غانتس.
الاتفاق التالي؟

وتعتبر الإمارات، الدولة العربية الثالثة التي تتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، إذ سبقتها كل من مصر في العام 1979 والأردن في 1994.
وأكّدت الإمارات أنّ الاتّفاق مع إسرائيل والمقرر توقيعه في البيت الأبيض، ينصّ على "وضع حدّ لأيّ ضمّ إضافي" لأراض في الضفة الغربية المحتلة منذ 1967.
ويطمح نتانياهو إلى تنشيط قطاع السياحة مع مشروع تسيير رحلات مباشرة بين تل أبيب وكل من دبي وأبوظبي، يأمل أن تعبر الأجواء السعودية، الأمر الذي يحتاج إلى مفاوضات.
وعقب اتفاق السلام الإسرائيلي-الإماراتي، برزت تساؤلات حول هوية الدولة التي ستنضم الى الإمارات في التطبيع مع الدولة العبرية.
ويتوجه بومبيو بعد إسرائيل إلى الخرطوم للبحث في العلاقات الإسرائيلية السودانية و"المرحلة الانتقالية" في هذا البلد الذي طوى العام الفائت ثلاثة عقود من حكم عمر البشير.
وكان السودان قد أعفى الأسبوع الماضي الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حيدر بدوي الصادق من منصبه بعد 24 ساعة من تصريح لم ينف فيه وجود اتصالات مع إسرائيل.
وقالت الخارجية الاميركية إن بومبيو سيلتقي خلال جولته رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك "للتعبير عن دعمه لتعميق العلاقات السودانية الإسرائيلية".
وأكدت أيضا أن وزير الخارجية الأميركي سيلتقي ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، قبل الاجتماع بوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان لبحث الاتفاق مع إسرائيل.
ملف حساس
وقالت صحيفة إسرائيل اليوم الصادرة في تل أبيب، الأحد، "يمكن التوصل إلى اتفاق كامل في غضون شهر" في إشارة إلى الاتفاق الإسرائيلي-الإماراتي.
وأعلنت إسرائيل والإمارات نيتهما تكثيف التبادل التجاري وبيع النفط الإماراتي لإسرائيل إضافة الى التكنولوجيا الاسرائيلية للإمارات.
لكن ثمة ملف آخر يبدو حساسا بالنسبة إلى إسرائيل: احتمال أن تبيع الولايات المتحدة الإمارات مقاتلات من طراز اف-35.
تاريخيا، عارضت إسرائيل على الدوام بيع هذه المقاتلات لدول أخرى في الشرق الأوسط بينها الأردن ومصر لأنها تريد الحفاظ على تفوقها التكنولوجي في المنطقة.
وأكد نتانياهو الإثنين "هذه الصفقة لم تشمل قبول إسرائيل بأي صفقة أسلحة".
أما بومبيو فحفظ للإمارات حقها في الدفاع عن نفسها ضد إيران، مشيرا إلى أنها ستتمكن من ذلك "بطريقة تحافظ على التزاماتنا تجاه إسرائيل".
وقال "لدى الولايات المتحدة مطلب قانوني في ما يتعلق بالتفوق العسكري النوعي (لإسرائيل)، سنواصل احترام ذلك".
وأضاف وزير الخارجية الأميركي "تمتد علاقاتنا الأمنية مع الإمارات لعشرين عاما اذ قدمنا لهم المساعدة الفنية والعسكرية".
واشار بومبيو إلى أن واشنطن "ستستمر في مراجعة هذه العملية للتأكد من أننا نقدم لهم المعدات التي يحتاجون إليها لتأمين شعبهم والدفاع عنه".